أكد الخبير الأمني فؤاد علام أن الأجهزة الأمنية يجب أن تواكب التكنولوجيا الحديثة وتسبق الإرهاب فيها, مشيرا إلي أنه لا يمكن القضاء علي الإرهاب بأي حال من الأحوال لأنه أصبح سمة اجتماعية, لافتا إلي أن إسرائيل هي المحرك الأساسي للإرهاب في العالم.جاء ذلك في حواره للأهرام المسائي فإلي نص الحوار.. * بداية.. يقال إن الغرب خلا من ظواهر العنف والتطرف والإرهاب؟ لا توجد دولة في العالم تخلو من الإرهاب وأدلل علي ذلك بالأحداث الأخيرة في أمريكا من اعتداء علي عضوة الكونجرس, وما حدث في إسبانيا وإنجلترا وألمانيا, فالإرهاب ليس له موطن ولا جنسية, والفكر الذي يؤدي إلي العنف في تزايد ولا يمكن لأحد أن يجزم بأنه يوجد بلد يخلو من الإرهاب. * كيف وقعت الأحداث الإرهابية خلال العامين الماضيين ولماذا فشلت الأجهزة الأمنية في تجنب حدوثها؟ الأجهزة الأمنية أحبطت بعض العمليات الإرهابية وكشفت غموض بعضها, ولكن هناك أحداث نجح الإرهاب في تنفيذها وطالما أن الانسان يوجد علي ظهر الأرض فإن الارهاب موجود ولا أحد يستطيع منعه. * وماذا عن الوسائل الحديثة التي تعتمد عليها الأجهزة الأمنية لتحديد الإرهابيين؟ هناك وسائل حديثة يتبعها الأمن, وهو يطور من نفسه باستمرار ويجب أن يكون الأمن سابقا للإرهاب في التكنولوجيا والأساليب الحديثة. * هل نجحت الدول الأوروبية وأمريكا في منع التنظيمات الإرهابية التي تقوم بعمليات داخل أراضيها؟ * أعتقد ذلك, لأنه منذ أيام حدثت عملية ارهابية في أمريكا, كما أنه منذ عامين أيضا حدث إجرام إرهابي بها, وبالتالي فإن الأجهزة الأمنية الأوروبية والأمريكية لم تستطع منع حدوث الإرهاب كما لايمكن القضاء عليه بأي حال من الأحوال لأنه أصبح سمة اجتماعية ملازمة لوجود الإنسان. ما رأيك في الحرب المزعومة علي الإهاب وهل نجحت في محاصرته؟ لا يوجد شيء اسمه الحرب علي الإرهاب فهذه أكذوبة أمريكية لتبرر اعتداءها علي بعض الدول العربية ودول حوض النيل, لأن الحرب تعني وجود قوتين لهما جيش معروف وقوته معروفه وأسلحته أيضا معروفة لذا فإن الحرب علي الإرهاب أكذوبة, وللأسف لا تزال أمريكا ترفع هذا الشعار كما أن معظم الدول العربية تؤمن بهذا الكلام وتسير خلفه. * هل تعتبر حوادث إطلاق النيران المتكررة في الولاياتالمتحدة علي التجمعات المختلفة مجرد حوادث أم أنها عمل ارهابي؟ دعنا نتفق علي أن95% من السياسيين والمفكرين وغيرهم من مختلف دول العالم اتفقوا علي أن الجريمة الإرهابية هي التي تروع المجتمع وتحدث بهدف سياسي وعندما نقول إن أحد الأمريكيين ضرب عضوة بالكونجرس فهذا كان هدفه سياسيا أدي إلي ترويع المجتمع بل والعالم كله. * هناك حركات سياسية متطرفة تتبني العنف في مواجهة الآخرين مثل حركات معاداة الأجانب والاسلامو فوبيا والنازية في ألمانيا وغيرها كيف تري تأثير هذه الحركات علي ظهور العنف والتطرف؟ جميع هذه الحركات ليست شكلا واحدا, كما أن مواثيق الأممالمتحدة تقول إنه من حق الشخص الذي يدافع عن أرضه أن يستخدم جميع الوسائل, وأعتقد أن الجريمة نفسها تكون فعلا إرهابيا ولكنها تكون لها مبرر طبقا للأمم المتحدة ونصوصها, وبالتالي لا تتصف بالإرهابية. * إذا.. ما سبب نشوء هذه الحركات السياسية رغم تمتع المجتمع الغربي بالديمقراطية والحريات العامة؟ هناك أسباب عامة ودولية تساعد علي انتشار الإرهاب وأفكاره, كما أن هناك عوامل محلية تساهم في ظهوره, ولم تعد هناك مؤسسة عالمية تعطي كل ذي حق حقه, فماذا يفعل الفلسطينيون مثلا إذا كان لا أحد ينصفهم, وبالتالي فإنهم يضطرون للجوء إلي العنف لانتزاع أي حق من حقوقهم, ويقاس علي ذلك ما يحدث في العراق وغيرها. * لماذا تظهر حركات العنف في الغرب برغم استقرار الأوضاع الاجتماعية وارتفاع مستوي المعيشه؟ عدم امكانية تحقيق العدل ومنح الحقوق لأصحابها ووجود تمييز عنصري في معظم الدول الأوروبية والغرب عموما, والإحساس لدي المواطنين بوجود هذا التمييز هو ما يؤدي إلي ذلك, وكل منطقة أو بلد ولها أسبابها الخاصة. ولماذا لم تمنع الأوضاع الاجتماعية المستقرة ظهور حركات العنف وأفكار التطرف؟ أعتقد أن التفاوت الشديد بين الطبقات هو ما يثير الأحقاد بين الطبقات, كما أن إساءة استخدام الثروة تدفع بعض العناصر لانتهاج أسلوب العنف. * ما هي أبرز الجماعات وأنشطتها ومواقفها وأفكارها من وجهة نظرك التي تدعو إلي نشر العنف؟ لا توجد جماعات حالية وإنما توجد مجموعات في جميع أنحاء العالم ولكن من الممكن أن تجتمع مع بعضها وتكون تنظيما وجماعات, ولكن الواضح حاليا أنها جماعات متفرقة قد تدفعها مجموعة من المؤثرات, ومن الممكن أن نقول إن العراق وأفغانستان مثلا بهما تنظيمات وليس مجموعات. * من تراه المناصر والداعم للعدوان الإسرائيلي الدائم علي الحقوق العربية والمقدسات الدينية؟ إسرائيل هي التي تحرك وتتسبب في تحريك الإرهاب في جميع دول العالم بلا استثناء, بشكل مباشر وغير مباشر, وكل ما يحدث في العراق مثلا بنسبة80% وراءه إسرائيل التي تغذي بعض الجماعات بشتي الطرق. * ولماذا هذا الموقف من الحقوق الفلسطينية؟ أعتقد أن إسرائيل تسيطر علي أجهزة الإعلام في كثير من دول العالم خاصة أمريكا وتغذي هذه النعرات إسرائيل الأم الحقيقية لكل التنظيمات الإرهابية وأمريكا هي الأب الحقيقي لها. * ما رأيك في المواقف السياسية للغرب وتأثيرها علي تنامي ظاهرة الإرهاب الدولي والحرب علي أفغانستان والعراق؟ الموقف من القضايا العربية يأتي من منطلق تنفيذ الأغراض الغربية, وإضعاف الدول العربية, وما يساعد علي ذلك للأسف التمزق العربي, وعدم التوافق ما بين الحكام والتوجهات الشعبية وذلك ما تستغله الدول الأوروبية. بدليل أن العراق كانت قوة عسكرية لا يستهان بها, وأيضا قوة اقتصادية ضخمة, لأن بها أكبر مخزون بترولي في العالم وكان من الممكن أن تكون العراق دولة مؤثرة سياسيا علي الساحة الدولية, وكان لابد من تفتيتها وإضعافها والسيطرة علي منابع البترول بها. * كيف تري موقف الحكومات الغربية من السياسات القائمة علي أفكار العنف والتطرف تجاه الأخر.. دعما أم مكافحة؟ لا هذا ولا ذاك, ولكن يمكننا أن نقول إنها تدعم الإرهاب أو تكافحه حسب المصلحة والدليل علي ذلك تضافر دول الغرب مع أمريكا واسرائيل لحصار غزة وتمكين حماس من السيطرة علي غزة وذلك لإسكان القوة الفلسطينية. * ما تعليقك علي موقف الغرب تجاه الإجراءات المتبعة ضد غير الغربيين والحملات الإعلامية التحريضية ضد المسلمين؟ أعتقد أن العرب لو استخدموا أوراقهم لأصبحوا قوة لا يستهان بها, لذا يجب إعلان قيام جيش عربي يساهم في تكوينه جميع الدول العربية.