أظهرت المؤشرات الأولية الجزئية للانتخابات البرلمانية التى جرت أمس فى ميانمار فوز حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية المعارض الذى تتزعمه أونج سان سوتشى بمعظم المقاعد البرلمانية أمام حزب اتحاد التضامن والتنمية الحاكم. وقال تين أى رئيس اللجنة الانتخابية فى مؤتمر صحفى أمس إن عمليات الفرز الأولى أظهرت حصول حزب المعارضة على 15 مقعدا من أصل 16 فى مدينة يانجون أكبر مدينة فى البلاد. من ناحية أخرى، قال وين هتين المتحدث باسم الرابطة القومية من أجل الديمقراطية إن الحزب جمع نتائج الفرز من مراكز الاقتراع ليصل إلى أحدث تقدير له والذى أظهر أنه فاز بأكثر من 90٪ من المقاعد فى منطقة وسط البلاد المكتظة بالسكان. وأقر هتاى أوو القائم بأعمال رئيس حزب اتحاد التضامن والتنمية الحاكم وحليف وثيق لرئيس ميانمار ثين سين أمس بالهزيمة أمام حزب سو تشى ، مشيرا إلى أنه يقبل نتيجة أول انتخابات وطنية حرة فى البلاد منذ 25 عاما. وقال هتاى أوو فى مقابلة مع وكالة أنباء رويترز :"لقد خسرنا.. و ينبغى أن نكتشف لماذا خسرنا. لكننا نقبل بالنتائج دون تحفظ. مازلنا لا نعرف النتائج على وجه اليقين". وأوضح أنه فوجئ بهزيمته فى دائرته الانتخابية فى هينثادا بمنطقة الدلتا التى تعد من إحدى معاقل تأييد الحزب الحاكم. وقال: "لم أتوقع ذلك لأننا تمكننا من عمل الكثير من أجل الناس فى تلك المنطقة .. على كل حال هذا قرار الناس". كما قال هتاى أوو هاتفيا لوكالة الأنباء الألمانية :"حزبنا خسر فى جميع الدوائر فى منطقة إياوادى "، مضيفا إن حزب سو تشى اكتسح المنطقة . وتعد نتائج الانتخابات التى تميل إلى كفة حزب المعارضة فى ميانمار لحظة حاسمة فى حياة سو تشى الحائزة على جائزة نوبل للسلام بعد أن أمضت أعواما قيد الإقامة الجبرية فى منزلها. من جانبها، أشادت الولاياتالمتحدة أمس بميانمار من أجل إجرائها انتخابات "سلمية وتاريخية"، لكنها دعت البلاد إلى الإفصاح عن النتيجة بشفافية. وقال جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إن الانتخابات خطوة مهمة إلى الأمام، لكنه أشار إلى العوائق التى تحول دون تحقيق حكومة ديمقراطية ومدنية كاملة. وتابع كيرى أن هذا يشتمل على الحرمان المستمر لأقلية الروهينجا المسلمين من حق التصويت، وحجز مقاعد برلمانية لأعضاء غير منتخبين من الجيش. وأضاف كيرى قائلا "نحن نشجع القادة السياسيين فى البلاد للعمل معا بروح الوحدة الوطنية والإصلاح الديمقراطى للبحث عما هو أفضل لهذا البلد". يأتى ذلك فى الوقت الذى لم يسجل فيه المراقبون والمنظمات الحقوقية أى تجاوزات فى عمليات التصويت التى أدلى بها نحو 80 ٪ من الناخبين . وقال ألكسندر جراف لامبسدورف رئيس بعثة المراقبين من الاتحاد الأوروبى التى سمح لها للمرة الأولى بحضور انتخابات فى ميانمار إن عمليات التصويت جرت بنظام وسلاسة. كما أكد نائب مدير مكتب آسيا فى منظمة "هيومان رايتس ووتش" على أنه لم يتم رصد أى مخالفات أو تلاعب فى الانتخابات. ويشكل مسلمو ميانمار 1،3 مليون نسمة من إجمالى سكان ميانمار البالغ 51 مليون نسمة.