حماس: أنس الشريف أيقونة الحقيقة وشاهد المجاعة في غزة    حامد حمدان ينعى مراسل الجزيرة أنس الشريف    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    الرئيس الأوكراني: نحن نفهم نية روسيا في محاولة خداع أمريكا ولن نسمح بهذا    محافظ الفيوم يكرم أوائل الثانوية والأزهرية والدبلومات الفنية    مأساة ضحيتي الشاطبي .. رحلة مصيف تنتهي أسفل عجلات ميكروباص    محافظ سوهاج يبحث تطوير النظام المالي والتحول الرقمي بالمحافظة    محافظ سوهاج يتابع معدلات الإنجاز في ملف تقنين أراضي أملاك الدولة    وصية الصحفى الفلسطينى أنس الشريف: أوصيكم بفلسطين درة تاج المسلمين    المعارضة الإسرائيلية: نتنياهو فشل فى تحقيق أهداف الحرب لمدة 22 شهرًا    هاني رمزي: ريبيرو يقلق جماهير الأهلي    برشلونة يمطر شباك كومو في كأس خوان جامبر    ملف يلا كورة.. نهاية الجولة الأولى بالدوري.. وصول ألفينا.. واعتذار حسام حسن    منافس المصري المحتمل.. الاتحاد الليبي يتأهل إلى الكونفدرالية الأفريقية    خلال ساعات.. تقليل الاغتراب 2025 تنسيق المرحلة الأولى والثانية «الموعد والرابط وضوابط التحويل»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025 في القاهرة والمحافظات    هتقعد معاكي لأطول مدة.. أفضل طريقة لحفظ الورقيات في الثلاجة    يحسن وظائف الكبد ويخفض الكوليسترول بالدم، فوائد عصير الدوم    ياسر ريان: مصطفى شوبير رتمه بطئ والدبيس أفضل من شكري    ماس كهربائي.. إخماد حريق محدود داخل كنيسة قرية أبوان بالمنيا    النفطي: معلول إضافة للصفاقسي والجزيري يمتلك شخصية مصطفى محمد    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل الصحفي أنس الشريف في غارة على غزة    الإسكندرية السينمائي يطلق استفتاء جماهيري لاختيار أفضل فيلم سياسي مصري    لارا ترامب تتفاعل مع محمد رمضان لتصبح أحد متابعيه على السوشيال ميديا    يوسف الحسيني: اجتماع الرئيس بقيادات الهئيات الإعلامية يفتح آفاقًا جديدة للإعلام    تكريم اسم الفنان لطفي لبيب والإعلامي عمرو الليثي بمهرجان إبداع للشباب- (25 صورة)    فرصة ذهبية لطلاب الإعدادية.. تخفيض الحد الأدنى للالتحاق بالثانوي بدمياط    تتطلب مهارات.. وزير العمل: حريصون على توفير فرص عمل للشباب في الخارج    برشلونة يكتسح كومو بخماسية ويتوج بكأس خوان جامبر    "تضامن سوهاج" تكرم 47 رائدة اجتماعية وتمنحهن شهادات تقدير    موظفو طيران في بروكسل يطالبون بعدم استئناف الرحلات لإسرائيل    «لا يجب التنكيل بالمخطئين».. المسلماني: الرئيس طلب الاستعانة بكل الكوادر الإعلامية    الداخلية تضبط طالبا يستعرض بدراجة بخارية    قرار هام بشأن البلوجر مونلي صديق سوزي الأردنية بتهمة نشر فديوهات خادشة    السيطرة على حريق داخل مخزن مواد غذائية فى الزيتون دون إصابات.. صور    إخلاء سبيل طالب طعن زميله في شبرا الخيمة    اتهامات لمحامي بالاعتداء الجنسي على 4 أطفال بالدقهلية    