توفي منذ قليل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل عن عمر يناهز ال93 عاما, ويعد محمد حسنين هيكل أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى الآن. ولد يوم الأحد 23 سبتمبر عام 1923 في قرية باسوس احدى قرى محافظة القليوبية, متزوج بالسيدة هدايت علوي تيمور منذ يناير 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وهي حاصلة على ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد:هم "الدكتور علي هيكل وهو طبيب أمراض باطنية وروماتيزم في جامعة القاهرة, الدكتور أحمد هيكل وهو رئيس مجلس إدارة احدى شركات الاستثمار،حسن هيكل وهو رئيس مجلس الإدارة المشارك والرئيس التنفيذي لاحدى المجموعات المالية " اشتغل هيكل في الصحافة عام 1942, صدر له أول كتاب : إيران فوق بركان، بعد رحلة إلى إيران استغرقت شهرا كاملا عام 1951ً , وفي عام 1952 استطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته على المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع، وسنوات حوار لم يتوقف معه في كل مكان. وقد عرض مجلس ادارة الاهرام علي هيكل سنة 1956/ 1957 رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معاً، اعتذر في المرة الأولى، وقبل في المرة الثانية، وظل رئيساً لتحرير جريدة الأهرام 17 سنة، وفى تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم. ظهر أول مقال له في جريدة الأهرام تحت عنوان بصراحة يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان السر الحقيقي في مشكلة عُمان. كان آخر مقال له يوم 1 فبراير 1974 بعنوان الظلال.. والبريق. رأس محمد حسنين هيكل مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم(الجريدة والمؤسسة الصحفية) ومجلة روز اليوسف كذلك في مرحلة الستينات. كما أنشأ هيكل مجموعة المراكز المتخصصة للأهرام: مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية مركز الدراسات الصحفية مركز توثيق تاريخ مصر المعاصر. عام 1970 م عين وزيراً للإرشاد القومى، ولأن الرئيس جمال عبد الناصر وقد ربطت بينه وبين هيكل صداقة بين رجل دولة وبين صحفى يعرف تمسكه بمهنة الصحافة، فإن المرسوم الذي عينه وزيراً للإرشاد القومى نص في نفس الوقت على استمراره في عمله الصحفى كرئيس لتحرير الأهرام.وفي نفس العام أيضاً تم تعيين هيكل وزيراً للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلي السيد محمود رياض. وبوصفه وزيراً للإعلام يعين الدكتور عبد الوهاب المسيري مستشاراً له. وفي ديسمبر يلتقي هيكل مع أديب فرنسا الكبير والقمة الشامخة في عالم الفكر والفن فيها أندريه مالرو. وفي 1 أكتوبر 1973 كتب هيكل التوجيه الاستراتيجي الصادر من الرئيس السادات إلى القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل علي، وفي هذا التوجيه تحددت استراتيجية الحرب، بما فيها أهدافها، وترتب على هذا التوجيه تكليف مكتوب أيضا للفريق أول أحمد إسماعيل علي ببدء العمليات، وقعه الرئيس السادات يوم 5 أكتوبر. وكتب هيكل للرئيس السادات خطابه أمام مجلس الشعب بتاريخ 16 أكتوبر، وفيه أعلن الرئيس السادات خطته لما بعد المعارك، بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف يجري فيه حل الأزمة في إطار الأممالمتحدة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. ثم تجددت الخلافات مع الرئيس السادات بسبب هنري كيسنجر، وقبوله بسياسة فك الارتباط خطوة خطوة - جبهة جبهة، التي رأها هيكل مقدمة لصلح مصري - إسرائيلي منفرد يؤدي إلى انفراط في العالم العربي يصعب التنبؤ بتداعياته وعواقبه. وأصدر الرئيس السادات عام 1974 قراراً نشر في كل الصحف صباح يوم السبت 2 فبراير بأن ينتقل هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر هيكل، ثم خرج من جريدة الأهرام لآخر مرة يوم السبت 2 فبراير مجيباً على سؤال لوكالات الأنباء العالمية : " إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي. وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي... وفقط " !. ولقد لخص هيكل موقفه في تصريح نشرته صحيفة الصنداي تيمس في عددها الصادر يوم السبت 9 فبراير قائلاً : " إنني استعملت حقي في التعبير عن رأيي، ثم أن الرئيس السادات استعمل سلطته. وسلطة الرئيس قد تخول له أن يقول لي اترك الأهرام. ولكن هذه السلطة لا تخول له أن يحدد أين اذهب بعد ذلك. القرار الأول يملكه وحده.. والقرار الثاني أملكه وحدي! ". وعرض ممدوح سالم على هيكل يوم الجمعة 11 أبريل 1975 الاشتراك في وزارة جديدة تخلف وزارة عبد العزيز حجازي، نائباً لرئيس الوزراء ومختصاً بالإعلام والثقافة. وأبدى هيكل اعتذاره ومبدياً أسبابه مفصلة. اعتزل هيكل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2003 م، بعد أن اتم عامه الثمانين. يذكر أن محمد حسنين هيكل قد توفي صباح اليوم , الأربعاء عن عمر يناهز ال93 عاماً، بعد صراع مع المرض خلال الفترة الأخيرة.