أرسل المسلحون الحوثيون أمس تعزيزات عسكرية جديدة إلي جنوب اليمن، في تصعيد لضغوطهم علي مدينة عدن التي لجأ إليها الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، فيما اندلعت اشتباكات بينهم وبين مسلحي القبائل المناهضة لهم، حسب ما أفادت مصادر أمنية. في الوقت نفسه دعا زعيم لحوثيين، عبدالملك الحوثي، أمس الأحد، إلي «التعبئة العامة»، بعد أيام من تصعيد الضغط مع القوات المتحالفة معه والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح علي مدن الجنوب وصولا إلي عدن. ووقعت اشتباكات أمس بين مسلحين قبليين وحوثيين كانوا ينقلون التعزيزات العسكرية إلي محيط مدينة تعز (جنوب غرب) التي سيطروا علي مطارها ويحاولون السيطرة عليها بشكل تام، وسط مظاهرات مناهضة لهم. وواجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في هيجة العبد والمقاطرة الواقعتين جنوب تعز باتجاه عدن، واضطروا إلي التراجع. كما ذكرت مصادر محلية وعسكرية أن الحوثيين نقلوا حوالي 5 آلاف مسلح و80 دبابة إلي «منطقة القاعدة» في محافظة إب القريبة من تعز. وتمركزت هذه التعزيزات في مدارس منطقة القاعدة التي تبعد حوالي 30 كيلومترا شمال شرق تعز، وتحولت تلك المدارس إلي ثكنات عسكرية. وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر أمس الأول إعلانا بإجماع أعضائه أكد دعم الرئيس اليمني في مواجهته مع الحوثيين، وتمسكه بوحدة اليمن. ولوحت الدول ال15 الأعضاء في المجلس بفرض عقوبات ضد الحوثيين، كما سبق وفعلت مرارا من دون أي نتيجة منذ بداية الأزمة اليمنية. جاء ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة «اليمن اليوم» إن «طائرتي نقل عسكريتين أمريكيتين قامتا بإجلاء رعايا أمريكيين من عدن، فيما أجلت طائرة خاصة كافة موظفي الاممالمتحدة العاملين في المدينة نفسها». وأوضحت الصحيفة، التابعة لحزب المؤتمر نقلا عن مصادر في مطار عدن أن طائرتين تابعتين للبحرية الأمريكية أقلعتا من مطار عدن وعلي متنهما عشرات الأمريكيين وتم نقلهم إلي بارجة حربية أمريكية في باب المندب. علي الصعيد نفسه، أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان توجيهات بمساعدة الحكومة البريطانية في عملية إجلاء ونقل عدد من دبلوماسييها من عدن. وصرح مصدر مسئول في وزارة الخارجية العمانية أمس بأن السلطنة قامت بالتنسيق مع الجهات المختصة في اليمن لتأمين عملية الإجلاء ونقل الدبلوماسيين البريطانيين إلي السلطنة، وذلك عبر طائرة تابعة لسلاح الجو العماني تمهيدا لعودتهم إلي بلادهم. من جهة أخري، وجه وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بالبدء فورا في بناء القاعدة البحرية بجيزان وسرعة إستكمال إنشاءات المعسكرات الإضافية في جازان ونجران علي الحدود اليمنية، بالإضافة إلي البدء فورا في دراسة وتصميم إنشاء وحدات سكنية إضافية في المنطقتين.