المسلماني: الرئيس لا يريد شعبًا مغيبًا وجاهلًا (فيديو)    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات الأخرى ببداية تعاملات الإثنين 11 أغسطس 2025    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025    عيار 21 الآن في الصاغة.. سعر الذهب اليوم الإثنين 11 أغسطس بعد الزيادة الأخيرة (تفاصيل)    4 أبراج «بيحققوا النجاح بسهولة»: يتمتعون بالإصرار والقوة ويتحملون المسؤولية    كشافين في القرى للبحث عن أم كلثوم والشعراوي.. المسلماني يكشف توجيهات الرئيس    اجتماع مديري الثقافة والتربية والتعليم لتعزيز الأنشطة الثقافية والتعليمية بين الطلاب    ويزو تحكي أسرار "مسرح مصر": «أشرف عبدالباقي كان بيأكلنا ويصرف علينا من جيبه»    94 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة بداية الأسبوع    خالد الغندور: التوأم يوصي فتوح بالالتزام للمشاركة مع الزمالك    فوائد اليانسون، يهدئ المعدة ويعالج نزلات البرد والإنفلونزا ويقوي المناعة    المنوفية تُطلق عيادات الدعم النفسي بخمس وحدات رعاية أساسية | صور    مدير الرعاية الصحية بالأقصر يتابع أعمال التطوير في المجمع الدولي ومستشفى الكرنك    أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل ما يملك الإنسان لبناته لأنه بذلك يعطل أحكام الميراث    أمين الفتوى يوضح: المال الموهوب من الأب في حياته لا يدخل في الميراث    حكم الدردشة مع صحابي بالموبايل في الحمام؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز إجبار الزوجة على الإنفاق في منزل الزوجية؟.. أمينة الفتوى تجيب    اتحاد عمال الجيزة يضع خطته للتأهيل والتدريب المهني    موعد إجازة المولد النبوى الشريف 2025 للقطاعين العام والخاص    الشوربجي يشكر الرئيس السيسي على زيادة بدل التدريب والتكنولوجيا للصحفيين    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار وزيرة الأمن القومي الأمريكي للأهرام :‏
إغلاق جوانتانامو مسألة وقت

بين نزعة الرئيس أوباما في تغيير سياسات سلفه بوش وتحسين صورة أمريكا في عيون العالم‏,‏ خاصة أمام العرب والمسلمين‏,‏ وبين قبضة الأجهزة الأمنية الأمريكية الفيدرالية في حماية ما يسمي بالأمن القومي. حتي ولو كان باللجوء للقوانين الاستثنائية‏,‏ كانت مهمة السيد كريم شوري مستشار وزيرة الأمن القومي الأمريكي وكبير مستشاري سياسات الدفاع عن الحقوق والحريات المدنية في الوزارة‏,‏ الذي زار مصر الأسبوع الماضي وعقد لقاءات فكرية وصحفية وندوات ثقافية سياسية بين أروقة جامعات القاهرة وطنطا وبني سويف والمنتديات الحقوقية السياسية في الاسكندرية للتعرف علي صورة أمريكا في عيون أبناء أعرق بلد عربي‏,‏ كما قال هو‏,‏ وتسجيل انطباعاته وتقاريره لوزارة الأمن القومي التي التحق بها منذ يونيو‏2009‏ من أجل حث الإدارة الأمريكية علي اتخاذ خطوات ملموسة لرسم صورة أمريكا في عهد أوباما وتخفيف حدة الاحتقان الذي خلفه بوش الابن في نفوس العرب والمسلمين‏.‏
