أكد اللواء زكريا حسين المدير الأسبق لاكاديمية ناصر العسكرية العليا, إن العنف والارهاب لن ينقطع من اي مكان في العالم وان السياسات الغربية كانت السبب في اتساع نطاق الارهاب وافراز اعداد وجماعات جديدة تبنت فكر تنظيم القاعدة حول العنف في الغرب كان لنا هذا الحوار: ** هل خلا الغرب في أوروبا وأمريكا من ظواهر العنف والتطرف والإرهاب؟ * العنف والارهاب لن ينقطع في أي مكان ولا زمان لانه فعل ورد فعل لما يحدث من جماعات تريد تطبيق سياسات ما أو الحصول علي حقوق تشعر بأنها مسلوبة منها. وبالتالي سيظل العالم كله ليس الغرب فقط مسرحا للعديد من العمليات الارهابية, طالما ان هناك تفاوتا في معاملة البشر وطالما أن هناك اضطهادا طائفيا أو عنصريا لطوائف ما. ** لماذا فشلت الأجهزة الأمنية الغربية في مواجهة الإرهاب؟ * العمل الارهابي لا يمكن التنبؤ به في اي مكان مهما كانت قوة الأجهزة الامنية وتقدم الدول, ولا يمكن لأي جهاز استخباراتي وقف او منع الارهاب والقضاء عليه, وعلي سبيل المثال ما حدث في11 سبتمبر بالولاياتالمتحدةالامريكية, وكيف استطاع20 فردا من تنظيم القاعدة مهاجمة4 ولايات تمثل الحصون العسكرية والاقتصادية والسياسية لأقوي كيان في العالم, بالتالي مهما كان التفوق التكنولوجي والقدرة علي امتلاك السلاح فإنه يصعب مواجهة الارهاب. فالحروب النظامية اسهل بكثير من الحرب علي الارهاب, لأن الجيوش تعرف مسرح العمليات المحدد الموقع, وتعلم قوة بعضها وما يمتلكه كل طرف من سلاح وتدور الحرب إلي ان تتفوق احدي القوات علي الأخري, لكن الارهاب مجموعة افراد غير نظامية يصعب مواجهتها. والقوات الامريكية عندما وضعت ضمن اهداف الحرب علي الارهاب وضرب افغانستان القبض علي أسامة بن لادن والملا عمر حيين او ميتين لم تتمكن حتي الآن من الوصول إليهما او الجزم بموتهما. ** هل تمكنت الوسائل الحديثة في ضبط الجناة في العمليات الارهابية في الغرب؟ * من الصعب اكتشاف الجناة في مثل تلك العمليات لأنهم يدخلون وسط تجمعات بشرية في أماكن عامة وينفذون هجومهم بعبوة ناسفة او قنبلة يتم تركها في المكان ويرحلون او يكون الجناة ضمن القتلي والاشلاء, وبالتالي الوسائل الحديثة تنحصر في تحليل الحمض النووي للقتل والاشلاء وتتبع اثارهم والدول القادمين منها او الجماعات التي ينتمون لها, ومن ثم حصر المشتبه بهم في عدد محدود ودراسة حالتهم الاجتماعية والنفسية والعقلية. ** ولماذا فشلت في التنبؤ بوقوع تلك الحوادث؟ * التنبؤ مسألة صعبة للغاية, لكن يمكن ان تربط بين حالة الرضا الشعبي ووقوع الحوادث الارهابية, فكلما زاد السخط علي سياسات الدولة كلما كان احتمال وقوع الحوادث الإرهابية أكبر. ** هل نجحت الحرب المزعومة في الغرب للقضاء علي الارهاب او محاصرته ومنع انتشاره؟ * لا بالطبع, فالحرب التي دعا اليها سياسيو الغرب علي الارهاب ادت إلي انتشاره علي نطاق اوسع, فاستخدام القوة المسلحة وهدم وضرب قري ومدن بأكملها للقضاء علي قلة من الأفراد أدي إلي ازدياد حجم الاصابات والضحايا من الابرياء المدنيين, خاصة افغانستان, وبالتالي فإن الحرب أدت إلي توسيع دائرة الانتقام من الدول التي شاركت فيها بل وافرزت عناصر جديدة تشعر بالسخط والغضب وروح الانتقام ضد الدول الغربية جراء هذه الضربات العشوائية. فالحرب علي الارهاب لا تعالج بالقوة المسلحة, والأجهزة الامنية, والقمع, بل بإزالة الأسباب الناتج عنها الارهاب سواء سياسية او دينية او عنصرية, فهذه العمليات يقوم بها بشر, لوسادت بينهم روح الرضا علي السياسات القائمة وعدم الشعور بالدونية والظلم لما فكروا في القيام بها. ** لماذا ظهرت حركات عنف وإرهاب في الغرب رغم استقرار الأوضاع الاجتماعية وارتفاع مستوي المعيشة؟ * في كل مجتمع هناك فئات غير راضية وساخطة علي سياسات دولها, خاصة مع توفر السلاح وسهولة تداوله والحصول عليه يمكن ان تؤثر عادة علي زيادة وقوع الحوادث الارهابية وتؤدي إلي أهداف تشعل نيران الانتقام. ** ما هي أبرز الجماعات الارهابية في الغرب؟ * هناك حركات متمردين منتشرة في العالم تقوم بعمليات عنف, لكن اخطر الحركات الدولية هي تنظيم القاعدة الذي أصبحت له اذرع عديدة وافراد اعتنقوا فكر القاعدة. ** هل تعتبر حوادث اطلاق النيران المتكررة في الولاياتالمتحدة علي التجمعات المختلفة وآخرها عضوة الكونجرس.. مجرد حوادث ام تدخل في نطاق الأعمال الارهابية؟ * هناك أفراد أو أقليات في أمريكا لديها احساس به بالدونية وتريد الحصول علي حقوقها وبالتالي تلجأ لعمليات عنف موجهة بأهداف ضد أشخاص معينة أو يكون عنفا عشوائيا, في كل الحالات هي ظواهر موجودة ومستمرة. ** هل المواقف السياسية الغربية الداعمة للعدوان الاسرائيلي من جانب والسلبية من الحقوق الفلسطينية من جانب آخر لها أثر علي تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي؟ * بالطبع, هذه المواقف غير الحيادية من القضية الفلسطينية سبب كبير في شعور الكثيرين وليس الفلسطينيين فقط بالظلم ومن ثم الانتقام, وكانت النتيجة الحتمية لعدم العدالة ودعم الشعب الفلسطيني للحصول علي حقوقه المشروعة.