يزداد غموض قضية الضباط الثلاثة وأمين الشرطة المختطفين من سيناء, ويصعب فك ألغاز هذا الاختطاف أو تفسير استمراره لأكثر من26 شهرا أو تحديد مكانهم أو مصيرهم. لأن ذلك يصطدم بصخور تعدد الروايات والمواقف وأقوال الجهات الرسمية وروايات أسر المختطفين. كما يصعب التأكد مما يتردد علي لسان أسر المختطفين بأن هؤلاء الضباط في غزة الآن وأن شخصيات من حماس خططت لهذا الاختطاف وتعمدت التغطية علي معلومات رآها وتابعها وعايشها هؤلاء المختطفون بتحريك من القاهرة, لأن ذلك يظل بمثابة معلومة غير مؤكدة يرجعها القائلون بها إلي أن عملية الاختطاف تمت بتعليمات من ممتاز دغميش قائد ما يسمي بجيش الإسلام بسيناء وأن هذا الجيش يضم تحت ألويته تابعين لتيارات إسلامية تتخذ من مساندة الجيش السوري الحر ستارا للتغطية علي تحركاتهم ضد الجيش والشرطة المصريين وما يرتبط بذلك من إغلاق للأنفاق ووقف التمدد الحدودي. لو شئنا أن نسير وراء تلك الأقاويل فإننا نصطدم أيضا بنفي حماس رسميا معرفة أي تفاصيل عن الضباط و يخرج علينا من يسمي نفسه قياديا فلسطينيا ليزعم أن القاهرة لا تريد عودة هؤلاء الضباط بل ويشير إلي أنهم قتلوا بينما ترد جهات مصرية بأن القضية تتم متابعتها وأن الرئاسة والجيش والشرطة لن يقبلوا مساسا بالمختطفين, بينما يصل الغموض إلي قمته بأن المختطفين ما يزالون لدي حماس التي تنتظر إشارة من مرشد الإخوان لتسليمهم, وهو قول دون أدلة تؤكد اتهاما أو تحقق براءة. ويدهشني ما تجمع عليه زوجات الضباط شريف المعداوي ومحمد حسين ومحمد الجوهري باتهام الإسلاميين بسيناء صراحة وأن ذلك تم لصالح جماعات في مصر وغزة مقابل الإفراج عن جهاديين وعناصر فلسطينية أو أن هؤلاء الضباط عرفوا معلومات لا ينبغي أن تخرج إلي النور وأن أسرهم لديها معلومات أخري تفوق بكثير ما لدي الأجهزة السيادية في مصر وأنهم دخلوا في مفاوضات مع الخاطفين أو وسطاء لتيسير عمليات الإفراج بأي وسيلة سواء بوساطة قيادات دينية أو بالفدية أو بالبدل السياسي. وبعيدا عن اتهام دون دليل, أو تبرؤ بغير تصديق, أو ادعاء بطولة يصبح ضروريا أن تضع مؤسسات الدولة خاصة الرئاسة والحكومة والجيش والشرطة والمخابرات والقوي السياسية قضية المختطفين في مقدمة الأولويات, فهي تمتلك أدوات تجعلها قادرة علي الوصول إلي معلومات دقيقة لتحديد مكان الضباط بدلا من ترك كرامة مصر وأربعة من أبنائها مجالا للاتهامات المعدة سلفا بالمسئولة عن الاختطاف أو التبرؤ منه, فالمصريون يثقون أن أجهزتهم الأمنية والمخابراتية ذات باع طويل في تحديد كل صغيرة أو كبيرة تتعلق بالمختطفين, بما يصون كرامة المصريين وينقذ الجميع من المعارك الكلامية التي تلاحقنا بتناقضها وتجعلنا نفقد الثقة في تلك الأجهزة. [email protected] رابط دائم :