تحت شعار «لوِّن وانطلق» الأيدى الناعمة ترسم وتصمم الفساتين

البنات الجميلات صمَّمن ملابسهن ورسمن عليها رسوما جميلة وأصبحت الفساتين لوحة فنية لأنها جاءت بعفوية وشقاوة طفولة بريئة، وكذلك قدَّمن لوحات وأعمالا فنية متميزة تنم عن مواهب عظيمة داخل الطفل المصري وكل هذه المواهب تحتاج إلى بعض التدريب حتى تظهر على الساحة في شكل أعمال فنية بديعة.
حول هذه الأعمال تتحدث الدكتورة إنچي طلعت الحاصلة على الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة قسم الديكور وصاحبة مركز تعليم الرسم قائلة: فكرة المشروع كانت من خلال افتتاح مركز لتعليم الفنون للأطفال والكبار من خلال ورش عمل لفن الديكوباچ. وبالفعل قمت بالتدريس لأعداد كبيرة من طلبة الجامعة وأيضا الأطفال الصغار.
وأقمت ورش عمل مشتركة للأمهات وأطفالهن حتى يتمكنوا من الرسم مع بعضهم ولاحظت خوف الأطفال والرهبة من التلوين وبخاصة على المساحات الكبيرة ومن هنا قررت التعاون معهم على كسر رهبة الخوف من التلوين وبدأت أعلمهم الخطوات السليمة لأي عمل فني ومن هنا بدأ كثير من الأطفال التجاوب والشعور بالاطمئنان وكنت حريصة على إعطاء الطفل مساحات كبيرة وفرشاة للتلوين عليها وكان شعارنا «لون وانطلق».
وبدأ حاجز الخوف يزول وكثيرون من الأطفال كان يفاجئون بأن رسمتهم تم تنفيذها على فستان أو تي شيرت وكانوا يفرحون جدا وكل هذا كان يتم بالاتفاق مع الأمهات طبعا.
ونعود إلى بداية الدكتورة إنچي طلعت فتقول من 23 عاما وأنا أدرس الرسم والفنون والتصميم وفى الوقت نفسه هوايتي تصميم وتفصيل الأزياء للأطفال بالتحديد، فموضوع رسالة الدكتوراه كان في الديكور والأزياء لذلك قررت فتح أتيليه للتفصيل بمقر مركز تعليم الرسم نفسه مما أدى إلى سهولة تنفيذ الفكرة فالرسم والتفصيل والتصميم من صميم التخصص.
أما طباعة الرسمة على القماش فهي مهمة مطبعة خارجية ويمكن أن تتخيلوا مدى سعادة الطفل حين يرى الرسمة التي قام بها في شكل ملابس فكل هذا يزيد من ثقة الأطفال في أنفسهم.
وعن اختيار الأعمال التي يتم طباعتها وتفصيلها تقول الدكتورة إنچي طلعت: يتم اختيار البنات والأولاد من دارسي كورسات الرسم بسنتر رسومات بكل مستوياتهم ومهاراتهم الفنية، فكل مستوى وله عفويته وجمال رسوماته.
وبداية العمل الفني تكون مع القلم الرصاص وتعليم الطفل أو الطفلة المبادئ والأساسيات وكيفية رسم النسب الصحيحة بداية من الأشكال الهندسية وحتى الطبيعة الصامتة ونسب جسم الإنسان، ونهاية برسم المناظر الطبيعية.
وعن أهداف المشروع تقول الدكتورة إنچي طلعت: المركز يهدف إلى تعليم الكبار والصغار الرسم والفنون بشكل عام، ويقوم بتعليم فنون الرسم والتلوين والأسس والمبادئ للظل والمنظور، ويتميز المركز بتدريس فن الديكوباچ للسيدات وهو من الفنون التي انتشرت بشكل واسع في مصر في الفترة الحالية.
