حفل سجل الأستاذ هيكل بالعديد من المواقف التاريخية التى تؤكد أنه كان صحفيا غير عادى، نجح بمهاراته المهنية الفذة وحرفيته العالية في أن يكون صانعا للتاريخ عبر شبكة علاقات واسعة ومتداخلة فى الداخل والخارج وخاض العديد من المعارك والكثير من المواقف وكان قلمه يهز عروشا ويقتلع مقاعد. قضى هيكل أكثر من 70 عاما عاملا بالصحافة. وخلال رحلة طويلة بين الصحافة والسياسة كان صديقا مقربا لملوك ورؤساء أبرزهم في حياته المهنية عبد الناصر وبينهم الملك عبد الله أول من حكم الأردن وأحمد بن بلة أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962 ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاة عام 1979. حاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتجمري والزعيم الهندي جواهر لال نهرو وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ). وفي سبتمبر 1981 أمر السادات باعتقال هيكل ضمن حملة شملت 1536 معارضا حزبيا وصحفيا ظلوا رهن الاعتقال إلى ما بعد اغتيال السادات في السادس من أكتوبر تشرين الأول 1981، كتب هيكل شهادته على عصر السادات في كتابه (خريف الغضب) الذي أغضب محبي السادات لتعرضه فيه لبشرة والدته ست البرين السمراء. وحين بلغ عامه الثمانين في 2003 كتب سلسلة مقالات عنوانها (استئذان في الانصراف.. رجاء ودعاء وتقرير ختامي). ولكنه كان يكتب بين حين وآخر عن رحلة أو تجربة في صحف ومجلات منها (الكتب.. وجهات نظر) بالتوازي مع تركيز الاهتمام في برنامج (مع هيكل.. تجربة حياة) على مدى سنوات في قناة الجزيرة. وقدم هيكل في البرنامج التليفزيوني شهادته على العصر من خلال سيرته المهنية، حيث أعطى لكل مجموعة من الحلقات اسما دالا على الظرف التاريخي لها ومنها (زمان الحرب) و(أيام يوليو) عن ثورة 23 يوليو تموز 1952 التي أنهت الحكم الملكي في مصر و(طلاسم 67) عن حرب يونيو حزيران 1967. وأعلنت قناة الجزيرة عن بث حلقات عن حرب أكتوبر 1973 وأذيعت مقاطع من الحلقة الأولى التي كان مقررا أن تذاع يوم الجمعة 14 يناير 2011 ولكن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في ذلك اليوم، فتأجل بث الحلقة ثم اندلعت الاحتجاجات الشعبية في مصر في 25 يناير 2011 فلم تذع الحلقات. وسجل هيكل سلسلة حلقات لقناة (سي.بي.سي) التليفزيونية المصرية مع المذيعة لميس الحديدي بعنوان (مصر أين؟ ومصر إلى أين؟) اعتبارا من ديسمبر 2012 تناول فيها الأوضاع السياسية في مصر والمنطقة العربية بعد ثورات الربيع العربي. محطات في حياة هيكل العملية 1952 استطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع. 1970 تم تعيين هيكل وزيراً للإعلام ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي السيد محمود رياض. وبوصفه وزيراً للإعلام يعين الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له. أكتوبر 1973 كتب هيكل للرئيس السادات خطابه أمام مجلس الشعب بتاريخ 16 أكتوبر وفيه أعلن الرئيس السادات خطته لما بعد المعارك، بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف يجري فيه حل الأزمة في إطار الأممالمتحدة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. ثم تجددت الخلافات مع الرئيس السادات بسبب هنري كيسنجر وقبوله بسياسة فك الاشتباك التي رآها هيكل مقدمة لصلح مصري - إسرائيلي منفرد يؤدي إلى انفراط في العالم العربي يصعب التنبؤ بتداعياته وعواقبه. فبراير 1974 خرج من جريدة الأهرام لآخر مرة يوم السبت 2 فبراير 1974 مجيباً على سؤال لوكالات الأنباء العالمية : "إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي. وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي فقط" !. ولقد لخص هيكل موقفه في تصريح نشرته صحيفة الصنداي تيمس في عددها الصادر يوم السبت 9 فبراير قائلاً : " إنني استعملت حقي في التعبير عن رأيي، ثم إن الرئيس السادات استعمل سلطته. وسلطة الرئيس قد تخول له أن يقول لي أترك الأهرام ولكن هذه السلطة لا تخول له أن يحدد أين أذهب بعد ذلك القرار الأول يملكه وحده.. والقرار الثاني أملكه وحدي"!. وصدر كتاب هوامش على قصة محمد حسنين هيكل، لضياء الدين بيبرس. أبريل 1975 عرض ممدوح سالم على هيكل يوم الجمعة 11 أبريل الاشتراك في وزارة جديدة تخلف وزارة عبد العزيز حجازي، نائباً لرئيس الوزراء ومختصاً بالإعلام والثقافة. وأبدى هيكل اعتذاره ومبدياً أسبابه مفصلة. 1979 تم سحب جواز سفر هيكل ومنعه من مغادرة مصر، وتحويله إلى المدعي الاشتراكي بناء على قائمة أرسلها وزير الداخلية النبوي إسماعيل وبدأ المستشار الوزير أنور حبيب المدعي الاشتراكي التحقيق مع هيكل فيما نسب إليه من نشر مقالات في الداخل والخارج تمس سمعة مصر وحضر التحقيق المحامي العام المستشار عبد الرحيم نافع والمحامي العام المستشار أحمد سمير سامي ومحامي المدعى عليه المستشار ممتاز نصار وحسن الشرقاوي سكرتير عام نقابة الصحفيين واستغرق التحقيق عشر جلسات، ثلاثون ساعة\ ثلاثة شهور موسم صيف بأكمله (يونيو - يوليو وأغسطس. 1981 وجد هيكل نفسه وراء قضبان سجون طرة في سبتمبر مع كثيرين غيره لم يجدوا مفراً أمامهم عند نقطة فاصلة من تاريخ مصر - غير حمل السلاح، بالموقف والقلم والكلمة - والدخول إلى ساحة المعركة. هيكل والعائلة تزوج هيكل من السيدة هدايت علوي تيمور منذ يناير 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية وله منها ثلاثة أولاد الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة، وهو متزوج بالدكتورة إيناس رأفت. الدكتور أحمد هيكل وهو رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارات المالية وهو متزوج بالسيدة مي العربي. حسن هيكل وهو رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي للمجموعة المالية - هيرميس (EFG-Hermes (Egyptian Financial Group. وهو متزوج بالسيدة رانيا الشريف. له سبعة أحفاد هم: هدايت- محمد - تيمور - نادية - منصور - رشيد - علي. هيكل ومواليد 1923 ولد في العام الذي ولد فيه هيكل العديد من الشخصيات العامة المعروفة. كان أشهرهم هنري كسينجر من السياسيين ومن الفنانين محمد الموجي ومحمود مرسي وبندر بن عبد العزيز آل سعود وثريا حلمي عاصي ورحباني وعبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود ونزار قباني ونزيهة الدليمي وهنري كسنجرو محمد حسنين هيكل يوم الأحد 23 سبتمبر والأمير مساعد بن عبد العزيز آل سعود.