حدثان مهمان صدرا عن تركيا الأردوغانية الأسبوع الماضي يترجمان ويفسران سلوكا عصابيا للرئيس التركي أردوغان, وأطماع وإرهاب بلا حدود لحكومة تركيا في المناطق والأراضي المجاورة لها في كل العراقوسوريا, وتبين أن القناع الديمقراطي الذي يضعه اردوغان علي وجههيسقط ويعود إلي سيرته الأولي حيث امتهن الإرهاب والدم في أفغانستان لسنوات طوال, وان مدرسة الإخوان الإرهابية لن تتوقف أبدا عن التوالد بأشكال وأصناف وطرق إرهابية بلا حدود, التصرف الأول هو دفع تركيا لقوات عسكرية مسلحة لتحتل مواقع وأراضي عراقية في محيط الموصل, ثم ترد تركيا ردا يؤكد أطماعها وحقدها علي كل ما هو عربي, ويعيد إلي الأذهان تاريخا اسود لتركيا في بلاد العرب, حيث ردت تركيا علي مطالب الحكومة العراقية بضرورة انسحاب الاحتلال التركي بان هذه القوات دخلت لمساعدة القوات العراقية, وهو قول كاذب حتما فكيف لقوات احتلال تساعد جيش العراق رغما عن حكومته؟ الحدث الثاني الذي يثير الاستغراب ويزيل القناع الديمقراطي الزائف عن النظام التركي كله ويرسخ حقيقة مفادها أن النظام التركي المنتمي إلي الاخوان يعتنق نفس الفكر ونفس الأسلوب العنيف في الوصول إلي السلطة وسحق المعارضين, حيث شكل حزب العدالة والتنمية في تركيا مليشيات خاصة مسلحة تحمل اسم( أسد الله), لا تتبع الشرطة التركية ولا الجيش التركي, وتتصرف بعنف ودموية بلا حدود في المناطق التي تشتهر بمعارضتها للنظام الحالي, تقتل وتخطف وتكتب علي الحوائط شعارات إرهابية مقيتة, في مناطق ذات أغلبية كردية سنية,هذه الظاهرة الأمنية الغريبة أثارت قلقا في أوساط المعارضة السياسية التركية كلها, حيث بدأت تظهر مجموعة من الملثمين في زي رجال الأمن وهم يكبرون ويطلقون صيحات وعبارات غاية في الانحراف والتطرف الإسلامي ومن هذه العبارات التي كتبها هؤلاء الملثمون علي جدران في المدن التي دخلوها لقتال مسلحي حزب العمال الكردستاني في مدن سيلوان وشرناق ونصيبين وغيرها( ولو سالت دماؤنا..النصر آت من عند الله) و(كن تركيا وافتخر أو اصمت وأطع). وهي عبارات تعبر عن التنظيم المسلح الخاص باردوغان وتنسف مقولة أن تركيا مازالت بلدا قائما علي النظام الديمقراطي الحر, بعد أن تحولت إلي بلد تقوده ميليشيات اردوغان السرية بلا رحمة مثل ما يفعل داعش في العراقوسوريا, ولم تتوقف الأعمال القذرة لميليشيات أسد الله اردوغان علي الأكراد بل امتدت لإسلاميين معارضين لاردوغان, حيث قالت صحف إسلامية تركية ان هناك اصطياد الموالين للداعية الإسلامي المعارض فتح الله غولن, لتشمل جماعات أخري دينية تعترض علي سياسات الحكومة. وأوقف الأمن التركي بناء علي تحرك هذه الميليشيات ضد جماعة غولن,17 شرطيا, وضابطا سابقا متهمين بالانتماء إلي الجماعة,وهذه التصرفات هي نفسها سلوكيات التنظيم الخاص المسلح لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها من دول العالم, حيث تسمي الجماعة ميليشياتها السرية المسلحة بأسماء وهمية كلما أرادت القيام بأعمال دموية قذرة لتظل الجماعة بعيدة عن الدم بشكل مباشر وتضحي بأبنائها في أعمال الدم التي تري أنها ضرورية لوجودها علي الساحة السياسية, لقد أخطا اردوغان في دفع قوات عسكرية إلي شمال العراق رغما عن حكومتها كما اخطأ في تدخله السافر في دعم جماعات الإرهاب في سوريا ويخطئ أيضا عندما يعلن جهارا نهارا أطماعه في الأراضي السورية, مرة لحماية التركمان ومرات لبناء منطقة حظر جوي ولكن الحقيقة المرة هو أن اردوغان وحكومته بأرض العرب وحلم عودة الاحتلال العثماني ولكنه حلم بعيد المنال.