اعترف باحث أمريكي بفوز أسامة بن لادن العدو التاريخي للولايات المتحدة في معركته الأيديولوجية بسبب نجاح الربيع العربي في جلب الإسلاميين إلى سدة الحكم في مصر وتونس وليبيا. وكتب روبرت سبنسر -مدير منظمة جهاد ووتش- في مقال بصحيفة واشنطن تايمز نشرته السبت أن زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن "كان سينظر بعين الرضا لقوانين الشريعة الإسلامية وهي تتبوأ سريعا مكانها باعتبارها التشريع الأوحد في مصر وليبيا وتونس، وللمؤسسة السياسية الأميركية وهي تتبنى موقفا وديا إزاء العناصر التي تؤمن بتفوق الإسلام في المجال السياسي وغيره، حتى إن مجرد الدعوة للتحقق من نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في الحكومة قوبلت بالاستهزاء واتهام مطلقيها بالمكارثية"، وهي نزعة سياسية ظهرت في منتصف القرن العشرين تتسم بالعنف وشن حملات التشهير على الأفراد دون تمحيص. وأوضح الكاتب في نبرة لا تخلو من سخرية أن الرئيس باراك أوباما رد على ذلك التهديد بإعلان دعمه لثورات الربيع العربي التي نصبت أنظمة إسلامية في شمال أفريقيا، وبإيعازه لوزارة العدل في إدارته لتبني مطالب المسلمين الأميركيين باستيعابهم في المشاريع التجارية والمؤسسات التعليمية الأمريكية. وأشار سبنسر في مقالة بصحيفة واشنطن تايمز -المعروفة بميولها اليمينية الصارخة- إلى أن أوباما أبدى للتو حماسة تجاه نظام الحكم الجديد في مصر بزعامة الإخوان المسلمين بأن أسقط عن تلك الدولة ديونا بقيمة مليار دولار، "رغم أن ذلك النظام ظل يمضي بخطوات مذهلة نحو تفكيك الديمقراطية التي عرفتها مصر، وإحكام قبضته على السلطة لعقود قادمة". وزعم الباحث أن الربيع العربي في مصر أقام نظاما بدا جليا أنه يعمل على تكريس اضطهاد المسيحيين القائم أصلا، وذلك بفرض مبادئ الشريعة الإسلامية التي تعامل المرأة وغير المسلمين بنوع من التمييز المؤسس، ويضع مصر على طريق حرب مفتوحة مع الكيان الصهيوني. ومضى الكاتب في مزاعمه إلى القول إن أوباما يوشك أن يكرر نفس الأخطاء في سوريا، حيث ستضم أي حكومة في مرحلة ما بعد الأسد عناصر من الإخوان المسلمين على وجه اليقين. وخلص روبرت سبنسر في مقاله بواشنطن تايمز إلى أن الحكومة الأميركية تقدم تنازلات شاملة وتسعى بسذاجة لإرضاء من تسميهم "الجهاديين الإسلاميين" الذين ظلوا يتوعدون الولاياتالمتحدة بالويل والثبور، على حد تعبيره. وختم بالقول "يبدو أن بن لادن، رغم وفاته، هو الذي خرج فائزا" من كل ذلك.