بينما كان الربيع العربي يحمل دفئا لإسقاط الانظمة الديكتاتورية وتحقيق الديمقراطية التي طالما حلمت بها الدول العربية, هبت عواصف. اقتراح صور( محمد مرسي أوباما مرشد الأخوان جانب من الثورات العربية) ( رجاء بكير بنط المقدمة عند الجمع) باردة للارهاب والتطرف حملت معها شبح الحروب الاهلية التي أفسدت الربيع العربي وحولت الحلم إلي كابوس. هذا ما يؤكده المؤلف روبرت سبنسر في كتاب( الشتاء العربي يأتي إلي أمريكا.. الحقيقية وراء الحرب التي نحن بها)., سبنسر الباحث المتميز في الشئون الاسلامية حذر منذ عقود مضت من الآار المدمرة للارهاربيين الراديكاليين, ويفضح كتابه اسباب فشل الربيع العربي, موضحا أنه ليس بسبب أخطاء حدثت في مصر أو السودان أو تونس أو ليبيا ولكنه بسبب أخطاء الولاياتالمتحدةالامريكية من حيث سياساتها الداعمة لارتفاع قوة الجماعات الاسلامية المتطرفة في هذه الدول.ويتساءل المؤلف ماذا فعلت الولاياتالمتحدة أو الدول الغربية الاخري للحد من نمو التطرف الاسلامي؟وكشفا لمؤلف عن أن القوانين الامريكية الحالية وسياسات الادارة الامريكية صممت لاسكات منتقدي التطرف والارهاب.ونبه إلي الإرهاب والتطرف من جانب الجماعات الراديكالية يسعي لابعاد النساء عن مشاهد الحياه كفاعلين في دولهم كما أنها تمثل حربا ضد التقدم والحضارة.وأشار إلي أن العمليات الارهابية في بوسطن ونيويورك ما هي إلا امتداد للتطرف والدموية التي تتبناها الجماعات المتطرفة في مصر وباكستان وسوريا, مشيرا إلي ان استمرار دعم واشنطن للتطرف سيؤدي إلي مستقبل دموي في واشنطن تماما مثلما حدث في الدول الاسلامية.يقول المؤلف إن الربيع العربي أطلق العنان لمارد التطرف في شمال افريقيا والشرق الاوسط, وعلي وشك ان يعيث الفوضي في أرجاء العالم, ويأتي الكتاب ليدق ناقوس الخطر لتداعيات ذلك. استرضاء الإرهابيين ويكشف الكتاب عن أن ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما اختارت الاسترضاء بدلا من المواجهة في التعامل مع المتطرفين في الولاياتالمتحدةالامريكية. كما كشف الكتاب عن وثيقة سرية تم الاستيلاء عليها من جماعة الاخوان المسلمين في الولاياتالمتحدة التي تعتبرها ادارة الرئيس أوباما جماعة صديقة تكشف الاهداف الراديكالية المتطرفة للمنظمة إلي جانب تورطها في عمليات العنف والاغتيال لتحقيق أجندتها. كما يتساءل الكاتب كيف ألغت ادارة أوباما معلومات دقيقة حيوية حول التطرف الاسلامي من موادها التدريبية لمكافحة الارهاب لكتب التحقيقات الفيدرالي( اف بي أي) لإرضاء جماعات الضغط المتطرفة, كما ألغتها من القوانين ووكالات الاستخبارات الامريكية. واعتبر الكتاب ذلك من أكبر اخفاقات المخابرات الامريكية( سي أي ايه) والتي تجعل من الانشطة الارهابية امرا ممكنا علي الاراضي الامريكية. ويقول الكتاب انه عندما قامت ثورات الربيع العربي تجاهلت وسائل الاعلام الغربية ان الاخوان المسلمين سيكونون أكبر الرابحين من وراء تلك الثورات, وعلي العكس من ذلك أكدت وسائل الاعلام الامريكية ان الربيع العربي سيؤدي إلي انتعاش الديمقراطية في الشرق الاوسط. ثمار الربيع ويقول الكاتب ان ثمار الربيع العربي بدت واضحة الآن حيث أصبح شمال افريقيا والشرق الاوسط في حالة من الفوضي, وعندما صعد الاخوان المسلمين إلي السلطة في مصر أيقن المواطنون المصريون أنه ليس عصرا للديمقراطية والتعددية بل عصر لعدم اليقين والعنف والفتنة. وبعد الضربة الامريكية لليبيا لاسقاط نظام القذافي اغتيل السفير الامريكي هناك وانضمت كل الجماعات المتطرفة حول العالم للحرب الأهلية في سوريا, في الوقت الذي تحرك فيه الجيش الامريكي لدعم هؤلاء المتطرفين. وهنا تبين ان الربيع العربي ما هو إلا شتاء قارسا يضرب الدول العربية والاسلامية تماما مثلما ضرب واشنطن خلال هجمات11 سبتمبر2001. كما يكشف الكاتب الشبكات الدولية للارهاب التي تعمل لتحقيق نفس الهدف من خلال أجنداتها حول العالم. صورة الإخوان ويكشف المؤلف كيف ان الاعلام الغربي خاصة في الولاياتالمتحدةالامريكية تعمد عدم الاشارة إلي الاخوان المسلمين كجماعة متطرفة بل علي العكس من ذلك كان يتحدث عنها باعتبارها التيار الذي يعتمد علي الحكمة, وكان هذا التصور يعتمد علي اتجاه الحكومات الكبري لعدم التصور يعتمد علي اتجاه الحكومات الكبري لعدم مواجهة مصادر التطرف والارهاب وأشار الكتاب إلي تصريحات مستشار الرئيس الامريكي باراك أوباما لمكافحة الارهاب التي وصف فيها تنظيم القاعدة بانه نمر جريح مازال لديه بعض الحياة. ونتيجة لتلك السياسات وفقا للكتاب أصبحت الجماعات المتطرفة حول العالم أكثر جرأة, وأكثر قدرة علي تدبير المؤامرات والهجمات الارهابية.