من خلفيات الرسوم المتحركة إلى اللوحات التراثية المرسومة بألوان تصنعها يدويًا، استطاعت مريم أنور السير في مشوار فني مختلف، لم يكن مخططًا له بالكامل، لكنه تشكل بالحب والاجتهاد. مريم، خريجة كلية الفنون الجميلة، تخصصت في خلفيات الرسوم المتحركة، وعملت بها لفترة طويلة، ثم قررت أن تؤسس براند خاصًا بها باسمها، قبل نحو عشر سنوات. وتشير إلى أن التحول الحقيقي في مسيرتها بدأ منذ أربع سنوات، عندما التحقت بدراسة أكاديمية مهمة في أحد فروع مدرسة الملك تشارلز بلندن، وتحديدًا في مركز بيت جميل المتخصص في الفنون التقليدية، ومن خلال هذه الدراسة، بدأت مريم تتخصص في الزخارف النباتية الرومي والعثماني، وبدأت في تدريسها من خلال كورسات وورش عمل للراغبين في تعلم هذا الفن الأصيل. ◄ اقرأ أيضًا | مصمم رسوم متحركة يحرر محضرا ضد «الشرنقة» بالدقي وتؤكد أن واحدة من أهم المحطات في رحلتها كانت التخصص في فن "التيمبرا"، وهو فن تلوين مصري قديم، يعتمد على تقنية التلوين بالبيض، كما كان يُستخدم قديمًا في المخطوطات والمنمنمات. من خلال هذه التقنية، قدمت مريم قطعًا فنية كبيرة وثرية، بعضها وظيفي كالمرايا، وبعضها لوحات طبق الأصل من الأثر، وكل قطعة مستوحاة من أثر تاريخي، وكل واحدة وراؤها قصة، حيث تستلهم أفكارها من كتب مثل "كليلة ودمنة"، و"يوسف وزليخة"، و"مقامات الحريري". ورغم تنوع أعمالها، فإن المميز فيها أنها محملة بالقصص والتاريخ، كما أن مريم تصنع الألوان يدويًا، ما يجعل كل عمل يحتاج وقتًا وجهدًا خاصين، حسب حجمه وطبيعته.