هو: عبد الله بن سعد بن أبى السرح بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش ، العامرى القرشي.أُمه هي: مَهانة بنت جابر من قبيلة الأشاعرة، ولد سنة 23 قبل الهجرة فى مكة، صحابى وقائد عسكرى وهو أخ عثمان بن عفان من الرضاعة ووالى مصر فى عهد خلافته وهو فاتح إفريقيا وهزم الروم فى معركة ذات الصوارى وشارك فى فتح مصر حيث كان صاحب الميمنة فى جيش عمرو بن العاص, وكان فارس بنى عامر بن لؤى المعدود فيهم وروى للنبى عدة أحاديث، كما أنه أخ الصحابى وهب بن سعد الذى كان أحد شهداء غزوة مؤتة. أسلم عبد الله بن أبى السرح أول مرة قبل صلح الحديبية وهاجر إلى المدينةالمنورة وكان حسِن الإسلام وموضع ثقة النبى، وأناله النبى مهمة كتابة الوحى مع عدد من الصحابة الكتاب. قيل فى أحد المرات أثناء كتابته للوحى أن النبى أملى عليه السميع العليم فكتبها عبد الله العليم الحكيم ولما فعل ذلك قال له النبى:" وهو كذلك أو كذلك الله - أى أن الله فعلاً السميع العليم وهو أيضاً العليم الحكيم - ". ولم يفهم عبد الله أن النبى إنما قصد بكلامه الإقرار بأن السميع والعليم والحكيم من أسماء الله الحسنى وصفاته بل فهم أنه يقر بتغييره للقران الكريم، فافتتن عبد الله بن سعد.فارتد. وفى السنة الثامنة للهجرة، كان فتح مكة، وكان هُناك أحد عشر شخصاً ثمانية رجال وثلاث سيدات أمر النبى بقتلهِم ولو وجودوا مُتعلقين بأستار الكعبة، وكان عبد الله منهُم، ولم يُقتلوا جميعاً وإنما قُتل بعضهم وعفى عن بعضهم, وكان عبد الله بن أبى السرح ممن عُفى عنهم، وكان شقيق عثمان بن عفان فى الرضاعة، فأختبأ فى منزله - أى منزل عُثمان - ولما وجده عُثمان قال له عبد الله، يا أخى إنى والله أخترتُك فأحتسبنى ها هنا وإذهب إلى مُحمد وكلمه فى أمرى، فإن محمداً إن رآنى ضرب الذى فيه عيناى إن جُرمى أعظم الجُرم وقد جئت تائباً فقال له عُثمان بل تذهب معى، فلم يرع النبى إلا ب عثمان أخذ بيد عبد الله بن سعد بن أبى السرح واقفين بين يديه فأقبل عُثمان على النبى فقال يا رسول الله إن أمه كانت تحملنى وتمشيه وترضعنى وتقطعه وكانت تلطفنى وتتركه فهبه لى، وأكب عُثمان على رسول الله يُقبل رأسه وهو يقول يا رسول الله، تُبايعه، فداك أبى وأمى يا رسول الله فصمت النبى محمد طويلاً ثم قال: "نعم" فبايعه النبى محمد على الإسلام. وبعد رحيلهما التفت إلى أصحابه وقال ما منعكم أن يقوم أحدكم إلى هذا فيقتُله ؟ فقال عباد بن بشر ألا أومأت إلى يا رسول الله ؟ ف والذى بعثك بالحق إنى لأتبع طرفك من كل ناحية رجاء أن تشير إلى ف أضرب عُنقه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن النبى لا ينبغى أن تكون له خائنة الأعين". شارك عبد الله فى الفتوح بعد انتقال النبى صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه، وولاه عمر بن الخطاب على الصعيد ثم ولاه عثمان بن عفان بزمن خلافته مصر فى سنة 27ه، وفى مدة ولايته فتح فتوحاً عظيمة فى بلاد النوبةوالسودان سنة 31 من الهجرة، وعقد عهداً بينه وبين ملك النوبة بأن يؤمَّن التجار ويحافَظ على المسجد الذى بناه المسلمون فى دنقلة. تولى بناء وقيادة الأسطول الإسلامى فى معركة ذات الصواري. وانتصر على البيزنطيين وأغرق 900 سفينة من اسطول قسطنطس الثانى. كما غزا إفريقية عدة مرات سنة سبع وعشرين و31 ه و33 ه حتى بلغ تونس. بعد مقتل عثمان اعتزل عبد الله السياسة ونجا بنفسه من الفتنة، وخرج إلى عسقلان فظل فيها عابداً وذكر صلاح الدين الصفدى فى كتابه الوافى فى الوفيات أنه: حين مات عثمان دعا الله فقال: اللهم اجعل خاتمة عملى صلاة الفجر فتوضأ فى ليلته وصلى وقرأ فى الركعة الأولى أم القرآن سورة الفاتحة والعاديات وفى الثانية أم القرآن وسورة ثم سلم عن يمينه وذهب يسلم عن يساره فقبض ومات ودُفِن فى عسقلان.