لذلك كان لنا معه لقاء خاص حدده سلفا ب‏30‏ دقيقة توقف بعدها عن الكلام لنفاد الوقت الذي داهمنا ونحن نطرح مزيدا من الأسئلة علي أحد المشاركين في وضع سياسة الأمن القومي الأمريكي للفترة المقبلة‏,‏ وقد أكد مستشار وزيرة الأمن القومي الأمريكي خلال اللقاء‏,‏ من خلال حديثه باللغة العربية التي يجيدها‏,‏ أن إغلاق معسكر جوانتانامو مسألة وقت ولا رجعة في ذلك‏,‏ كما وعد أوباما‏,‏ مع تقديم المعتقلين الباقين للمحاكمة الجنائية تحت رعاية وزارة العدل الأمريكية‏,‏ وأوضح أن التقارير الأمنية والاستخباراتية أفادت بعدم وجود خطورة من الطائرات والرعايا القادمين من مصر الي أمريكا‏,‏ ولذلك لم تشملها الإجراءات الأمنية التي طبقت علي رعايا بعض الدول الأخري‏,‏ مؤكدا أن كل المطارات الأمريكية سوف تطبق معايير تفتيش مشددة مع نهاية هذا العام بأجهزة الأشعة والتي تظهر الشخص عاريا تماما‏,‏ ولكن مع مراعاة خصوصية العرب والمسلمين في رفض التعرض لهذه الأجهزة والخضوع للتفتيش الذاتي اليدوي‏.‏
وقال إن هناك تغييرا حقيقيا في سياسات كثيرة منها الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها الجاليات الأمريكية خاصة العربية وأهمها إجراء التسجيل الخاص بالعرب الأمريكيين‏,‏ مشيرا الي أن استراتيجية أوباما هي مواجهة العنف وليس محاربة الإرهاب‏,‏ كما كان يعلن بوش مع عدم ربط العنف بدين معين أو عقيدة بعينها‏,‏ لأن الأديان بريئة من هذا الفعل الوحشي‏,‏ وقال إنني كأمريكي مسلم أؤكد من خلال موقعي‏,‏ أن الإسلام لا يكره أمريكا كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تحارب الإسلام‏,‏ والي نص الحوار‏:‏
‏*‏ لماذا تراجعت الإدارة الأمريكية عن إغلاق معتقل جوانتانامو كما وعد أوباما؟
‏{‏ معتقل جوانتانامو سوف يغلق ولكن هذا يستغرق بعض الوقت للانتهاء من إجراءات تصفية وإغلاق المعسكر ولكن القانون الأمريكي متعدد المراحل مما يتطلب وقتا‏,‏ فالرئيس أوباما يقرر إغلاق هذا السجن أو ذاك المعتقل ولكن عملية النقل القانوني لتبعية المعسكر من وزارة الدفاع الي وزارة العدل قد يستغرق بعض الوقت فلا رجعة عن إغلاق المعسكر مع استخدام القانون الفيدرالي الجنائي في محاكمة بعض الموجودين في جوانتانامو ولكن أولا علينا نقل الصفة القانونية من وزارة الدفاع التي تسيطر علي السجن حاليا الي وزارة العدل التي تباشر الأمور الجنائية‏,.‏
‏*‏ لكن لا توجد خطة زمنية لإغلاق المعتقل؟
‏{‏ قد يحدث ذلك خلال أشهر وربما عام أو أكثر ولكن لن يستغرق الأمر خمس سنوات مثلا‏,‏ فالرئيس أوباما لن يغير رأيه في إغلاق المعتقل ولكن الأمر يحتاج وقتا‏.‏
‏*‏ وعدد معتقلي جوانتانامو حاليا خاصة العرب؟
‏{‏ ليس لدي علم بالعدد الموجود ولكن وسائل الإعلام الأمريكية عادة تكشف عن عدد المعتقلين ومن بينهم العرب‏,‏ فضلا عن أن هناك أعدادا منهم يتم ترحيلهم الي بلادهم‏.‏
‏*‏ ما الفارق في استراتيجية أوباما عن بوش في مكافحة الإرهاب حول العالم؟
