ارسل الحوثيون امس تعزيزات عسكرية جديدة إلي جنوب اليمن مصعدين ضغوطهم علي مدينة عدن التي لجأ اليها الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي, فيما سجلت اشتباكات بينهم وبين مسلحي القبائل المناهضة لهم, بحسب مصادر امنية. وجاء ذلك غداة دعوة زعيمهم عبدالملك الحوثي الي التعبئة العامة, بعد أيام من تصعيد القوات المتحالفة معه والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من ضغوطها علي مدن الجنوب وصولا الي عدن. وواجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في هيجة العبد والمقاطرة الواقعتين جنوب تعز باتجاه عدن, واضطروا الي التراجع بحسب مصادر امنية وقبلية. كما ذكرت مصادر محلية وعسكرية ان الحوثيين نقلوا نحو خمسة آلاف رجل وثمانين دبابة الي منطقة القاعدة في محافظة اب القريبة من تعز. وتمركزت هذه التعزيزات في مدارس بلدة القاعدة التي تبعد نحو30 كيلومترا شمال شرق تعز والتي تم تحويلها الي ثكنات عسكرية. وتظاهر الآلاف في تعز امس أيضا أمام معسكر قوات الامن الخاصة الموالية للرئيس السابق والحوثيين للمطالبة برحيل قياداتهم من المدينة. جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس إن دول الخليج العربية ستتخذ الاجراءات اللازمة لحماية المنطقة ضد العدوان من جماعة الحوثي المتحالفة مع ايران اذا لم يمكن التوصل لحل سلمي للفوضي في اليمن. وأكد الأمير سعود في مؤتمر صحفي مشترك في الرياض مع وزير الخارجية البريطاني الزائر فيليب هاموند معارضة بلاده للتدخل الايراني في اليمن. وقال هاموند ان بريطانيا ستبحث مع السعودية والولاياتالمتحدة كيفية تعزيز موقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. واضاف لا أحد منا يريد ان يري تحركا عسكريا. في الوقت نفسه, قالت البيت الأبيض امس إن الولاياتالمتحدة لديها القدرة علي التعامل مع القضايا الأمنية المتعلقة باليمن علي الرغم من سحب ما تبقي من القوات الأمريكية هناك. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست للصحفيين ما زالت لدي الولاياتالمتحدة أدوات وموارد في المنطقة تسمح لنا باتخاذ خطوات أينما تكن هناك ضرورة لمواصلة ممارسة ضغط كبير علي أهداف للمتطرفين. وقال ايرنست إنه لا يوجد جدول زمني لعودة الموظفين الأمريكيين والقوات العسكرية الي اليمن لكنه صرح بأن الولاياتالمتحدة مازالت تقوم بالتنسيق الأمني مع حكومة الرئيس منصور هادي. كما قال مصدر مطلع إن بريطانيا أجلت آخر عناصر قواتها الخاصة من اليمن بعد تقارير تحدثت عن اتخاذ الولاياتالمتحدة خطوة مماثلة. وأجلت بريطانيا طاقم العاملين في سفارتها باليمن الشهر الماضي وعلقت مؤقتا عملياتها هناك بسبب مخاوف أمنية. وأشار المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته إلي أن سحب عناصر القوات الخاصة تم في الأيام الأخيرة. ميدانيا, نجح رجال القبائل أمس في حرق وتدمير عدد من التعزيزات العسكرية التي وصلت إلي الحوثيين في جبهة مأرب علي حدود البيضاء, حيث تم حرق عدد من الأطقم المسلحة بمنكان عليها في منطقة قانية, وأنباء عن قتلي وجرحي في صفوف الحوثيين. وقالت مصادر قبيلة أنه وقعت خسائر أكثر من22 قتيلا في صفوف الحوثيين إضافة إلي أربعة قتلي وقعت في صفوف القبائل. كما أكد مصدر محلي بمحافظة مأرب أن الاشباكات العنيفة لا تزال مستمرة بمختلف الأسلحة بمنطقة قانية الحدودية.