أقر الحزب الحاكم في ميانمار أمس الإثنين بخسارته في انتخابات عامة، في حين تتجه المعارضة بقيادة المناضلة من أجل الديمقراطية أونج سان سو كي لتحقيق نصر كبير يضمن لها تشكيل الحكومة المقبلة. وقال هتاي أوو القائم بأعمال رئيس حزب اتحاد التضامن والتنمية الحاكم متحدثًا لرويترز بعد يوم واحد من أول انتخابات حرة في ميانمار في ربع قرن "لقد خسرنا". وفي ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين وقف تجار أمام مقر حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية في يانجون يبيعون قمصانًا حمراء عليها صورة سو كي وكتب عليها "انتصرنا". وتعلن لجنة الانتخابات نتائج التصويت الذي جرى أمس الأحد فور ورودها دائرة تلو الأخرى، وحصل حزب سو كي على 49 من أول 54 مقعدًا أعلنت نتائجها، في حين يجرى التنافس على 330 مقعدًا بالبرلمان. ورحبت الولاياتالمتحدة بالانتخابات قائلة إنها انتصار لشعب ميانمار، لكنها قالت أنها ستراقب سير العملية الديمقراطية قبل أن تجري أي تعديلات على العقوبات الأمريكية المفروضة على البلد الآسيوي. وقال دانيل راسل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شرق آسيا أنه بعد 50 عامًا من الدكتاتورية العسكرية "فإن هذه خطوة مهمة للأمام في المسيرة الديمقراطية في بورما (ميانمار)... الآن يأتي الجزء الشاق". وأضاف أنه لكي تقدم الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي المساعدة التي تحتاجها ميانمار، فإن الانتقال من الحكومة الحالية إلى الإدارة المستقبلية "سيتعين أن يكون جديرًا بالثقة". وقال هتاي أوو وهو حليف وثيق للرئيس ثين سين "ينبغي أن نعرف لماذا خسرنا، لكننا نقبل النتائج دون تحفظ، مازلنا لا نعرف النتائج على وجه اليقين". وأضاف أنه فوجئ بنطاق هزيمته الشخصية في دائرته الانتخابية في هينثادا بمنطقة الدلتا، وهي من معاقل التأييد للحزب الحاكم. وقال "لم أتوقع ذلك لأننا تمكننا من عمل الكثير من أجل الناس في تلك المنطقة، على كل حال هذا قرار الناس". ومن ناحية أخرى، قال وين هتين المتحدث باسم الرابطة القومية من أجل الديمقراطية إن الحزب جمع نتائج الفرز من مراكز الاقتراع ليصل إلى أحدث تقدير له والذي أظهر أنه فاز بأكثر من 90 بالمئة من المقاعد في منطقة وسط البلاد المكتظة بالسكان. وقال هان ثا مينت وهو عضو بارز بالحزب ومتحدث باسمه "نقود السباق لكن لا نستطيع أن نقول بيقين أننا سنحصل على ثلثي مقاعد البرلمان الأمر الذي سيمكننا من تشكيل حكومة مستقلة دون الدخول في ائتلاف". وتعلن سلطات الانتخابات النتائج تباعًا، ومن غير المتوقع أن تتضح الصورة قبل يوم الثلاثاء. وكانت الانتخابات علامة فارقة في مسيرة البلاد غير المكتملة والمضطربة من الحكم العسكري إلى الديمقراطية.