أصدر حزب مصر القوية بيانًا على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يوضح فيه أسباب مشاركته في مظاهرات 30 يونيو وقواعد مشاركة أعضائه في هذا اليوم. وبدأ الحزب بيانه بتوضيحه أن مصر تمر بمرحلة عصيبة وفاصلة في تاريخها، بأننا أمام ثورة لم تكتمل، ولم تغير ما قامت الثورة عليه، وأن مصر صارت حبيسة صراع على المصالح، وصراع بين أركان نظام لم تسقط أدواته أو آلياته أو حتى شكله، وسلطة جديدة تحاول أن تبسط سيطرتها على هذا النظام ولا تسعى لتغييره. وأوضح "مصر القوية" أنه بعد نجاحه -مع كثير من الوطنيين والشرفاء- بحسب تعبيره، في عدم عودة النظام القديم في جولة إعادة انتخابات الرئاسة، واشتراطهم على محمد مرسي، المرشح الرئاسي في ذلك الوقت، بأن يلتزم بتحقيق أهداف الثورة، فوجئ الجميع بعكس ذلك وتجاهل لخطاب "قوتنا في وحدتنا". وأضاف الحزب أن من أسباب مشاركته في "30 يونيو" بجانب تجاهل "قوتنا في وحدتنا"، هو" "ارتفاع لهجة الإقصاء والتخوين والتكفير في أحيان كثيرة، مع التخاذل الواضح في العمل على تحقيق أهداف الثورة، إضافة إلى خطايا لا تغتفر أدت إلى انقسام المجتمع، مع حرص شديد على التماهي مع النظام القديم بتعيين كثير من منتسبيه في مناصب سياسية وإبقائهم في مواقع تنفيذية وحكومية وكذلك تعاون مباشر مع رجال أعمال مبارك، ويسبق كل ذلك سعي حثيث للسيطرة على الدولة والهيمنة عليها من خلال تعيين ذوي الثقة لا الكفاءة في مناصب الدولة التي يجب أن تبتعد عن الصراع السياسي". وقال: "تبقى علامات استفهام عديدة حول إختفاء تقرير تقصي الحقائق عن قضايا قتل وإصابة شهداء الثورة وما بعدها من أحداث، ثم زاد الجرم بسقوط ضحايا جدد على أيدي الأجهزة الأمنية التي رفضت كل مناشدات إعادة هيكلتها وتطهيرها ومحاسبة مجرميها"، مضيفاً بأننا صرنا أمام سلطة تحاول أن تركب نفسها على النظام القديم دون تغييره، مما أدى إلى حالة هائلة من الإحباط بين الشعب المصري، زادها سوءا فوضى الأمن وتردي الخدمات وانهيار الاقتصاد. وأكد "مصر القوية" أن كل هذه الخطايا يسأل عنها بالدرجة الأولى رئيس الجمهورية وحزبه الذين ابتعدوا منذ زمن عن الثورة وأهدافها لتحقيق أهداف خاصة لا تتقاطع في أغلبها مع مطالب الثورة التغييرية. وأوضح الحزب أنه حريص على عدم حدوث انتكاسة في مسار التغيير السلمي، وحريص على وأد مطالب الانقلاب العسكري خوفا على جيش مصر من أن ينزلق إلى مسارات السياسة التي ستؤدي إلى انهيار تدريجي له، أو خوفا من الحرب الأهلية التي قد تندلع بين المتصارعين على السلطة، لهذه الأسباب فإن "مصر القوية" دعا على لسان الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس الحزب، إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة تبقي على مسار التغيير في خطه الشعبي، ودون أن تحدث فوضى قد تحرق الأخضر واليابس. وأضاف "مصر القوية" أن مشاركته منضبطة بثلاث قواعد وفقا لانحيازاته، أولها هي الالتزام بالسلمية في التظاهر وعدم المشاركة في أي أعمال عنف أيا كانت مع إدانتها الصريحة والواضحة في حال حدوثها من أي طرف كان، مع وجوب قيام الدولة بتحمل مسؤوليتها في حفظ سلمية التظاهرات والحفاظ على مؤسسات الدولة العامة والمؤسسات الخاصة. وأضاف الحزب بأن ثاني القواعد هي الالتزام بمطلب وحيد هو الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة والسعي لتغيير الدستور بعد ذلك، وأخيرًا رفض أي دعوات للانقلاب العسكري أو بالتدخل الخارجي، أو تشكيل مجلس رئاسي، أو تولية رئيس المحكمة الدستورية، أو غير ذلك من الأمور التي لا تتفق مع مطالبنا وحرصنا على مسار التغيير الدستوري والديمقراطي. وأنهى "مصر القوية" بيانه بأن الفرصة ما زالت سانحة أمام الرئيس بأخذ زمام المبادرة والاستجابة للمطالب الشعبية العديدة والمتكررة لتصحيح المسار وللتراجع عن كل ما أدى إلى ما وصلت إليه البلاد.