تستقبل مكةالمكرمة عيد الأضحي بمظاهر تختلف عن بقية الأماكن, وتستشعر في الوجوه المحيطة بك الفرحة الغامرة لاستكمال مناسك الحج وأداء أحد أركان الإسلام الخمسة, في حين يتواصل الدعاء والرجاء من الله بأن يتقبل وأن يكون الجزاء هو العودة إلي ديارهم كيوم ولدتهم أمهاتهم وفي مني حيث تمضي الملايين أيام التشريق تبدو الملامح واضحة لعادات وتقاليد المجتمعات الإسلامية التي تتجمع شرائح منها في مكان واحد, وتستطيع أن تميز اختلاف الملابس والطعام بين القادمين العرب والأفارقة والآسيويين والأوروبيين ومن مختلف البقاع, ولكن الرابط الذي يجمعهم هو الدين الحنيف وذكر الله وآياته البينات التي تتلي علي ألسنتهم بحروف عربية. وتهدأ الحركة التجارية في مكةالمكرمة خاصة المنطقة المحيطة بالحرم حتي تكاد تنعدم أول وثاني أيام العيد باعتبار أن الحجاج جميعا قد انتقلوا إلي مني ومن ثم تعود عمليات البيع والشراء بشكل نشط ومكثف في ثالث أيام العيد حيث يستعد الحاج للرحيل ويبحث عن هدايا الأهل والأقارب والأصدقاء. ويقبل العدد الأكبر من المصريين علي محلات العطور التي تطرح منتجات لها صلة بموسم الحج والمناسك ولذلك تتصدر واجهات المحال عبارات منها.. عطر مكة وعطر الحجر الأسود والمسك حتي كسوة الكعبة أعدوا لها عطرا خاصا. تأتي بعد العطور الملابس والسجاد والمسابح, ولم يعد غريبا أن تجد الصين في المركز الأول للمنتجات الموجودة وبأسعار زهيدة ومنافسة لغيرها, وتركيا في المركز الثاني, وبعدها المنتجات العالمية المعروفة وبأسعارها المرتفعة ولها من يبحث عنها. وللتمور أسواق ومحلات متخصصة وأسعارها متفاوتة حسب التميز ونوعية المكسرات, ويحرص أهل منطقة الخليج علي تناولها تبعا لعاداتهم. ولا توجد أي مظاهر للاحتفال بالعيد باستثناء التجول داخل المراكز التجارية الضخمة التي توفر كل الاحتياجات الغذائية بالإضافة إلي المحال الأخري. واللافت للنظر أن القوة الشرائية الأولي في موسم الحج هي للمصريين بلا منازع, أما العمالة الموجودة داخل الفنادق والمحال فهي للقادمين من بنجلاديش وباكستان والهند. وتبدأ مع أيام العيد رحلات العودة لأكثر من مليوني حاج جاءوا من أقاصي الدنيا, وتكون خاتمة رحلة العمر طواف الوداع حول الكعبة, وفي الأشواط السبعة يمر شريط لحظات لا يمكن نسيانها طوال الأيام التي أمضاها الحاج في كل من المدينةالمنورةومكةالمكرمة. ويغادر الحاج الأراضي المقدسة وقد فاز بالجائزة الكبري وبقي أن يستثمرها بقية سنوات العمر. muradezzelarab@hotmailcom