‏{‏ نعم‏..‏ استعمال كلمة أو مصطلح الحرب علي الإرهاب كان يستعمل من قبل الرئيس بوش وادارته لكن الرئيس أوباما قرر أنه لا شيء نقول عنه الحرب علي الإرهاب‏..‏ يوجد حرب علي العنف ولكن ليس الإرهاب كوصف نستعمله‏..‏ وسمات هذا العنف ليست لها علاقة بأي ديانة أو سياسة‏,‏ فالعنف هو عنف‏,‏ فليس هناك عنف إسلامي أو عنف مسيحي أو عنف يهودي‏,‏ أو حتي بوذي ولا ارتباط له بأي عقيدة‏.‏
‏*‏ هل يعني هذا اختلاف أساليب مكافحة الإرهاب في إدارة أوباما عنها في إدارة بوش؟
‏{‏ إدارة أوباما قررت عدم اتباع سياسات كثيرة كانت تتبعها إدارة بوش في مكافحة الإرهاب داخل أمريكا ومنها سياسات اتبعوها في التعامل مع بعض الجماعات ومنها العربية والإسلامية وللحقيقة كانت سلبية‏,‏ ولكن الآن أصبح التعامل إيجابيا من حيث أنهم أمريكيون أولا مع إزالة الآثار السلبية التي تركها برنامج التسجيل الخاص بالعرب وهناك تحرك جاد لتغييره‏,‏ وقد يستغرق ذلك بعض الوقت‏,‏ فالإدارة الحالية في عهد أوباما تؤكد عدم التعامل مع أشخاص لكونهم عربا أو مسلمين‏.‏
‏*‏ هذا يعني أن أساليب الاعتقال والاستجواب قد اختلفت عن السابق؟
‏{‏ لا‏..‏ الأساليب لم تختلف فهي واحدة ومنها معاملة الشخص باحترام وكرامة مراعاة لحقوقه بغض النظر عن عقيدته سواء كان مسلما أو مسيحيا‏..‏ ولكن أؤكد لك أن هناك اهتماما من وزارة الأمن الداخلي بفحص وقوع انتهاكات لحقوق الأشخاص من عدمه وهذا هو جزء من عملي داخل وزارة الأمن القومي لحماية حقوق الأشخاص ومتابعة الانتهاكات وحماية الحريات المدنية من داخل الحكومة الأمريكية ممثلة في وزارة الأمن القومي‏,‏ وهي ثاني أكبر وزارة بعد وزارة الدفاع الأمريكية‏.‏
‏*‏ وهل هذا مؤشر علي تراجع الانتهاكات ضد العرب في أمريكا؟
‏{‏ ليس لدي أرقام تؤكد تراجعها ولكن المؤشرات تقول إن هناك تغييرا إيجابيا وأنا شخصيا شاهدت وعايشت ذلك‏..‏ ولكن من الصعب أن أقول هل الانتهاكات قد تغيرت أم لا‏..‏ وسائل الإعلام لديها دور مهم في كشف الانتهاكات سواء كان هذا الدور سلبا أو إيجابا‏,‏ وكذلك الحكومة لديها دور وأيضا منظمات مكافحة التمييز وأنا عملت بها مدة عشر سنوات وكان عملي مناهضة التمييز ضد العرب داخل الولايات المتحدة الأمريكية‏.‏
‏*‏ بصفتك مستشارا لوزيرة الأمن القومي هل طرأ تغير ملحوظ في مناهضة التمييز ضد العرب في أمريكا؟
‏{..‏ نعم‏..‏ بعد عملي نحو تسعة شهور داخل وزارة الأمن القومي‏,‏ وجدت نفسي في لقاءات مهمة جدا داخل البيت الأبيض أو غيره من المؤسسات الأمريكية ولاحظت أنهم يريدون التعلم من الخبرة السلبية السابقة في إدارة بوش في نفس الوقت ادارة أوباما تريد رسم صورة أو رمز ايجابي لهذه التغيرات داخل أمريكا وخارجها‏..‏ فيوجد تغيير لاحظته بعد دخولي الحكومة الأمريكية ومنها احترام القانون الدستوري والحريات المدنية التي أصبح لها دور أهم وأكبر من ذي قبل‏.‏
‏*‏ وما هي مصادر تهديد الأمن القومي الأمريكي كما ترونها؟
