أرسل الحوثيون، اليوم، تعزيزات عسكرية جديدة إلى جنوب اليمن مصعدين ضغوطهم على مدينة "عدن"، التي لجأ إليها الرئيس اليمني المعترف به دوليًا عبدربه منصور هادي، فيما سجلت اشتباكات بينهم وبين مسلحي القبائل المناهضة لهم، بحسب مصادر أمنية. ويأتي ذلك غداة دعوة زعيمهم عبدالملك الحوثي إلى "التعبئة العامة"، بعد أيام من تصعيد القوات المتحالفة معه، والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من ضغوطها على مدن الجنوب وصولًا إلى عدن. ودارت اشتباكات بعد منتصف ليل الأحد بين مسلحين قبليين والحوثيين الذين كانوا ينقلون التعزيزات العسكرية إلى محيط مدينة تعز (جنوب غرب) التي سيطروا على مطارها ويحاولون السيطرة عليها بشكل تام بحسب مصادر متطابقة. وواجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في هيجة العبد والمقاطرة الواقعتين جنوب تعز باتجاه عدن، واضطروا إلى التراجع بحسب مصادر أمنية وقبلية. كما ذكرت مصادر محلية وعسكرية لوكالة "فرانس برس"، أن الحوثيين نقلوا "حوالي 5 آلاف رجل وثمانين دبابة إلى منطقة القاعدة" في محافظة أب القريبة من تعز. وتمركزت هذه التعزيزات في مدارس بلدة القاعدة التي تبعد حوالى 30 كيلومترًا شمال شرق تعز والتي تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية. وتظاهر آلالاف في تعز اليوم، أيضًا أمام معسكر قوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق، والحوثيين للمطالبة برحيل قياداتهم من المدينة. ومساء اليوم، أصيب 4 متظاهرين بالرصاص خلال محاولة لتفريق تظاهرة جديدة، وفق شهود. وكان الحوثيون أطلقوا أمس النيران على المتظاهرين في "تعز"، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 5 آخرين. وانتشر نحو 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية مع جنود أمس، في حرم مطار تعز، فيما نقلت مروحيات تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومترًا شمالًا، بحسب مصادر ملاحية. وزار وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي، الذي انشق عن الحوثيين والتحق بالرئيس اليمني في عدن، اليوم، مواقع القوات الموالية للرئيس في منطقة كرش على الحدود بين محافظة تعز ومحافظة لحج الجنوبية. وحض الوزير القوات المنتشرة في المكان على "التصدي لأي محاولة لتقدم الحوثيين"، بحسب مصادر شيوخ قبليين كانوا يرافقون الوزير في جولته.