«منخفض الهند الموسمي» | ظاهرة جوية تلهب ثلاث قارات وتؤثر على المناخ

مع دخول فصل الصيف، سيطر على المشهد الجوي ظاهرة مناخية شديدة التأثير تعرف باسم "منخفض الهند الموسمي"، وهى ظاهرة حرارية معقدة لا تقتصر آثارها على قارة واحدة، بل تمتد لتشمل أجزاء واسعة من آسيا وأفريقيا وأوروبا.
هذا المنخفض يؤدي إلى ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، وزيادة كبيرة في الرطوبة، ويترك بصماته على الطقس والزراعة والبيئة بشكل عام، فما هى تفاصيل هذا المنخفض؟ وكيف يؤثر على دول المنطقة، خاصة مصر؟.
اقرا أيضأ|الأرصاد تكشف عن ارتفاع درجات الحرارة ابتداء من الجمعة
تفاصيل منخفض الهند الموسمي
يُعتبر منخفض الهند الموسمي من أبرز ملامح صيف نصف الكرة الشمالي، حيث يجلب ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة، ويشكل موجات حارة شديدة تؤثر على شبه الجزيرة العربية، ومصر، وجنوب أوروبا.
يمتد عبر ثلاث قارات
ينشأ هذا المنخفض فوق الأراضي الهندية بدءًا من شهر أبريل، ويتعاظم تأثيره في يونيو ويوليو، ليشمل جنوب آسيا، وشمال وشرق أفريقيا، وجنوب أوروبا، يبدأ تأثيره بالتراجع تدريجيًا في سبتمبر، قبل أن يختفي في أكتوبر.
نطاق تأثير واسع النطاق
يسيطر المنخفض على مساحات شاسعة من شبه الجزيرة العربية، ويمتد تأثيره إلى بلاد الشام، وتركيا، وجنوب مصر، وتزداد حدة تأثيره في دول الخليج والعراق، حيث تصل الحرارة هناك أحيانًا إلى 50 درجة مئوية، بينما تتأثر مصر بشكل أخف نسبيًا بسبب مرور الكتلة الهوائية فوق البحر المتوسط، ما يُخفف من شدتها الحرارية ويزيد من نسبة الرطوبة شمالاً.
جنوب مصر الأكثر تأثرًا
في جنوب الصعيد، تكون الكتلة الهوائية قادمة مباشرة من شبه الجزيرة العربية عبر البحر الأحمر، ما يجعل الطقس أكثر سخونة، وقد تصل درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية خلال أغلب أيام الصيف.
تأثير زراعي واقتصادي مباشر
ارتفاع درجات الحرارة وتزايد نسب الرطوبة تحت تأثير هذا المنخفض يؤثران سلباً على عدد كبير من المحاصيل، خصوصًا الفواكه الصيفية مثل المانجو والرمان والزيتون، حيث تنخفض جودة الثمار وتزيد احتمالات الإصابة باللسعات الشمسية.
تأثيرات على محاصيل الخضر
تعاني محاصيل مثل الطماطم والخضروات الورقية من ضعف الإنتاجية خلال موجات الحر، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى فجوات في السوق وارتفاع في الأسعار.
المحاصيل الحقلية ليست بمنأى عن التأثير
الأرز والقطن والذرة وفول الصويا من المحاصيل التي تتأثر أيضًا، بنسب متفاوتة، مما يستدعي خططًا زراعية مرنة وتدابير وقائية.
ضغط جوي منخفض جدًا
يسجل المنخفض قيم ضغط جوي منخفضة، تصل في يوليو أحيانًا إلى أقل من 995 ملي بار، ما يترجم إلى قوة شديدة في تأثيره المناخي.
مخاطر صحية وبيئية
ارتفاع درجات الحرارة وقوة الإشعاع الشمسي الناتج عن المنخفض يضاعف من احتمالات الإصابة بضربات الشمس، ويشكل عبئا إضافيا على كبار السن والأطفال ومرضى القلب والجهاز التنفسي.
الحل في الاستعداد المبكر
تشير التوصيات المناخية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية لمواجهة تأثيرات موجات الحر الناتجة عن المنخفض، سواء على المستوى الزراعي أو الصحي أو الخدمي، بهدف التخفيف من آثار هذه الظاهرة الموسمية الشديدة.
منخفض الهند الموسمي ليس مجرد ظاهرة جوية اعتيادية، بل عنصر فاعل ومؤثر في تشكيل مناخ الصيف في نصف الكرة الشمالي، ومع التغيرات المناخية العالمية، يبدو أن حدته وتأثيره آخذان في التزايد عاماً بعد عام، لذلك فإن رصد هذه الظاهرة وفهمها جيدًا يمثل خطوة أساسية نحو التكيف معها والحد من آثارها السلبية على الإنسان والزراعة والاقتصاد.