بالفعل هو يستحق لقب عام الأزمات والتحالفات..انه عام2015 والذي يحزم حقائبه ويستعد للرحيل عنا بلا عودة فقد شهد العام الماضي أزمات وأحداث دولية وإقليمية طاحنة أثرت بشكل كبير علي خريطة العالم السياسية وأدت الي بزوغ تكتلات وتحالفات لم تكن لتري النور سوي في ظل تلك الأحداث الكبيرة بالإضافة الي إحداث تغيير كبير في مفاهيم القوي الإقليمية والدولية في العالم. ففي العام الماضي ظهر تنظيم داعش الارهابي كعامل تهديد قوي للأمن والسلم ليس في الشرق الأوسط فقط بل في العالم كله خاصة بعد تفجيرات باريس الإرهابية والتي جعلت القوي الكبري في العالم تدرك ان خطواتها السابقة لمواجهة الإرهاب كانت لدعم الإرهاب وليس محاربته وبالتالي ضرورة تغيير الإستراتيجية الدولية للتعامل مع الإرهاب خاصة تنظيم داعش الذي أصبح يهدد دولتي العراقوسوريا بعد الاستيلاء علي أجزاء منهما بمساعدة دولية مباشرة وغير مباشرة ولكن تمت المساعدة لتحقيق مصالح مختلفة لتلك الدول والأجهزة الأمنية. والمؤكد ان القضية السورية رغم بدايتها منذ ما يقرب من خمسة أعوام تقريبا إلا أنها احتلت الصدارة في أحداث العام الماضي خاصة عندما اندلع الصراع الروسي التركي بسبب إسقاط القوات التركية لمقاتلة روسية دخلت الأجواء التركية وبالتالي تحويل مجريات الصراع الدولي ضد داعش الي صراع بين القوي الإقليمية للسيطرة علي سوريا في ظل وجود قوات متعددة الجنسيات بصورة او بأخري داخل الاراضي السورية وفي مقدمتها القوات الروسية التي أحكمت قبضتها علي المنافذ السورية خاصة حدودها مع تركيا بالإضافة الي قوات ما يسمي بالتحالف الدولي لمواجهة داعش وبالتالي تحولت سوريا الي ساحة حرب ليس لمواجهة التنظيم الارهابي ولكن لتصفية الحسابات بين القوي الدولية والإقليمية عن طريق دعم قوات الجيش السوري الحر او دعم قوات الرئيس بشار الأسد او دعم تنظيم داعش بشراء النفط منه او مده بالمعلومات والسلاح دون النظر الي مصالح الشعب السوري الذي تحولت بلاده الي خراب ودمار شامل. ولا يمكن الحديث عن عام2015 دون الحديث عن التحالف العربي الدولي لمواجهة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اليمن بقيادة السعودية ومشاركة مصر وهو ما دفع المنطقة من جديد الي حافة الهاوية فبدلا عن وجود الأزمة السورية والعراقية والليبية في الشمال فقط تفجرت الأزمة اليمنية لتكون حجر عثرة كبير أمام منطقة الخليج والعالم العربي كله خاصة انه لا يمكن الحديث عن قرب نهاية تلك الأزمة سواء عن طريق الحرب او المفاوضات وبالتالي سيشهد العام الجديد استمرار تلك الأزمة مع غيرها من الأزمات. وأعتقد ان التحالف الاسلامي ضد الإرهاب والذي أعلنته السعودية مؤخرا يمكن اعتباره آخر التحالفات خلال العام الماضي فعلي الرغم من عدم وضوح ملامح ذلك التحالف او أهدافه الحقيقية الا انه أثار العديد من التساؤلات الدولية في ظل وجود مشروع القوة العربية المشتركة والتي تم التشاور كثيرا بشأنها ولكنها وفي نهاية المطاف لم تر النور ولكن يبدو ان السعودية تسعي الي خلق تحالف اسلامي جديد لإبراز دورها في مواجهة الإرهاب ليس في المنطقة فقط بل في العالم كله. وفي نهاية المطاف فإننا نتمني ان يشهد العام الجديد مواجهة دولية حقيقية للإرهاب وخاصة تنظيم داعش وان يكون هناك اتفاق واضح الملامح بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن ملف سد النهضة والذي أثار العديد من علامات الاستفهام حول قدرة المفاوض المصري علي التعامل مع الأزمات والخروج منها بنتائج ايجابية وملموسة بالإضافة الي انتهاء الأزمة الليبية وتوصل الأشقاء في ليبيا الي توافق يحقق السلام والاستقرار بينهم. [email protected] تت