الجديد في آلة الشر الصهيونية، هو حملة مضايقات واغتيال للروح والجسد، وهي حملات منظمة وممنهجة، من جنود الصهاينة ضد المعتقلين الفلسطينيين، فقد انتشرت مشاهد وصور الانتهاكات والعنف والاعتداء الجسدي والجنسي داخل السجون الصهيونية. وتكررت مشاهد مقززة لهؤلاء يغتصبون المعتقلين الفلسطينيين من الجنسين، أطفالًا وكبارًا، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتصوير الاعتداءات علنًا، وشاركوا تفاصيله الشخصية عبر الإنترنت لقهر الضحايا وتحطيم روحهم وتشويه سمعتهم. الجديد، أنه، وبدلاً من التحقيق مع الجنود المتورطين في تلك الفضائح، أنشأت شبكات موالية للحكومة الصهيونية، لقمع أي شخص، من الجمهور الصحفي الذي يكشف عن هذه الجرائم أو يبلغ عن انتهاكات الصهاينة للفلسطينيين، مما يخلق بيئة تمنع من يكشف عن تلك الحالات. وما زال طوفان الأقصى مستمرًا.. فقد أعلنت ألمانيا، ثاني أكبر مصدر للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولاياتالمتحدة، تعليق بعض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، وسط ضغوط شعبية متزايدة بشأن حرب إسرائيل على غزة. وما زال الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين، يعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تحاكم الأطفال تلقائيًا ومنهجيًا في المحاكم العسكرية، حيث يتم اعتقال ومحاكمة ما بين 500 و700 طفل فلسطيني سنويًا. تذكرون الصحفي الإيطالي "جابرييل نونزياتي"، الذي كتبنا عن موقفه الأسبوع الماضي، وأقيل من عمله بسبب مطالبته الاتحاد الأوروبي بالنظر بمنظور واحد على الحرب في أوكرانيا، وفي فلسطين في وقت واحد، من حيث تكفل المعتدي بإعادة الإعمار لكلاهما، فقد استضافته قناة "La7" الإيطالية بعنوان "In Altre Parole"، لشرح كيفية طرده من وكالته، "Agenzia Nova" الإخبارية فأجاب: "سأعتبر نفسي متحيزًا لو لم أطرح هذا السؤال". وكان سؤاله للمفوضية الأوروبية، عما إذا كان ينبغي لإسرائيل أن تدفع تكاليف إعادة بناء غزة، تمامًا كما من المتوقع أن تعيد روسيا بناء أوكرانيا. وقال "نونزياتي": "إن رد الفعل العنيف بدأ بمجرد انتشار المقطع على نطاق واسع، فقد أخبرتني الوكالة أن سؤالي لم يكن موضع تقدير، ثم طردتني، بدعوى أن سؤالي كان "غير صحيح من الناحية الفنية"". ووصف إقالته من عمله، خلال اللقاء، وكأنها بمثابة "إطلاق نار لإسكات الصحفي الذي تحدى الدولة المسئولة عن تدمير غزة". واتفق معه المضيف والضيوف بالبرنامج، منتقدين كيف تم استخدام سؤال مشروع حول مسئولية إسرائيل كذريعة لإقالة مراسل شاب. وكتب "نونزياتي"، بعد مغادرته مقر عمله: "أن أي محاولة لتخويف صحفي، هي هجوم على المهنة بأكملها وتضعف قدرتها على العمل". وما يحدث في الأستوديوهات وغرف الأخبار المغلقة من تأييد لفلسطين، يحدث مثله في الشوارع والملاعب والاستادات الرياضية، ولا شك أن مباريات كرة القدم الودية والرسمية، هي أكثر من مجرد لعبة، فقد أصبح انسحاب الفرق الرياضية الصهيونية من البطولات العالمية خبرًا معتادًا، بل استبعدت فرق هذا الكيان من البطولات العالمية، بعد أن تجاوز هدير المدرجات الرياضية المؤيد لفلسطين صمت الحكومات، واكتسبت قضية فلسطين أصواتًا جديدة كل يوم بسبب "طوفان الأقصى"، كما حدث في المباراة الودية التاريخية بين فريق فلسطين ونظيره أوسكادي بإقليم الباسك بإسبانيا، حيث رفع اللاعبون الفلسطينيون لافتة "أوقفوا الإبادة الجماعية"، تلاها تبادل رمزي للأوشحة مع نظرائهم الباسكيين، وعكست اللافتات الافتتاحية التضامن والروح الرياضية والدعم الدولي المتزايد لفلسطين، وخاصة في إسبانيا، في أعقاب الإبادة الجماعية الإسرائيلية. وقد أعلن منظمو المباراة والمشجعون واللاعبون، أن عائدات هذه المباراة، التي شهدها، أكثر من 50 ألف متفرج ستصل إلى غزة. وعبر مدرب الفريق الفلسطيني إيهاب أبو جزر، عن امتنانه للجمهور الإسباني، موضحًا أنه من الصعب التدريب في ظل ظروف لا تتوافر فيها أدنى مقومات الحياة، مثل أن تعيش والدتك في خيمة مؤقتة، وقال: "أنا من غزة.. لقد فقدنا ما يقرب من 200 شخص في عائلتي، وتم تدمير منزلي، لكن تمثيل فلسطين هو أعظم شرف". قتل الاحتلال 1100 رياضي وموظف ومدرب وحكم فلسطيني منذ بداية الحرب. وتقام اليوم الثلاثاء، مباراة تضامنية بين كتالونيا وفلسطين، باستاد "مونتجويك"، وتعد المباراة حدثًا رمزيًا تُروج له منصة "ACT X PALESTINE"، حظيت بدعم العديد من الشخصيات السياسية والرياضية، مثل مدرب نادي "مانشستر سيتي"، "بيب جوارديولا"، الذي أدان صمت القادة لوقوفهم مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في فلسطين، مشيرًا لجرائم ومجازر الاحتلال الصهيوني، وتحدث عن أهمية المباراة التضامنية من أجل فلسطين: "إنها مباريات أكثر من رمزية، كل شيء معروف، ومع هذه المواجهة، سيدرك الفلسطينيون أن هناك جزءًا من العالم يُفكر فيهم". ما يحدث هو إعجاز من صنع الخالق، سبحانه، فمع كل كارثة ونكبة وإعصار على مدى 80 عامًا، وأحدثها، الأمطار الغزيرة التي غمرت خيام النازحين الفلسطينيين، وجسدته كلمات ودموع المواطنة "مريم أصيلة"، امرأة فلسطينية حامل في شهرها الأخير، وهي تبكي عندما غمرت مياه الأمطار الخيمة التي كانت تنام فيها هي وزوجها وأطفالها في خان يونس بغزة: "جنيني وأطفالي يرتجفون من البرد، أطفالي استيقظوا وهم يرتجفون، وحملتهم عبر الأمطار الغزيرة إلى ملجأ أحد الجيران قبل أن تعود لتجد الماء يشق طريقه من كل اتجاه بالخيمة". يقف الفلسطيني مجددًا معبرًا عن معجزة الله في خلقه. المؤسف والمؤلم، أن مستودعات المساعدات والخيام لا تزال مكدسة وممنوعة من الوصول إلى مريم "الأصيلة"، لكنها ستصل يومًا.. "أليس الصبح بقريب"؟! [email protected]