وفن الديكوباچ هو فن الورق والقص واللصق بطرق مبتكرة فنية واستكمال هذه الملصوقات بالألوان والرسومات التي تظهر العمل الفني ككل وكأنه مرسوم ولدينا كثيرات من السيدات قمن بإنتاج العديد والعديد من الأعمال الفنية مستخدمات فن الديكوباچ ووصل الأمر إلى دهان الأثاث وتجديده بالكامل.
وأهم ما يميز التدريب في المركز كما تقول الدكتورة إنچي طلعت أننا نقوم بتدريس الفنون بطرق غير تقليدية كما نكسر القواعد المتعارف عليها، والمبدأ الأول الذي نعلمه للدارسين هو الجرأة في استخدام الألوان والتلوين على مساحات كبيرة واستخدام الفُرش الكبيرة وتكوين الألوان على اللوحات واستخدام ضربات فرشاة قوية بشكل خارج عن المألوف وكسر قواعد التناظر في الرسم.
ومن هنا تصبح اللوحة نتاج شعور معين يشعر به الطفل أو البالغ ويجب استخراج هذا الشعور من خلال اختيار الألوان ومن خلال قوة ضربات الفرشاة. ولاقت هذه الطريقة نجاحا كبيرا بين البنات والأولاد.
وفي لقاء مع بعض الأطفال داخل الورشة أكدت ذلك طفلة جميلة قائلة «أنتم لونتوا حياتنا معاكم أنا جريئة أوي تعلمت وجربت حاجات عمري ما كنت أتخيل إني أطلع النتيجة دي من الرسم»، وطفلة أخرى قالت «أنا معاكم بنسى الدنيا كلها أحسن حاجة إنى معاكم مش بخاف أغلط أو أبوظ اللوحة».
وعن فريق العمل أكدت الدكتورة إنچي طلعت قائلة: معي مجموعة من أكفأ البنات خريجات كلية الفنون الجميلة ومن أوائل دفعاتهن تعلمن الفن على أيدي أكبر أساتذة الفن في مصر وفعلا ينقلن الفن الجميل إلى الأطفال والكبار.
لميس: هي فنانة ملتزمة وموهوبة... عندها دقة متناهية في شغلها والتزام بالمواعيد تحب الأطفال جدا وتدرس لهم بمنتهى الصبر والحب ومن أفضل المساعدين الذين أعتمد عليهم وهي مبدعة في أعمال الچرافيك.
سلمى فنانة جميلة تمتاز بالرقة والحس الفني العالي، وتحب الأسلوب الكلاسيكي في الرسم ومن المفارقات الجميلة أنها أخذت كورسا في رسومات وعمرها 12 سنة يعني أنا درست لها وهي صغيرة ولما حضرت للتقديم للعمل معي افتكرنا بعضنا وكانت مصادفة جميلة.
نورهان: فنانة قوية تمتاز بالجرأة في الشغل والحس الفني القوي وتحب الدقة في الأعمال الفنية ودؤوب جدا على تعلم الجديد ومن أكفأ المساعدين داخل المركز.
وأخيرا تتحدث الدكتورة إنچي طلعت عن أحدث المشروعات قائلة نقدم كورسات وورش عمل فنية مختلفة ومتنوعة لأننا فريق عمل متكامل، ونستعين بالخبراء في التخصصات الدقيقة في التدريس ونقدم كورسات الرسم للكبار والأطفال ونعلمهم فن الكولاچ والديكوباچ والميكس ميديا والتعتيق الروسي والرسم على الكراسي والدمج والملامس والإستنسل المعكوس بورق الذهب وأيضا فن الأوريچامي والأميچرومي.
وفن الزجاج المعشق والموزاييك وفن التفصيل وتصميم الأزياء وفن الديكور والتصميم الداخلي وفن الرسم والنحت وفن تعتيق الأويما وتجديد الأثاث وفن الديكوباچ المعكوس وفن الكراكليه على طبق بورسلين، وورش الرسم على البورسلين وغيرها من ورش العمل.