كتبت أمس أن الإخوان مهما كان اعتمادهم علي ماكينات الشر, لن ينجحوا في تكوين جيش حر بمصر وهذا بالتأكيد ليس من فراغ ولكن بحسابات تعود إلي طبيعة الشعب المصري ذاته, وعقيدة جيشه, وجغرافية المكان وارتباطه بمعالم سياسية شديدة الدقة وأيضا شديدة الحساسية والتعقيد. وفي الحديث عن حقيقة وأوهام الجيش المصري الحر لا ينبغي أن يكون ذلك انطلاقا من صفحة علي ال فيسبوك غير واضحة المعالم ومطموسة الهوية, ولا اعتمادا علي ما يتم تداوله من فيديوهات يتم تسريبها عمدا من غزة وعبر حماس لمن يقال إنهم من الإخوان ويتدربون بغزة علي أيدي قادة كتائب القسام ليكونوا باكورة الجيش المصري الحر, ولا عن إرهاصات إخوانية بين الحين والآخر تشير إلي أن هذا الجيش أصبح واقعا وأنه قام بالفعل بتنفيذ بعض المهام مثل ضرب القمر الصناعي بحلوان وإطلاق قذائف علي سفينة بقناة السويس وتنفيذ محاولة اغتيال وزير الداخلية. فعلينا العودة إلي بدايات الأمر وبالتحديد مع محمد بديع المرشد العام المسجون لتنظيم الإخوان- والذي تنتظره أحكام بالإعدام في قضايا تحريض علي القتل وتنفيذ مهام ضد الداخلية والجيش سقط فيها شهداء من الضباط والمجندين إضافة إلي سقوط قتلي من من عناصر إخوانية الذي كان أول من هدد بتشكيل الجيش الحر لمحاربة من سماهم في أحد أيام يوليو الماضي بجنود وضباط جيش الانقلاب. ومع استمرار فشل محاولات الإخوان لشيطنة الصراع علي السلطة مع إرادة الشعب المصري التي حماها وما يزال جيش مصر الوطني وشرطته تواصلت الدعاوي الإخوانية لترويج أن هناك استمارات للتطوع في الجيش الحر وأن هناك تدريبات تجري سرا في مصر وأخري في غزة وأن واحدا من بين عاصم عبد الماجد وعبود الزمر وطارق الزمر سيكون قائدا لهذا الجيش بل إنهم زعموا وروجوا كذبا أن أحد قادة المجلس العسكري السابق سيكون قائدا لهذا الجيش واستغلوا في ترويجهم لهذه الكذبة الكبيرة عدم حضوره احتفالات القوات المسلحة بعيد نصر أكتوبر. وأري أن الإخوان وحدهم كفيلون بإفشال تلك الخطوة الشيطانية التي ربما يستخدمونها فقط للهو الإعلامي ولزوم علم نفس الكذب والخداع الذي يجيدون استخدامه وتوظيفه في المعارك السياسية غير الشريفة التي يذكر التاريخ أنهم أصحاب تجارب رائدة فيه منذ عام.1928 هذا الأمر بالتأكيد لن يجدي مع الشعب المصري الذي لن يسمح للإخوان أن يبدأوا حربا قذرة مع جيشهم المصري رمز الانتصارات وصاحب التوكيل الحصري الشعبي الذي لا ينافس في امتلاك مشاعر الثقة والولاء والانتماء, بل إن المصريين أنفسهم سيكونون اليد الطولي في إفشال تلك المخططات الإخوانية وليست دبابات الجيش وجنوده وضباطه.وغدا نواصل. [email protected] رابط دائم :