*المتهمة: كنت أتوجه لعملى كل يوم فجرًا وفاطمة كانت تزعجنى ببكائها فقتلتها لرغبتى فى الراحة عالم اليوم أصبح بلا قلب، يقتل فيه الابن أمه والوالد فلذة كبده، حتى لم يعد الناس يندهشون عندما يعرفون تفاصيل جريمة من هذا النوع الذى أصبح يتكرر كثيرًا فى الآونة الأخيرة. دم الابن أصبح رخيصًا عند من لا يشعرون بالحاجة إلى الأطفال، بعكس الكثير من العواقر الحالمين بلمسة واحدة من طفل رضيع. جريمة أسرية من هذا النوع وقعت مؤخرًا فى قرية بشتيل بمركز أوسيم التابع لمحافظة الجيزة، عندما تجردت أم من كل المشاعر الإنسانية ظلت تعذب ابنتها ضربًا بعصا حتى لفظت الطفلة أنفاسها الأخيرة وماتت.. بعدها أبلغت الأم القاتلة الشرطة بأنها عادت من عملها فوجدت ابنتها مقتولة، مدعية اكتشاف سرقة مبلغ مالى من المنزل حتى تضلل رجال المباحث. المتهمة حنان قالت فى اعترافاتها إنها تعمل عاملة نظافة بإحدى مدارس أوسيم، وأنها تستيقظ يوميًا بعد صلاة الفجر للتوجه إلى عملها، خاصة بعد أن سافر زوجها للعمل بشرم الشيخ، وأنها كانت تقوم بالإنفاق على أبنائها لأن زوجها لا يرسل لهم مالًا بسبب تعثر السياحة، وبالتالى زادت عليها ضغوط الحياة عليها الصعبة، خاصة أنها لا تجد من يساعدها، فأسرتها كل واحد منهم اتخذ منها جانبًا وابتعدوا عنها بعد أن شعروا بأنها حمل ثقيل عليهم. وتكمل المتهمة بأنها شعرت باليأس بعد أن تبدى لها أن راتب المدرسة لا يكفى نفقات أسرتها الصغيرة ومتطلبات الحياة المتزايدة، فوصل بها القنوط فى أحد الأيام إلى أن فكرت مرة فى الانتحار، فبدأت فى البحث عن عمل آخر بجوار عملها بالمدرسة لكنها لم تجد وزوجها أوقاتًا يقوم بإرسال مبلغ مالى بسيط وأوقاتًا لا يرسل شيئًا. وعن يوم الحادث تروى المتهمة التفاصيل قائلة: أنا أستيقظ كل يوم فجرًا كى أتوجه إلى المدرسة، وكانت ابنتى دائمة البكاء والصراخ طوال الليل، وكانت تزعجنى جدًا فلا أستطيع النوم ساعتين قبل الفجر، وكل مرة كنت أحاول إسكاتها لكنها كانت تواصل البكاء والصراخ، وفى يوم الحادث فقدت أعصابى وجذبت عصا موجودة بالمنزل فى ثورة غضبى، وظللت أضربها فوق رأسها أكثر من 10 مرات حتى همدت تمامًا ولفظت أنفاسها الأخيرة. بعد ذلك قمت بإبلاغ الشرطة وحاولت خداعهم والإيحاء بأن لصًا اقتحم المنزل بغرض السرقة وقتل ابنتى، لكنهم اكتشفوا الحقيقة سريعًا. كان العميد خالد سامى مأمور مركز شرطة أوسيم قد تلقى بلاغًا من حنان صلاح 50 سنة «عاملة نظافة» باكتشافها سرقة منزلها ومقتل طفلتها فاطمة أحمد 5 سنوات. انتقل المقدم محمد على رئيس المباحث إلى محل الواقعة، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات التى أشرف عليها اللواء محمود فاروق مدير مباحث الجيزة تبين عدم وجود آثار عنف أو سرقة للمنزل، وأن والدة الطفلة زوجها مسافر ولا يتردد عليها أحد بالمنزل، وأنها وراء ارتكاب الواقعة، فتمكن رئيس المباحث من ضبطها وبحوزتها أداة الجريمة، وبمواجهتها أمام العميد حسن عليوة مفتش مباحث شمال الجيزة والرائد محمد غراب وكيل مباحث شمال الجيزة اعترفت بتفاصيل ارتكابها الجريمة. تحرر محضر بالواقعة وأحالها اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.