في الحديث عما يتردد عن الجيش المصري الحر, تلك الصيحة الإخوانية الشيطانية التي لا تخرج إلا عن عدو لوطنه, قلت إن أمريكا هي التي صنعت فكرة تلك الجيوش بمسميات متعددة بداية من التمرد ومرورا بالتحرير ونهاية بتطبيق الديمقراطية, ونقلت بعض التجارب التي تؤكد أن تلك الجيوش ما هي إلا فرق للموت والإرهاب مهما تختلفت مسمياتها التي لا هدف لها إلا تجميل وجهها القذر. وعلينا أن نتفق علي أن الصورة الحقيقية لتلك الجيوش تتخفي معالمها في الإجابة علي تساؤل مهم وهو: هل الداعون لجيوش التحرير والمشاركون فيها أصحاب قضايا أم مجرد مرتزقة يخدعون شعوبهم بما يسمونه بجهاد مدفوع مقدما من جهات تتقدمها الولاياتالمتحدة التي تخطط لمشروعات مصلحتها وتقسيم دول الشرق الأوسط ووضع يدها علي منابع الثروات؟. ولو تأملنا المشهد في بدايات الحرب الأمريكية التي استهدفت غزو واحتلال العراق تحت مسمي تحريره ودمقرطته نجد أنه تتجمع فيه كل الخطط التي تعتمد عليها شركات العلاقات العامة والحراسات والأمن لأن الأمريكان كانوا أكثر دراية بما يريدون الوصول إليه في العراق وجعلوا صدام حسين ورجاله يحاربون بأسلحتهم لصالح الجيش الأمريكي, ومع قليل من البهارات الإعلامية التي قدمتها قنوات الجزيرة وغيرها من القنوات التي ولدت من رحم الغزو الأمريكي للعراق وجدنا الصورة تختلف وقراءة ما بين ملامحها لا يقدم ما يعكس الواقع الحالي ولكنه يتلاعب علي ملامح غير مكتملة للمستقبل المرسوم مسبقا. ومع ما شهده الربيع العربي اختلفت الأقنعة الأمريكية واستمر الوجه القذر وهو ما تمت ترجمته في سوريا مع إضافة أدوار جديدة منها الاستفادة من الخلاف الشيعي السني وقبضة العلويين في مواجهة زحف متطرف مدعوم من الولاياتالمتحدة ومرتبط بما يخرج عن السيد الأمريكي من أفكار وتحركات وتخطيط في مصر وتونس وهوما كان العقل الإرهابي الأمريكي يريده في البحرين واليمن وباقي البلدان العربية وخاصة في الإمارات والسعودية, وكانت عين أمريكية تري الشرق الأوسط الكبير وحالة الإنقسام والشتات العربية والأخري علي مصالحها وأمن إسرائيل. هذا التفكير الأمريكي يجعل من أفغانستان وتركيا وغزة والسودان معسكرات تدريبة محتملة للجيش الإخواني, حيث تحنو ال سي. آي. إيه علي أبنائها وخريجي مدارسها وتحرك الأحداث في تحذيرات القاعدة تلك الصنيعة الأمريكية الكبري واجتماع قيادات الشر في لاهور بباكستان والذي استضاف اجتماعا رسميا غير مكتمل للتنظيم الدولي للإخوان تلك الجماعةالمعروفة بعدم ولائها للجيوش الوطنية مقابل كتائب العنف وميليشيات الإرهاب. ومهما يعتمد الإخوان علي ماكينات الشر الأمريكية ومهما يفتحوا من أبواب للدعم الخارجي, لن ينجحوا في إنشاء جيش حر بمصر وأنهم فقط وبمساعدة من الجماعة الإسلامية والسلفية الجهاية يستطيعون تنفيذ عمليات تفجير متفرقة أو حوادث قتل أو عنف من وراء ستار وهو ما سوف أتناوله غدا.