لحظة في غاية القسوة أن تؤدب أم ابنتها فتكتشف أنها ماتت بين يديها لابد أن الأم هنا فاقت كل ما تعرفه عن القسوة.. لكنها تقول إن الظروف التي دفعتها إلي الجريمة كانت هي الأكثر قسوة علي الاثنتين الأم وابنتها. رغم ان المتهمة في هذه الجريمة هي الأم وأن المجني عليها هي ابنتها إلا أن عدم معقولية الجريمة يدفعنا للبحث عن الأسباب التي جعلت أما تقدم علي قتل ابنتها انها جريمة ضد الطبيعة البشرية طالما ان المجني عليها لم تفعل ما يدفع أقرب انسانة اليها لقتلها. تفاصيل غريبة ومثيرة في جريمة أغرب مأساة لسيدة تدعي حنان صلاح42 سنة تعمل خادمة في احدي المدارس الخاصة بمنطقة بشتيل البلد بمركز أوسيم عاشت حياة تعيسة في منزل أسرتها وعاشت حياة اتعس في منزل الزوجية لم تتغير أحوالها سنوات عمرها عبارة عن معاناة مع الجهل والفقر والمرض. نشأت في أسرة ريفية بسيطة مكونة من ولدين وثلاث بنات غيرها لم تنل حظها من التعليم وكانت تخرج منذ نعومة أظفارها مع أقرانها للعمل بالحقول في جني المحاصيل الزراعية حتي تساعد والدها في مصاريف المنزل حتي صارت فتاة في عمر الزهور وبدأت تظهر عليها الأنوثة ولفت ذلك انتباه شاب من جيرانها فنشأت بينهما علاقة عاطفية وتقدم لخطبتها فوافقت عليه حيث كانت ظروفه المادية ميسرة ولم تجد فيه شيئا يعيبه ورأت أنه سيخلصها من حياة الفقر والحرمان التي عاشتها في بيت أسرتها بكل ماتحمله الكلمة من معان وفرحت بحياتها الجديدة التي لم تعهدها من قبل. ومرت3 سنوات علي زواجهما وحنان وزوجها في حالة رضا وفرحة غامرة حتي رزقهما الله بطفلتهما الأولي وبعد مرور عام رزقا بطفلة ثانية وثالثة وطفلتهما الرابعة فاطمة5 سنوات بدأ يشعر الزوج بكثرة اعباء المعيشة فبدأ بالسفر للعمل لزيادة دخله لمواجهة مصاريف المنزل ولم تجد حنان مفرا من البحث عن عمل لتساعد زوجها في اعباء الحياة الصعبة حتي التحقت بالعمل كفراشة بمدرسة خاصة فكانت حنان تستيقظ فجرا لتذهب لتنظيف المدرسة قبل حضور التلاميذ وتعود الي شقتها في الثالثة عصرا وتقوم بإعداد وتجهيز الطعام لأولادها. وفي ليلة الجريمة جن جنونها عندما سمعت بكاء طفلتها الصغيرة فاطمة ولم تكن هي المرة الأولي التي تسمع فيها الام طفلتها الصغيرة تبكي ففي كل مرة تنهر طفلتها فتسكت عن البكاء وتخلد الي النوم إلا هذه المرة فعندما نهرت الام ابنتها زادت في البكاء في الوقت الذي تريد فيه الام المتعبة ان تخلد إلي النوم لتستيقظ مبكرا للذهاب لعملها فأمسكت الأم بعصا المكنسة وضربت ابنتها علي جانبيها دون وعي حتي فوجئت بها بلاحراك وسكتت عن الصراخ اعتقدت انها مغمي عليها فحملتها ووضعتها علي السرير وأبلغت الطبيب لإنقاذها وبعد نقلها الي مستشفي أوسيم تبين ان فاطمة احمد(5 سنوات) مصابة بعدة كدمات في أماكن متفرقة من جسدها ونزيف داخلي فارقت الحياة علي اثره قبل وصولها للمستشفي وعلي الفور ألقت المباحث القبض علي الأم. وكان اللواء كمال الدالي مدير أمن الجيزة قدتلقي اخطارا من العميد خالد كمال فهمي مأمور مركز اوسيم يفيد بورود اشارة من مستشفي أوسيم باستقباله طفلة تدعي فاطمة أحمد(5 سنوات) مصابة بجروح وكدمات فتم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث لكشف غموض الجريمة وتبين من تحريات اللواءين مجدي عبدالعال نائب مدير الادارة العامة للمباحث وجود شبهة جنائية في الواقعة. وبسؤال الام امام اللواء جرير مصطفي مدير المباحث قررت ان زوجها والد الطفلة لا يحب البنات وكان دائم الاعتداء عليها بسبب كثرة بكائها وأنه اعتدي عليها بالضرب المبرح مما تسبب في وفاتها. ومن خلال تحريات العميد حسن عليوة مفتش مباحث شمال الجيزة والمقدم محمد علي رئيس مباحث أوسيم تبين عدم صحة أقوال الأم و أن والد الطفلة أحمد إبراهيم(50 سنة) يعمل بمنطقة العين السخنة, وأنه غائب عن المنزل منذ15 يوما وبقيام المقدم عطية نجم الدين وكيل مباحث فرقة الشمال والرائد محمد حسني رئيس مباحث نقطة بشتيل بمناقشة الأم وتضييق الخناق عليها انهارت واعترفت بأنها وراء الجريمة حيث كانت ابنتها تبكي فانهالت عليها ضربا بعصا حتي لفظت أنفاسها الأخيرة وقام الرائد مصطفي زيدان رئيس مباحث البراجيل بتحريرمحضر للمتهمة واصطحبها المقدم عبدالرحمن الفقي رئيس نقطة بشتيل الي النيابة التي تولت التحقيق.