‏{‏ وزارة الأمن القومي معنية بكل ما يهدد أمريكا من الداخل سواء كانت عوامل طبيعية مثل العواصف والزلازل التي تضرب شواطئنا ومنها الجرائم‏,‏ سواء كانت إرهابية أو كراهية‏.‏
‏*‏ ولكن هل تنظيم القاعدة هو مصدر التهديد الأساسي للأمن القومي الأمريكي؟
‏{‏ وفقا لرؤية الحكومة الأمريكية فإن تنظيم القاعدة هو أحد مصادر التهديد للأمن ولكنه ليس الوحيد أو الأخطر‏,‏ فمثلا موارد وزارة الأمن القومي ترصد بلايين الدولارات لحماية أمريكا من تهديد العواصف والزلازل‏,‏ ومن ثم فالإرهاب ليس فقط هو مصدر الخطر ومن ثم فوزارة الأمن القومي مهتمة بحماية كل الأراضي الأمريكية من التهديدات سواء كانت طبيعية أو إرهابية أو جنائية أو عسكرية‏.‏
الإرهاب واستخدام الإنترنت
‏*‏ وما هو الخطر الداهم حاليا علي الأمن القومي الأمريكي؟
‏{‏ ربما يكون الإرهاب حاليا هو الخوف الأكبر خاصة من استعمال الإنترنت في إلحاق الأذي بالولايات المتحدة الأمريكية وربما استعمال أدوات مبتكرة قد لا نعلمها حاليا‏..‏ مشيرا الي أن محاولة تفجير طائرة ديترويت طرحت أسئلة أهمها كيفية حصول الشاب النيجيري عمر الفاروق علي معلومات خطيرة مكنته من الدخول من مطار امستردام بهولندا لاستقلال الطائرة الي أمريكا ونفاذه من كل الأجهزة الأمنية الأمريكية برغم تعدد جهات التفتيش دون كشفه برغم حيازته لكل هذه الأدوات التفجيرية وهذا هو ما تبحثه الإدارة الأمريكية‏,‏ خاصة وزارة الأمن القومي لأن هذا هو من مهام عملها حماية الأراضي الأمريكية من الداخل‏,‏ وهذا ما أكدته وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو الأسبوع الماضي أمام الكونجرس الأمريكي عندما حذرت من استخدام التنظيمات الإرهابية‏,‏ خاصة القاعدة للإنترنت في التحريض علي الإرهاب داخل أمريكا‏,‏ والإساءة لعقيدة الإسلام حيث أنهم يستعملون الدين الإسلامي كراية من الرايات لايقاع الأذي بالآخرين‏.‏
تراجع الحريات المدنية
‏*‏ بعد أحداث سبتمبر اعتمدت الإدارة الأمريكية بعض القوانين الاستثنائية لمواجهة الإرهاب‏,‏ ألا تري أنها أثرت علي الحريات المدنية؟
‏{‏ بعد‏11‏ سبتمبر صار هناك تخوف لدي الرأي العام الأمريكي من تكرار الهجمات الإرهابية ضد الرعايا الأمريكيين‏,‏ ومن أجل حماية الأمن القومي تم اعتماد بعض القوانين لمحاربة الإرهاب وحماية الأشخاص علي الأراضي الأمريكية ولكن للأسف هذه القوانين أثرت سلبا علي الحريات الدستورية إجمالا‏,‏ بغض النظر عن الشخص‏,‏ فقوانين مكافحة الإرهاب تخضع الأشخاص للرقابة التليفونية والالكترونية والتفتيش المفاجيء من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث تسمح هذه القوانين بالتفتيش الشخصي والمالي‏,‏ فقد أصبح لجهاز‏F.B.I‏ صلاحيات أوسع اختصارا للإجراءات في الضبط والتفتيش والاستجواب وصولا للنتيجة المرجوة في أقل وقت بحيث أصبح التحقيق مع شخص مشتبه فيه يستغرق ثلاث مراحل بدلا من خمس مراحل من قبل حيث كان من الضروري أن يحصل ضباط مكتب التحقيقات علي إذن من القاضي سواء كانت المهمة سرية أم غير سرية‏..‏ فكان القاضي يقول لهم اعطوني الأدلة وأنا أعطيكم الإذن‏..‏ أما الآن فمن الصعب إعطاء أدلة سرية‏.‏
