مأساة حقيقية يعيشها أهالي مساكن الإصلاح الزراعي بأسيوط بعدما بات الموت يطاردهم بين حين وآخر أسفل أنقاض الوحدات السكنية التي يقيمون بها عقب تأكل اساساتها وبدأت أسقف البدروم في الانهيار وسط غياب تام للدولة التي تخلت عنهم وتنتظر وقوع الكارثة ثم تبدأ التحرك حيث كشف ذلك الوضع المأساوي عن استمرار ظاهرة رد الفعل في تعامل مسئولي محافظة أسيوط مع الكوارث فهل ينتظرون أن تستيقظ المحافظة يوما ما علي كارثة مروعه بعد ان باتت أكثر من20 اسرة تنتظر الموت المحقق ما بين حين وآخر أسفل أنقاض عمارات الإصلاح الزراعي بأسيوط بأمتداد شارع سيتي التي تم بناؤها منذ أكثر من40 عاما وأكدت المعاينات الهندسية خطورة الوضع بهما وأنهما علي شفا الانهيار ورغم أستغاثة الأهالي بالتقدم بالعديد من الشكاوي والمحاضر الرسمية وإنذار المسئولين فإن مسئولي محافظة أسيوط لم يحرك لهم ساكن وكأن الأمر لا يعنيهم وبعد تفاقم الوضع وحدوث انهيار جزئي لبعض الأرضيات بالطابق الأرضي بالعقار رضخ المسئولون بمحافظة أسيوط وقاموا بدعم الأهالي بمبلغ20 ألف جنيها فقط في حين أن أعمال الترميم تتكلف ما يتجاوز ال800 ألف جنيه طبقا للتقرير الهندسي وهو ما دفع الأهالي لبيع ممتلكاتهم والبدء في عمليات الترميم خشيه أنهيار العقار علي رءوسهم وبعد أن فاض الكيل بأهالي أسيوط من تجاهل المسئولين وجه الأهالي صرخاتهم إلي رئيس الوزراء لنجدتهم من الموت بالتدخل الفوري قبل وقوع الكارثة. ويقول عادل نجيب- موظف أنني اقيم بالطابق الثاني بالعقار رقم1 بمساكن الأصلاح الزراعي بنهاية شارع سيتي منذ ما يقرب من30 عاما ومنذ9 أشهر تقريبا فوجئنا باهتزاز مريب في العقار يشبه الزلزال بمجرد مرور سيارات النقل الثقيل بجوار العقار وتكرر الأمر كثيرا ولكن لم نبال إلي أن فوجئنا بانهيار بعض الأجزاء الخرسانية من سقف البدروم المؤجر لشركة بيع المصنوعات والمغلق منذ أعوام عديدة وحاولنا الاتصال بمسئولي الشركة لفتح البدروم ومشاهدة ما يحدث من تشققات وأنهيار داخل البدروم ولكن دون جدوي وبعد معاناة شديدة تم فتح البدروم لنتفاجأ بكارثة حقيقية وهي تأكل الأعمدة الخرسانية وتساقط كتل خرسانية من الأسقف وكذلك تأكل الأسياخ داخل الجدران والأكثر من ذلك غرق البدروم بمياه الصرف الصحي وعلي الفور سارعنا بالتوجه إلي مسئولي حي غرب لتقديم شكوانا ولكننا فوجئنا بتجاهل شديد من المسئولين ويضيف حسام أحمد علي أحد سكان العقار انه عقب حدوث بعض الانهيارات الجزئية للأسقف توجهنا مباشرة إلي مكتب سكرتير عام محافظة أسيوط في ذلك الوقت المهندس مجدي سليم الذي أنتقل برفقتنا علي الفور وشاهد الوضع الكارثي علي الطبيعة وقام علي الفور باستدعاء مسئولي شركة المياه وتبين أن ماسورة مياه أسفل العقار هي التي تسببت بإغراقه وتم إصلاح العطل وتوقف تدفق المياه