ولد محمد حسنين هيكل في سبتمبر 1923 بقرية باسوس التابعة لمحافظة القليوبية، وهو أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين، وساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتي الآن، وقد استطاع ملازمة جمال عبد الناصر والحياة بالقرب منه ومتابعته علي المسرح ووراء كواليسه بغير انقطاع. كتب هيكل التوجيه الاستراتيجي الصادر من الرئيس السادات إلي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل علي، وفي هذا التوجيه تحددت استراتيجية الحرب، بما فيها أهدافها، وترتب علي هذا التوجيه تكليف مكتوب أيضا للفريق أول أحمد إسماعيل علي ببدء العمليات، وقعه الرئيس السادات، كما كتب هيكل للسادات خطابه أمام مجلس الشعب، وفيه أعلن الرئيس السادات خطته لما بعد المعارك، بما فيها مقترحاته لمؤتمر دولي في جنيف يجري فيه حل الأزمة في إطار الأممالمتحدة وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242. تجددت الخلافات مع الرئيس السادات بسبب هنري كيسنجر، وقبوله بسياسة فك الارتباط خطوة خطوة - جبهة جبهة، التي رأها هيكل مقدمة لصلح مصري - إسرائيلي منفرد يؤدي إلي انفراط في العالم العربي يصعب التنبؤ بتداعياته وعواقبه، وأصدر السادات قراراً نشر في كل الصحف بأن ينتقل هيكل من صحيفة الأهرام إلي قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر هيكل، ثم خرج من جريدة الأهرام لآخر مرة مجيباً علي سؤال لوكالات الأنباء العالمية : ' إن الرئيس يملك أن يقرر إخراجي من الأهرام، وأما أين أذهب بعد ذلك فقراري وحدي، وقراري هو أن أتفرغ لكتابة كتبي. تزوج السيدة هدايت علوي تيمور منذ يناير 1955 وهي من أسرة قاهرية ثرية اشتهرت بتجارة فاكهة المانجو، وهي حاصلة علي ماجستير في الآثار الإسلامية، وله منها ثلاثة أولاد علي، أحمد، حسن. قال أنتوني ناتنج 'وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطانية في وزارة أنتوني إيدن' ضمن برنامج عن محمد حسنين هيكل أخرجته هيئة الاذاعة البريطانية ووضعته علي موجاتها ديسمبر 1978 في سلسلة 'صور شخصية': عندما كان قرب القمة كان الكل يهتمون بما يعرفه، وعندما ابتعد عن القمة تحول اهتمام الكل إلي ما يفكر فيه. اعتزل الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 2003 م، بعد أن اتم عامه الثمانين، وكان وقتها يكتب بانتظام في مجلة 'وجهات نظر' ويشرف علي تحريرها، ومع ذلك فإنه لا يزال يساهم في القاء الضوء بالتحليل والدراسة علي تاريخ العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدماً منبراً جديداً غير الصحف والكتب وهو التلفاز حيث يعرض تجربة حياته في برنامج اسبوعي بعنوان مع هيكل في قناة الجزيرة الفضائية.