لايمكن الفصل بين الارهاب وبين أزمة اللاجئين التي تفجرت خلال الشهور الاخيرة والتي كشفت عجز العالم عن التنسيق لمواجهتها بل ان هناك دولا بعينها رفضت استقبال اي لاجئين بينما اكتفت اخري بالمشاهدة فقط في الوقت الذي استقبلت فيه دول اخري ملايين اللاجئين من سوريا في ظل تزايد موجة الارهاب التي تضرب العالم كله خاصة ما حدث في فرنسا وهو ما سلط الاضواء بشكل مكثف علي أهمية تكاتف العالم لحل أزمة اللاجئين خاصة السوريين والتي تفاقمت بسبب تنظيم داعش الارهابي وضربات النظام السوري المستمرة لاحياء سكنية في سوريا. وعلي الرغم من اجتماعات فيينا بشأن الازمة السورية والتي أري انها مهمة من حيث الشكل فقط دون المضمون الا ان استمرار تدفق اللاجئين من مختلف انحاء العالم علي الدول الاوروبية يؤكد فشل الدول الكبري في التوصل الي حلول عملية للأزمة السورية ومواجهة الارهاب في افريقيا بعيدا عن مصالحها التي تؤدي الي تفاقم الازمات وليس حلها. والمؤكد ان تقرير الاممالمتحدة بشأن اللاجئين في العالم والذي كشف أن أعداد النازحين بسبب الحروب والصراعات والاضطهاد علي مستوي العالم, سجل رقما قياسيا في عام2014, يصل إلي نحو60 مليون شخص و أن أعداد من أجبروا علي النزوح من منازلهم زادت نحو8.3 مليون شخص عن العام الماضي و أن الصراع السوري يعتبر أحد أكبر العوامل وراء هذه الزيادة, إذ بلغت أعداد اللاجئين السوريين3.9 مليون شخص, في حين بلغت أعداد النازحين داخل البلاد نحو7.6 مليون شخص بينما يشكل الأطفال أكثر من50 في المئة من أعداد اللاجئين يعتبر ناقوس خطر امام العالم للتحرك لمواجهة الازمة. ويقينا فان ما كشفته الاحصائيات بان هناك زيادة في أعداد النازحين إلي أوروبا بلغت نحو50 في المئة, وتقدر ب6.7 مليون شخص وان أوروبا تواجه أزمة متنامية بسبب عبور المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط والحدود السورية تؤكد حقيقة الازمة في الوقت الذي كشفت فيه مصادر مطلعة النقاب عن ان تركيا وحدها فتحت حدودها امام اللاجئين وسجل لديها260 الف لاجيء في25 مخيما علي الحدود بين سورياوتركيا بالاضافة الي مليون و900 الف سوري يعيشون في مناطق مختلفة من تركيا توفر لهم الدولة التركية التأمين الصحي والخدمات الاساسية مجانا بتكلفة بلغت أكثر من ستة ملايين دولار بينما لم تتجاوز المساعدات الدولية لانقرة لمواجهة الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين مبلغ417 مليون دولار فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة أين الدول الاوروبية الاخري والتي تتحدث ليل نهار عن الانسانية وحقوق الانسان في الحياة وضرورة توفير الحياة الكريمة لكل مواطن وأين الاتفاقات الثنائية والمتعددة الاطراف لمساعدة الدول الافريقية التي تواجه الارهاب والدول التي تعاني من النزاعات والصراعات والحروب وفي مقدمتها سوريا وأين التحالف الدولي لمواجهة داعش والقضاء عليها وبالتالي وقف نزيف الهجرة من سوريا التي باتت تمثل المعضلة الاساسية امام الدول الاوروبية التي أصبحت في موقف صعب للغاية بسبب تفجيرات باريس الاخيرة. وأعتقد ان المجتمع الدول كله مطالب باتخاذ خطوات تتسم بالانسانية وتبتعد تماما عن الانانية وتعظيم المصالح الفردية بهدف وضع آلية واضحة المعالم لتوفير الاحتياجات الاساسية للاجئين سواء السوريين او غيرهم والتعامل مع المأساة من منظور انساني واضح بعيدا عن لعبة التوازنات والصراعات السياسية بين القوي الكبري و التي باتت تتحكم في مصير ليس اللاجئين فقط بل الدول والشعوب في المنطقة والتي تحولت الي ساحة للصراع وتصفية الحسابات دون النظر لمصالح تلك الدول او شعوبها. [email protected]