وعقب ذلك طالب مسئولي حي غرب باعداد تقرير هندسي عن حالة العقارين ووعد بصرف مبلغ100 ألف جنيها للبدء الفوري في أعمال الترميم وبالفعل حصلنا علي مبلغ20 ألف جنيها كدفعة مبدئية ولكن عقب رحيله من منصبه عاد الوضع إلي ما كان عليه والجميع تجاهل شكوانا. ويوضح أحمد محمد عبد القادر مقيم بالطابق الأرضي بالعقار لقد فوجئنا بانهيار أجزاء من أرضيه شقتي وكذلك باقي الوحدات المجاورة لي بالطابق الأرضي وهو ما كان ينذ بكارثة وجاء تقرير المهندس الاستشاري بسرعة إخلاء الطابق الأرضي بالكامل فطالبنا المسئولين بتوفير سكن مؤقت ولكن لا حياه لمن تنادي ونظرا للظروف المعيشيه الصعبه سارع سكان العقارين بجمع مبالغ ماليه لاستئجار4 وحدات سكنية لأسرنا لحين انتهاء عمليات الترميم علي أن يتحمل جميع السكان تكاليف الأيجار الشهري وبالفعل تم تهجيرنا من مساكننا وتركنا باقي سكان العقارين يواجهون مصيرهم المحتوم أسفل الأنقاض. وتحدث جمال الدين محمد عبد الله بالمعاش قائلا إننا نعيش وضعا مأساويا للغاية وننتظر موتنا بين حين وآخر خاصة أننا فقدنا الأمل في مسئولي اسيوط وتأكد لنا غياب الدولة عقب تقدمنا بالعديد من الشكاوي لمسئولي حي غرب الذين أرسلوا خطابا لنا يطالبونا بسرعة التعاقد مع مكتب استشاري وإنجاز الترميمات واخلاء الحي مسئوليته في حالة أنهيار العقار بل تحميل السكان المسئولية, لذا حاولنا إنقاذ ما يمكن أنقاذه من خلال الذهاب إلي مكتب استشاري لإعداد تقرير فني عن وضع العقارين وقيمة عمليات الترميم التي اصابت الجميع بالذهول بعدما قدرت بما يتجاوز ال800 ألف جنيها والمريب في الأمر أن مسئولي الحي لم يقوموا حتي الآن بإنذار الشركة المستأجرة للمساهمة في التكاليف أو فسخ التعاقد. وأكد التقرير الفني الذي أعده الدكتور كمال عباس الأستاذ بجامعة اسيوط أن التقرير رصد وجود رشح شديد بإرضيه وحوائط البدروم ناتجه عن تسرب مياه الصرف الصحي من الشبكه الرئيسية مما أدي إلي سقوط الغطاء الخرساني لجميع أعمده البدروم ووجود صدأ شديد بحديد التسليح لدرجه تقصفه باليد من شده هشاشته وكذلك سقوط الغطاء الخرساني في كمرات وبلاط سقف البدروم وتأكل حديد التسليح وتبين أن السبب في ذلك أن الشركة التي كانت تستخدم البدروم كمخزن قامت بسد جميع فتحات التهوية مما أدي لوجود نسبه عاليه من الرطوبة داخل البدروم في وجود الرشح ومياه المجاري لفتره زمنية طويله وهذا يعتبر السبب الرئيسي في كل العيوب السابق ذكرها. وفي تعقيب للمهندس صلاح عامر رئيس حي غرب أكد أن هذه الوحدات السكنية تحولت إلي ملكية خاصة بالسكان وباتت لا تتبع المحافظة لذا بات علي السكان أن يقوموا بترميم وحداتهم السكنية ورغم ذلك قمنا بإنهاء جميع التراخيص الخاصة بأعمال الترميم التي تتم بإشراف مديرية الأسكان وحي غرب ونتابعهم لحظة بلحظة.