‏*‏ وهذه القوانين هل خاضعة لرقابة القضاء؟
‏{‏ بعض هذه القوانين خاضعة لرقابة القضاء الذي قال عنها إنها دستورية‏,‏ والبعض الآخر قالت المحكمة العليا إنها غير دستورية وطالبت بتغييرها وبالفعل تم تغيير بعض هذه القوانين لعدم اتفاقها مع الدستور ويؤكد السيد كريم شوري كبير مستشاري السياسات بلجنة الحريات المدنية في وزارة الأمن القومي أنه هو شخصيا حصل علي أحكام قضائية ودعاوي بهذا الشأن قبل انضمامه للحكومة الأمريكية دفاعا عن الحريات المدنية ليس للعرب فقط ولكن لكل الأشخاص علي الأراضي الأمريكية‏,‏ وقال إنه خلال الشهور القليلة التي عمل فيها داخل وزارة الأمن القومي لمس تغييرا إيجابيا نحو الأفضل‏.‏
‏*‏ ولماذا محاكمة المشتبه فيهم أمام المحاكم العسكرية؟
‏{‏ هذا ما اتبعته إدارة الرئيس بوش‏..‏ ولكن سياسة الرئيس أوباما ترفض ذلك‏,‏ حيث يوجد نص في القانون الفيدرالي للتعريف بالإرهاب‏,‏ وهو بند جنائي في القانون الفيدرالي وليس تحت القانون العسكري‏,‏ ولكن علينا أن نفهم أن هناك فارقا بين من يتم القبض عليه داخل أو خارج أمريكا‏,‏ فمن يتم القبض عليهم داخل أمريكا‏,‏ فالقانون الجنائي الفيدرالي هو الحاكم‏,‏ ولكن اذا تم القبض علي الشخص خارج أمريكا بواسطة وزارة الدفاع في أمر حرب خارجي يخضع للقانون العسكري فمثلا في حالة سجناء جوانتانامو تم القبض عليهم بمعرفة وزارة الدفاع‏,‏ ولكن كما قال أوباما للأسف أن سياسة بوش كانت تعتبرهم أسري حرب يخضعون للقانون العسكري الأمريكي‏,‏ ولكن هم ليسوا أسري حرب ويخضعون لسياسة خاصة تحت مسمي المقاتل العدو ولذلك قال أوباما سوف نغلق سجن جوانتانامو وننقل هؤلاء تحت ولاية القانون الجنائي الفيدرالي تحت متابعة وزارة العدل الأمريكية‏,‏ وهذا ما سوف يحدث‏.‏
قوانين استثنائية
‏*‏ لجأت الإدارة الأمريكية لقوانين استثنائية لمواجهة الإرهاب بينما هاجمت دولا أخري استخدمت قوانين مماثلة مثل الطواريء في مصر؟
‏{‏ خلال العامين الأول والثاني كان هناك تقبل من الرأي العام الأمريكي لسن تشريعات استثنائية لمحاربة الإرهاب‏..‏ ولكن حاليا المجتمع الأمريكي لا يتقبل التوسع في تشريعات أو منح صلاحيات غير دستورية لجهات معينة غير إنسانية‏..‏ ولكن الدستور الأمريكي يحمي الحريات المدنية داخل أمريكا وجميع وسائل مكافحة الإرهاب داخل الولايات المتحدة الأمريكية تخضع للقانون الجنائي والذي بدوره يخضع للدستور الأمريكي والذي يضمن حماية كل الحريات المدنية‏,‏ فقانون مكافحة الإرهاب داخل أمريكا يخضع للدستور الذي يحمي جميع من يتم القبض عليه داخل الأراضي الأمريكية‏.‏
‏*‏ ولكن أجهزة الأمن الأمريكية استخدمت وسائل تعذيب بشعة مثل الإيهام بالغرق لاستجواب المشتبه فيهم ثم رفع شعار حقوق الإنسان؟
