خاضت مصر العديد من جولات المقاومة ضد الاحتلال البريطاني علي جميع المحاور السياسية والعسكرية بدءآ من مصطفي كامل ومحمد فريد وسعد زغلول الي جمال عبد الناصر حتي استطاعت مصر تحرير كامل ترابها الوطني عام1954, وكان العدوان الثلاثي علي مصر عام1956 فكانت المقاومة الباسلة لشعب مصر مثالا يحتذي للبطولة والفداء وانتصرت ارادة شعب مصر وتم دحر العدوان, ثم نكسة1967 والاحتلال الاسرائيلي لشبة جزيرة سيناء فكانت مقاومة ابناء سيناء الشرفاء الذين قاموا بملحمة بطولية ضد الاحتلال وحرب الاستنزاف التي خاضها جيش مصر العظيم حتي تم نصر أكتوبر عام1973, وتحررت سيناء ليس بالحرب فقط ولكن أيضا بجهود رجالها المخلصين في مفاوضات لم تكن أقل وطأة من القتال في ساحة المعركة مع خصم أقل ما يقال عنه أنه مراوغ وعنيد.. وكذلك شعب الجزائر العظيم بذل أكثر من مليون شهيد فداء للوطن حتي نال استقلالة.. الشعب الليبي الشقيق خاض كفاحا مريرا ضد الاحتلال الايطالي وقدم الكثير من التضحيات والبطولات بدءآ من الشهيد البطل عمر المختار حتي نال استقلاله.. ومن الغريب ان المقاومة اصبحت مؤخرا مهنة أو سبوبة لأكل العيش أو لتوازنات ومصالح سياسية.. فعلي الرغم من انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان فحزب الله مازال باقيآ بحجة مزارع شبعا فلا هو حررها ولا اسرائيل انسحبت ولا قواته وفصائله انضمت تحت راية الجيش اللبناني..!! مما يثير الكثير من علامات الاستفهام! ولعلنا نتساءل هل هناك علاقة مصالح متبادلة بمعني هل اسرائيل تريد بقاء حزب الله دولة داخل الدولة حتي لاتستقر لبنان ؟ ولمن يعرف نشأة اسرائيل يكتشف أنهم اتخذوا مصطلح( بلطة الانصهار) شعارا لإنشاء دولتهم.. فالبلطة تعني القوة الغاشمة القاطعة والانصهار يعني الاندماج والتوحد ولكي تبقي اسرائيل لابد ان تعيش في( أمن) ولكنها لا تستطيع ان تعيش في سلام.. لانهم يدركون تمامآ أن السلام يهدم دولتهم ويمزق نسيجهم الاجتماعي فوحدتهم وهم القادمون من الشتات بنيت علي الخوف ومواجهة الخطر القادم من الاعداء. وما اكثر حركات المقاومة الفلسطينية منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين عام1918, وعلي مدي التاريخ الحديث تبنت مصر دعم جميع حركات المقاومة في الوطن العربي وافريقيا ضد الاحتلال وأولت مصر اهتماما خاصا للقضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطينيي للحصول علي حقه المشروع في تحرير ارضه فخاضت مصر حرب فلسطين عام1948 وكان اعلان منظمة التحرير الفلسطينية من القاهرة عام1964 وفي الاول من مارس من هذا العام يمر نصف قرن علي انطلاق صوت فلسطين الذي انطلق من القاهرة في الاول من مارس عام1965 وفتحت مصر كل ابوابها السياسية وكرست كل جهودها الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية ولكن يبقي دور الاشقاء الفلسطينيين لتحرير أرض فلسطين وهذا يتطلب التكاتف والاخلاص من الاخوة الفلسطينيين, ولمن يعرف كيف تخطط اسرائيل سيتأكد أنهم يدركون تماما أن وحدة الشعب الفلسطيني تعني النهاية لحلم دولة اسرائيل الكبري من البحر للنهر ولهذا تم انشاء منظمة حماس عام1987 لشق الصف الفلسطيني وضرب منظمة فتح ولهذا كان انشاء الجدار العازل لابتلاع الضفة الغربية عام2002 ثم حصار واغتيال ياسر عرفات رمز وحدة الشعب الفلسطيني عام2003, وتلا ذلك الانسحاب الاحادي من غزة عام2005 و حصار غزة للتخلص من القضية بإلقاء غزة علي مصر وأيضا التسويق لاسم غزة وكأن القضية أصبحت قضية غزة وليست فلسطين ومن هنا كانت أيضا مطالبة نيتنياهو أكثر من مرة باعتراف الفلسطينيين بيهودية إسرائيل كشرط أساسي لاستئناف المفاوضات, وهذا الاعتراف يضرب قضية فلسطين في مقتل فهو ببساطة يعني اعتراف واقرار الفلسطينيين بحق اسرائيل التاريخي في ارض فلسطين.. اذن لاقضية.. ومن ثم يتحول الصراع من صراع بين مغتصب ومحتل للارض الي صراع ايديولوجي بين مسلمين ويهود.. وبكل أسف ساعد بعض من الفلسطينيين أنفسهم علي توسيع فجوة الانقسام داخل الصف الفلسطيني وتحول البعض منهم الي محترفي مقاومة واثري البعض الاخر علي حساب المقاومة.. فهل آن الآوان أن يسأل الفلسطينيون أنفسهم بعد أكثر من مائة عام من الاحتلال البريطاني ومايزيد علي نصف قرن من الاحتلال الاسرائيلي وواحد وخمسين عاما علي انشاء منظمة التحرير الفلسطينية وربع قرن علي انشاء منظمة حماس.. الي أين فلسطين ؟ عضو اتحاد الكتاب