لا يخفي علي احد أطماع تركيا في خيرات العرب, ولا ينكر عربي رغبات العثمانية الجديدة في إعلان خلافة وهمية, يعود من خلالها الأغا التركي إلي استعباد المسلمين تحت دعوي زائفة تلهب مشاعر الجهلاء. فأردوغان نفسه لا ينكر رغبته المحمومة للعودة إلي تاريخ الدولة العثمانية, وتراوده أطماع وأحلام يقظة بلا حدود ليصبح الخليفة, يتلقي القبلات من قطيع خاضع مستكين, من جماعات الإسلام السياسي, ليطوي صفحات المنافسين علي الزعامة الإقليمية و ليكون هو السلطان الذي يجمع حوله حشودا من المهابيل الذين يفتقدون الطباع الإنسانية السوية, ويعشقون سفك الدماء أينما رحلوا لتعم الفوضي, ويقبل الناس أساليب حكم عفا عليها الزمن, من أجل هذا الحلم ارتكب أردوغان أخطاء بلا حدود, واحتضن الإرهاب, وسرق النفط العربي, وحاول استخدام الخطط الأمريكية لتقسيم المنطقة ليعود الاحتلال العثماني من جديد, إلي أن اخطأ في حق روسيا, فلم يتردد القيصر الروسي في كشف لص النفط العربي الذي يقدم كل التسهيلات للإرهاب لكي ينعم بما يتخيل انه خلافة وملك عضوض ضاع من العثمانيين إلي غير رجعة, الأغرب أن أردوغان مثله مثل أي إخواني يكذب دون خجل, ويرتكب كل الموبقات دون حياء متخيلا انه صوت الله في الأرض, وانه لا ينطق عن الهوي, وان أحدا لا يري فعله المشين, ولذلك خرج مهددا بالاستقالة إذا أثبت قيصر روسيا بالدليل انه يسرق نفط العرب في وضح النهار ويقدم الملايين إلي داعش لتقتل وتفجر وتمهد الطريق لوهم العودة إلي الخلافة العثمانية, القيادة الروسية قدمت الادلة صوتا وصوره للعالم ولم يرد أردوغان علي الأدلة الا بمزيد من محاولات الندم والاحتواء والمؤكد أن روسيا لن تترك أردوغان يمر بسرقاته للنفط أو يفلت من تحريضه علي سفك الدماء, بل إنها تحلل أسباب هذا العمل الأخرق الذي تقوم به تركيا سواء بالسرقة أو التحريض أو القتل في حادث إسقاط الطائرة, ولذلك ذهبت محاولات أردوغان لتجاوز الحادث أدراج الرياح, بل إن بوتين قال في آخر تعليق علي السلوك التركي: إن الله تعالي وحده يعلم لماذا أقدم الرئيس المؤمن أردوغان علي هذه المقتلة؟, وقال بوتين بين الجد والهزل إن الله عاقب القيادة التركية علي أفعالها بأنه حرمها من نعمة العقل, وهو تصريح صادم لتركيا التي ظنت أنها ستفلت بأفعالها, فالخطأ التركي اعتمد علي مساندة محتملة من أمريكا والغرب وظن أن أمريكا ستصفق له بعد أن طعن روسيا في الخفاء, ولكنه لايدري ما يدور حوله حيث يتراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة كلها يوما بعد يوم وأصبح صانع القرار الأمريكي بعيدا كل البعد عن التأثير أو الرغبة في الغوص في رمال الصحاري العربية الملتهبة, ظن أردوغان انه سيكون وريث شفط الثروة من الراعي الأمريكي السابق, وانه بسرقته النفط قد حاز الثروة والسيطرة, ولكن حساباته كانت خاطئة, لسبب بسيط انه خائن لا أمان له, وان التأثير في المنطقة ينسحب تدريجيا لصالح لاعبين جدد ستكون مصر حتما أحد أضلاع التأثير المباشر, وإذا توافقت مصر وروسيا وانحصر الإرهاب في سورياوالعراق وعادا إلي وضعهما الطبيعي سيكون ذلك نهاية حتمية لأطماع أردوغان الذين يسير نحو الفشل المؤكد فالرئيس التركي, كما يعتقد بويتن, أفقده الله الرشد فقام بإسقاط مقاتلة لبلد صديق كان يخطط معه لمشاريع عملاقة. ولذلك جاءت الضربات متلاحقة من القيصر بلا هوادة, حيث لن يكتفي بوتن بالامتناع عن السلع الغذائية ولكنه يهدد بإجراءات ستندم عليها القيادة التركية مرات ومرات. وربما تصل استنتاجا من لهجة بويتن القوية, إلي حد عمل عسكري لا تتوقعه تركيا, وبصرف النظر عن تصريح أردوغان بأن بلاده لا تتاجر بالنفط مع الإرهابيين, إلا أن الحقائق تثبت وجود رعاية فائقة بين أجهزة الأمن التركية و الإرهابيين في العراقوسوريا ولذلك يمكن القول إن نفط سورياوالعراق الذي تسيطر عليه داعش لايباع للأشباح التركية, كما يحاول البعض الإيهام بذلك بل إن عمليات السرقة يشرف عليها نجل أردوغان ومجموعات من دائرة السلطة التركية الحاكمة دون حياء, وهو مايلزم روسيا برد قاس نحن جميعا في انتظاره ليعود أردوغان إلي حجمه الطبيعي ويتوقف عن السرقة وسفك الدماء في بلاد العرب.