‏{‏ من فعل ذلك‏..‏ ليس مكتب التحقيقات الفيدرالي‏..‏ بل ان جهاز‏F.B.I‏ هو من كشف ارتكاب مثل هذه الأساليب‏,‏ وقيام بعض الجهات العسكرية أو الاستخباراتية بمثل هذه الأفعال في العراق وتحديدا سجن أبوغريب وهي جهات تخضع للقضاء ولكنها لا تخضع للدستور الأمريكي‏.‏
لا خطورة من مصر
‏*‏ وزارة الأمن القومي الأمريكية طبقت إجراءات مشددة عند السفر الي أمريكا وشملت بعض الدول العربية ليس بينها مصر‏..‏ لماذا؟
‏{‏ بعد حادث محاولة تفجير طائرة ديترويت قررت وزارة الأمن القومي حماية السفر الي أمريكا واستعمال المعلومات الموجودة لدينا سواء كانت استخباراتية أو غيرها لحماية الأمن الأمريكي والبدء بخطوات دون تمييز بين العرب أو غيرهم بل أي شخص يسافر الي أمريكا وأكدت المعلومات الاستخباراتية عدم وجود ما يشكل خطرا للأمن القومي بالنسبة للقادمين من مصر الي أمريكا أو بالعكس‏,‏ ولكن هذه الإجراءات تراجع دائما وتتغير باستمرار لدواعي الأمن القومي‏,‏ وعند زوال الأسباب سوف تتغير السياسات‏.‏
‏*‏ محاولة تفجير طائرة ديترويت كشفت ثغرات داخل أجهزة الأمن الأمريكية برغم تعددها وامكاناتها‏..‏ ماذا يعني ذلك؟
‏{‏ هذا يعني عدم وجود أمن بنسبة‏100%..‏ فلا توجد حكومة علي وجه الأرض تستطيع أن تقول إنها تحمي البلاد بنسبة‏100%‏ من كل الهجمات وعلينا أن نتعلم من أخطائنا‏,‏ ولذلك سوف نغير وسائل وأساليب التفتيش حيث بدأت وزارة الأمن القومي في استعمال أجهزة للكشف أكثر عن المسافرين الي أمريكا أو المغادرين منها في جميع المطارات الأمريكية‏,‏ وشدد مستشار الأمن القومي كريم شوري علي أنه مع نهاية هذا العام سوف تستخدم كل المطارات الأمريكية أجهزة الكشف الكامل عن شخصيات المسافرين واظهارهم بصورة مجسمة واضحة من خلال أشعة تخترق الملابس وهناك من العرب والمسلمين من يرفضون تعريض أنفسهم لهذه الأشعة ولكن هناك بدائل وضعتها وزارة الأمن القومي بحيث يكون هذا الإجراء اختياريا وعند رفضه يتم تفتيش الشخص تفتيشا ذاتيا يدويا مع تخصيص سيدات شرطيات لتفتيش السيدات‏,‏ ولكن لا تراجع عن إجراءات حماية أمن وسلامة البلاد‏.‏
أسباب الإرهاب
‏*‏ وما هي أسباب الإرهاب كما تراها الإدارة الأمريكية؟
‏{‏ أسباب الإرهاب متعددة في كل أنحاء العالم‏,‏ وهي ليست أسبابا إسلامية أو عربية‏.‏
‏*‏ ربما يرجع لسياسة أمريكا تجاه بعض القضايا العربية؟
‏{‏ يجيب مستشار الأمن القومي الأمريكي‏,‏ طبعا من الناحية القانونية هذا لا‏..‏ لكن سياسيا حدث بعد أحداث سبتمبر‏..‏ كانت هناك بالفعل سياسات خاصة في التعامل مع العرب الأمريكيين ولكن الناخب الأمريكي حسم ذلك باختياره للرئيس أوباما معربا عن رفضه لهذه السياسات وأننا لا نقبل بها وأنا أقول كعربي أمريكي مسلم لا يوجد هنا كراهية من قبل الإسلام ضد أمريكا‏..‏ ولا حرب من أمريكا ضد الإسلام‏..‏ ولكن سياسيين أمريكيين قالوا في الماضي‏..‏ هم يكرهون حريتنا‏!‏
نجاح العرب في أمريكا
‏*‏ ولماذا طالبت منظمات حقوقية بوقف الاستهداف المتعمد ضد العرب والمسلمين في أمريكا؟
