سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«انقلب السحر علي الساحر».. الربيع العربي يهدّد الولايات المتحدة.. كتاب أمريكى: صعود تيارات الإسلام السياسي يجدد خطر العمليات الجهادية.. والإخوان نجحت في إغلاق برامج «واشنطن» لمكافحة الإرهاب
يتناول الكاتب الأمريكي روبرت سبنسر، المخاطر التي تتعرض إليها الولاياتالمتحدة في ظل ما أُطلق عليه الربيع العربي، في كتابه الأخير "الشتاء العربي يأتي إلى أمريكا: حقيقة الحرب التي نخوضها"، ويقول سبنسر: "ربما يكون الجو دافئًا بالخارج الآن، ولكن عاصفة ثلجية على وشك أن تهب من القلوب الباردة التي تعيش حالة من الجمود في شتاء إسلامي لا تبدو له نهاية". ويترأس سبنسر مؤسسة "رصد حركة الجهاد"، وله العديد من المؤلفات حول الإسلام والجهاد والإرهاب منها كتابه الصادر حديثًا "الشتاء العربي يأتي إلى أمريكا.. حقيقة الحرب التي نخوضها"، والذي يوضح فيه أن الربيع العربي أصبح "سيئ السمعة وتحول إلى شتاء قارس". الإخوان الفائز الأكبر يؤكد سبنسر أنه عندما بدأت ثورات الربيع العربي في تونس ومصر عام 2011، تفاعلت معها الصحافة الغربية بشغف، وتجاهلت الإشارات الواضحة التي تدل على أن جماعة الإخوان ستكون الفائز الأكبر الذي سيحصد مكاسب هذه الثورات. وطمأنت وسائل الإعلام الأمريكيين أن الربيع العربي يحمل ازدهارًا للديمقراطية والتعددية في الشرق الأوسط، بيد أن ثمرات الربيع العربي أصبحت الآن واضحة تمامًا، فبعد أقل من 3 سنوات على اندلاع هذه الحركات، أصبحت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، استولى الإخوان على الحكم في مصر وقاموا باستعداء المواطنين، وتمت الإطاحة بهم من السلطة بعد عام، ولم تنعم مصر بالديمقراطية ولا التعددية، وإنما دخلت في دائرة من العنف والصراع والتشتت. وفي ليبيا، التي منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساعدات عسكرية للمتمردين المناهضين للقذافي، قُتل السفير الأمريكي، بينما تدفق الإرهابيون الجهاديون من كل أنحاء العالم إلى الحرب الأهلية الدموية التي تجتاح سوريا. الربيع العربي شتاء قارس يقول سبنسر في كتابه: "سرعان ما بدا واضحًا أن ذلك الربيع العربي "الوهمي" أفسح الطريق لشتاء عربي قارس، وعلى نحو الدقة، لم يكن الربيع العربي ظاهرة عربية على وجه الإطلاق، وإنما يُعد تجديدًا عالميًا عدوانيًا للجهاد الإسلامي الذي ضرب الولاياتالمتحدة من قبل في أحداث 11 سبتمبر عام 2001، ووصل الشتاء العربي بالفعل إلى أمريكا في أحداث تفجيرات ماراثون بوسطن التي حدثت في 15 أبريل عام 2013". ويعتقد سبنسر أن ذلك الهجوم الجهادي في بوسطن يتنبأ أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تشهد مستقبلًا دمويًا مثل الواقع الذي يشهده العالم الإسلامي في الحاضر، إذ إن هناك سببًا واحدًا وراء ذلك العنف الذي شهدته بوسطن، وتشهده حاليًا كل من سوريا وليبيا ومصر، ويتمثل في الأيديولوجية المتصاعدة بثورات الربيع العربي، التي رحبت بها وسائل الإعلام وإدارة أوباما، واعتبرتها ازدهارًا لعاطفة مؤيدة للغرب، وتغييرا سياسيا ومجتمعيا في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ويرى سبنسر أنها الإيديولوجية ذاتها التي دفعت طبيبًا نفسيًا مسلمًا في الجيش الأمريكي إلى ذبح 13 أمريكيًا في القاعدة العسكرية فورت هود عام 2009، ولا جدال في أن تلك الأيديولوجية تتطابق أيضًا مع النظام العقائدي الذي شجع الخاطفين في أحداث 11 من سبتمبر. جبهات الإخوان في أمريكا يوضح الكتاب التفاعلات والتقاطعات بين الدعاية والإرهاب، وكيف تعمل الجماعات الإسلامية، التي يُفترض أنها تنبذ العنف، على تهيئة الطريق للجماعات الإسلامية الشقيقة التي تعتنق العنف مذهبًا، وكيف نجحت جماعة الإخوان في تكوين جبهات لها، مثل الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ودمجها في نسيج الحياة السياسية الأمريكية، وللأسف استجابت وسائل الإعلام وإدارة أوباما إلى الضغوط التي تمارسها هذه الكيانات لغلق برامج مكافحة الجهاد. وبدلًا من التصدي لها تتعاطف معها، وتتظاهر أن أعداءها الحقيقيين أصبحوا حلفاء، مما ينتج المزيد من الإرهاب.