ما تزال القوي السياسية تعيش حالة من المراهقة, ومهما اختلفت المرجعيات والتوجهات التي تستند عليها تلك القوي إلا أنها تصب جميعا في منطقة اللامعقول; لأنها تأتي الشيء ونقيضه. وتحلل لنفسها ما تحرمه علي الغير, وتعمد إلي خلط الأوراق في توقيت يحتاج إلي ضرورة المشاركة بنخوة الرجال وليس بعواطف المتصابين علي منصات المليونيات مهما اختلفت مسمياتها. أقول ذلك وقد تابعت مليونية الجماعة الإسلامية التي تفاخرت أمس برعايتها ل نبذ العنف وهو لا شك هدف نبيل يستحق التقدير إلا أن رموزها سرعان ما انقلبت علي دعوتها باتهام صريح لجبهة الإنقاذ الوطني بأنها جبهة انقلابية في الوقت الذي كان عبود الزمر يفاخر بأن الجماعة وجهت الدعوة لكل القوي للمشاركة, كان عاصم عبد الماجد يصف من فوق منصة نبذ العنف قاتل الرئيس الراحل أنور السادات بالبطل المغوار وشهيد الحق, ليكمل محيي الدين زلط من مجلس شوري الإخوان ضبابية المشهد بالتأكيد علي أن الخلافة الإسلامية سوف تعود من جديد وأن كلمات الإمام حسن البنا تحققت بالفعل علي أرض الواقع الآن من خلال الحكومة الإسلامية! حزب النور كان يواصل دعواته من أجل توحيد القوي السياسية وجولاته للخروج من المأزق الحالي وإنجاح الحوار الوطني وتردد أن جبهة الإنقاذ لا تختلف علي دعوته وأنها تقدم كافة التيسيرات لإنجاحها بما في ذلك التوقف التام عن المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة وأنه يمكن حسم ما يتعلق بحكومة الإنقاذ الوطني وضمانات عدم تزوير الإرادة الشعبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة خلال الحوار الوطني وأن قيادات من الجبهة علي وشك المشاركة في الحوار مع مؤسسة الرئاسة. أما جبهة الإنقاذ فكانت أمس تترقب كل المواقف بداية من تجمعات ميدان النهضة وتهديدات الدكتور محمد البلتاجي وتغريدات صفوت حجازي وتحركات في المحلة وأخري في المنصورة ومشاطرات في مقتل الطفل بائع البطاطا مع حشد غير معلن لتحركات مليونية كش ملك. ولا أري أملا في تلك القوي التي تتصارع في كل ما يجر البلاد للوراء وتتعارك حول المزيد من إراقة الدماء لأنه في ظل تلك المليونيات يخرج القيادي الإخواني محمد البلتاجي لا ليفاخر باستعداد الإخوان لقبول الآخر ولكن لتحدي باقي القوي الوطني قائلا: نستطيع حشد عشرات أضعاف الموجودين في مليونية نبذ العنف ويصرخ عصام العريان علي طريقته بأن الشعب سيختار جماعته لأنه لا يوجد بديل! بصراحة لعبة القوي السياسية لا ينبغي أن تطلق علي نفسها مسميات كش ملك ولا لا للعنف وأن تكتفي بوضع شعار الكذبة الكبيرة التي أوهمونا بها وكلما حاول الشعب أن يفيق من مخدرهم رفعوا المصاحف وهتفوا بالشعارات وتسابقوا بالمليونيات باسم شعب نفد رصيده من الصبر.. يا سادة استقيموا واعتدلوا يرحمكم الله! [email protected] رابط دائم :