على مدار الثلاثة عقود الماضية، شهدت العلاقات السعودية الإيرانية العديد من المحطات، كان آخرها قرار المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، في أزمة مستفحلة بين قوتين إقليميتين كبيرتين في أعقاب إعدام رجل دين شيعي بارز في السعودية. واقتحم محتجون ايرانيون السفارة السعودية يوم الأحد، وقال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن العقاب الإلهي سيحل بالسعودية لإعدامها الشيخ نمر النمر. ورصدت وكالة "رويترز" التقلبات التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مدار الثلاثين عامًا الأخيرة والتي كان بدايتها في عام 1987، حينما توترت العلاقات بين السعودية وايران وكادت تصل إلى حد القطيعة في يوليو عام 1987 عندما سقط 402 حاج من بينهم 275 إيرانيًا قتلى في اشتباكات بمدينة مكة. وخرج محتجون إلى شوارع طهران واحتلوا السفارة السعودية وأشعلوا النار في السفارة الكويتية، وتوفي الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة، واتهمت الرياضطهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية. وقطع الملك فهد العلاقات الدبلوماسية في ابريل عام 1988. وفي عام 1999، هنأ الملك فهد الرئيس الإيراني محمد خاتمي على فوزه في الانتخابات عام 2001 وقال إن هذا الفوز يمثل إقرارا لسياسته الإصلاحية. وكان خاتمي وهو من رجال الدين الشيعة قد سعى من أجل تقارب البلدين بعد فوزه الساحق الأول عام 1997 وإنهاء ما يقرب من 20 عاما من توتر العلاقات بينهما في أعقاب قيام الثورة الإيرانية عام 1979. وزار خاتمي السعودية عام 1999 وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس ايراني للمملكة منذ قيام الثورة. وتوج البلدان تحسن العلاقات باتفاق أمني في ابريل عام 2001. وفي عام 2003، شهدت العلاقات بين البلدين تنافسًا إقليميًا حيث كان من نتائج الغزو الذي أطاح بصدام حسين في العراق أن أدى إلى تمكين الأغلبية الشيعية وأسفر عن تحول في الموقف السياسي العراقي ليميل ناحية إيران. وتسبب برنامج الطاقة النووية الإيراني في تعميق المخاوف السعودية من أن طهران تسعى في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد خليفة خاتمي للهيمنة على منطقة الخليج وتعزيز وضع السكان الشيعة. وأبلغت السعودية مبعوثا إيرانيا في يناير عام 2007 أن إيران تعرض منطقة الخليج للخطر وذلك في إشارة الصراع بين الجمهورية الإسلامية والولاياتالمتحدة على العراق وعلى البرنامج النووي الإيراني. وفي 2011 "الربيع العربي"، اتهمت السعودية والبحرين طهران بتغذية العنف ضد الشرطة البحرينية. وأظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن القادة السعوديين بمن فيهم الملك الراحل عبد الله يضغطون على واشنطن لاتخاذ موقف متشدد من إيران فيما يخص برنامجها النووي بما في ذلك إمكان استخدام القوة العسكرية. واتهمت السعودية بعض الشيعة في المنطقة الشرقية ومن بينهم الشيخ نمر بالتعاون مع دولة أجنبية لبث الفتنة وذلك بعد وقوع اشتباكات بين الشرطة والشيعة. وقالت واشنطن إنها كشفت مؤامرة ايرانية لاغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة. وقالت الرياض إن الأدلة دامغة وإن ايران ستدفع الثمن. وعام 2012 ، أصبحت السعودية الداعم الرئيسي لقوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف ايران. واتهمت الرياض الأسد بارتكاب "إبادة جماعية" وايران بأنها أصبحت قوة محتلة. واتهمت طهرانالرياض بدعم الإرهاب. وفي مارس 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة. واتهمت الرياضإيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب. وقالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين. وفي يناير 2016، قررت المملكة العربية السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران ، في أزمة مستفحلة بين قوتين إقليميتين كبيرتين في أعقاب إعدام رجل دين شيعي بارز في السعودية.