‏{‏ يجب أن نعرف أن المجتمع العربي الأمريكي أكثر نجاحا عن غيره فمثلا التعليم داخل الجاليات العربية أكثر من غيرها ودخل العربي الأمريكي أكبر من دخل الأمريكي العادي حتي إن المجتمع المدني عربيا لم يكن له وجود قبل أحداث سبتمبر ولم يكن هناك هدف لهذه المجتمعات وبعد الحادي عشر من سبتمبر ظهرت انتهاكات للحريات المدنية فكان لابد من نشاط ومشاركة المجتمع المدني للدفاع عن حقوق العرب والمسلمين ووقف هذه الانتهاكات‏,‏ علما بأن التمييز موجود داخل أمريكا ونحن مازلنا نتعلم من أخطائنا‏..‏ ولكن صار التمييز ضد العرب بعد سبتمبر أكثر ومن خلال الاحصاءات تشير الي ارتفاع جرائم الكراهية ضد العرب ارتفاعا هائلا مقارنة بما كان قبل سبتمبر‏,‏ حيث كانت جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين تحتل المرتبة الثالثة بعد اليهود ثم السود حتي أننا كنا نضحك ونقول ألا يوجد شيء نحتل فيه نحن العرب المرتبة الأولي حتي في جرائم الكراهية‏..‏
‏*‏ هناك معلومات تشير الي تراجع موجات الهجرة الي أمريكا من البلدان العربية والإسلامية بعد سبتمبر؟
‏{..‏ السيد كريم شوري يؤكد ذلك موضحا أنه حدث تراجع بعد أحداث سبتمبر‏,‏ ولكن مع إدارة أوباما حدث تغير في السياسات وعادت معدلات الهجرة تعود نسبيا الي الارتفاع ولكنها في الحقيقة ليس علي غرار ما كان قبل سبتمبر بسبب الإجراءات الأمنية وصعوبة الحصول علي تأشيرة الدخول‏.‏
‏*‏ وأهم مشكلات الجاليات العربية والإسلامية في أمريكا؟
‏{‏ مثل كل الجاليات الأمريكية‏..‏ فالمشكلة الأولي هي قضية التأمين الصحي‏,‏ وهي المشكلة الأولي بالنسبة للرئيس أوباما أيضا وليس الإرهاب أو السياسة الخارجية‏.‏
‏*‏ وما سبب زيارتك لمصر‏..‏؟
‏{‏ حاليا أعمل مع وزارة الخارجية الأمريكية للتحدث عن خبرتي في مجال الدفاع عن الحريات والتمييز‏,‏ وهي أول زيارة لمصر التي اعتبرها مثالا للحضارة في العالم العربي‏.‏
‏*‏ وبماذا سوف توصي داخل وزارة الأمن القومي عقب عودتك الي أمريكا؟
‏{‏ لقد عقدت لقاءات وندوات وتعلمت كثيرا من العقل المصري وسوف أخبر عن صورة أمريكا التي لمستها لدي المصريين وعلينا أن نتخذ خطوات أخري لتحسين الصورة الأمريكية والتي عايشت لها جوانب إيجابية وأخري سلبية سوف نعمل كثيرا لإزالتها في السياسات المقبلة‏.‏
كريم شوري في سطور
كريم شوري هو كبير مستشاري السياسات لدي مكتب الحقوق والحريات المدنية التابع لوزارة الأمن القومي الأمريكية حيث اختارته وزيرة الأمن القومي جانيت نابوليتانو في يونيو‏2009‏ كعضو في مجلس مستشاري الأمن القومي وهو الجهاز الاستشاري الرسمي للوزارة بعد أن أمضي عشر سنوات في اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز ومدير تنفيذي علي المستوي القومي وهو أيضا عضو في مجلس الاتصال المجتمعي بمكتب مدير الاستخباراي الوطنية وهو ولد في دمشق بسوريا ويتحدث العربية بكلامه‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.