ارتبط اسم فندق "سميراميس" فى الآونة الأخيرة، بالأحداث المؤسفةالتى تعرض لها عقب حادثي اقتحامه التى تعرض لهما من قبل مسلحين أمس الأول. وتسلط "بوابة الأهرام" الضوء على المكانة التاريخية لفندق "سميراميس" والذى تم بناؤه عام 1906، ليكون أول فندق مطل على ضفاف النيل، والذى كان شاهدًا على أحداث جرت على أرض مصر، منها أحداث ثورة 25 يناير. واهتم عدد من عاشقى جمع المعلومات، والصور القديمة، بتسليط الضوء على فندق سميراميس" وعن تاريخه ونشأته، على مر سنوات وحتى الآن. وقال مصطفى شريف المحاسب بإحدى الشركات، والهاوى لجمع الصور القديمة والتاريخية لأماكن ارتبطت بالكيان المصري، إن جمع الصور القديمة عن أماكن تاريخية، استهوته من فترة بعيدة، مشيرا إلى أنه اكتشف أن هناك العديد من الأماكن التاريخية فى مصر، لا يعلم عنها المصريون أى معلومة. وأضاف شريف فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام" أنه لا يتوقف عند جمع الصور فقط بل وأيضا مهتما بجمع المعلومات التاريخية المحيطة بالصورة والمكان المرتبط بها، مشيرًا إلى أنه حتى الآن ينشر الصور التى يتحصل عليها فقط على صفحته الشخصية على "فيسبوك". وعن الصور الخاصة بفندق سميراميس، قال شريف إنه بالمصادفة كان قد انتهى من الصور الخاصة بميدان التحرير، وما تضمه من بنايات، ومنها فندق سميراميس والتى جمع صورًا عنه، قبل حادثي اقتحامه من قبل مسلحين. وأشار شريف إلى أن نشأة فندق سميراميس كانت مع بدايات القرن الماضي وقد ظهر علي نيل القاهرة بجوار كوبري قصر النيل فندق جديد وصف حينها بالفندق الهائل الذي يحمل اسم سميراميس، حيث كان مكونا من 6 طوابق ومقاما علي نفس موقع الفندق الحالي الذي يحمل الاسم نفسه، وفي مارس عام 1906 تم الإعلان عن قرب الانتهاء من الفندق الجديد الذي أقيم في منطقة قصر الدوبارة، والجديد في أمر هذا الفندق أنه مثّل بداية للتحول في مواقع الفنادق بالقاهرة، فحينها كانت غالبية الفنادق الشهيرة تقع في ميدان الأوبرا وحول حديقة الأزبكية ومنها فنادق كونتنتال سافوي وناسيونال وشبرد. وتابع شريف قائلا، كان سميراميس يقع بين قصر الأميرة أمينة إلهامي والدة الخديو وقصر ابنتها الأميرة نعمت الله وهو مبني وزارة الخارجية القديم الموجود حاليا بميدان التحرير، وبالقرب من الفندق كان هناك قصر النيل الذي تحول إلي ثكنات للقوات الإنجليزية فيما بعد ليحل محلها اليوم فندق النيل ريتز وجامعة الدول العربية. وأضاف، بنى فندق سميراميس علي جزء من قطعة أرض مملوكة للسيد موسي قطاوي المستثمر العقاري الشهير حينذاك وباعها في عام 1905 إلي رجل الفنادق السويسري بوشر دورر الذي عرف بلمساته السحرية، حيث قام بوشر ببيع الأرض في العام التالي بضعف السعر الذي اشترى به تلك الأرض إلي الشركة السويسرية - المصرية للفنادق والتي ساعد علي تأسيسها، وأشرف المهندس المعماري الإيطالي تويلو بارفيس علي إنشاء الفندق، وكان مكتبه في شارع المدابغ «شريف حاليا» من بين أبرز المكاتب الهندسية في مصر، أما مقاول المشروع فكان شركة بافودا ليون رولنيج وشركاه، وهي شركة قامت بتنفيذ الكثير من المشاريع الكبرى في مصر وقد وعدت الشركة بتنفذ مشروع الفندق المكون من 200 غرفة إلي بوشر دورر في أول يناير عام1907 وتم ذلك بالفعل، وبعد ذلك أعلن عن افتتاح الفندق رسميا في السابع من فبراير عام 1907 بحضور نخبة من رجال السياسة والمشاهير. وربما الجديد في هذا الفندق هو حديقة السطح التي كانت الأولي من نوعها في القاهرة ويقال إنها كانت مستوحاة من حدائق بابل المعلقة التي شعرت فيها الملكة الآشورية سميراميس بالمتعة، والواقع أن حديقة السطح تلك المطلة علي النيل كانت أحد أهم أسباب شهرة الفندق حيث جاء ذكرها في العديد من الروايات الغربية والسير الذاتية لكثير من المشاهير. في عام 1910 باع بوشر دورر حصته في شركة الفنادق السويسرية المصرية لسويسري يدعى تشارلز بهلر الذي طلب من مديره السيد ويرث إضافة 50 غرفة جديدة للفندق وإدخال بعض التغييرات فيه، وقد عاش بهلر في مصر منذ عام 1889 وعمل في الشركة المصرية للفنادق قبل أن يصبح مالكها فيما بعد. وتابع شريف: في عام 1906 أسس بهلر شركة فنادق مصر العلياالتي تولت إدارة فندقي كتراكت وونتر بالاس في أسوان والأقصر، ومع إضافة فندق سميراميس إلي ممتلكاته استمر الارتباط بين اسمه واسم الفندق متواصلا إلي أن توفي في عام 1937. وأضاف: استمرت شهرة حديقة السطح في سميراميس إلي ما بعد وفاة بهلر بنحو 40 عاما وكانت أحد أبرز الأحداث التي شهدتها تلك الحديقة هي حفل أقيم لأغاخان الثالث زعيم الطائفة الإسماعيلية في فبراير 1955 تم فيه وزنه بالذهب للمرة الأخيرة بمناسبة مرور 71 عاما علي إمامته للطائفة وبعدها مات في العام التالي، وفي السبعينيات تم هدم الفندق لتنتهي بذلك قصة أحد أشهر فنادق مصر في القرن العشرين سميراميس الجديد. وأشار مصطفى شريف إلى أنه، في سنة 1974 أُتخذ قرار بإنشاء فندق جديد في موقع فندق سميراميس، وتم توزيع مقتنيات الفندق، والتي كانت تضم قطع أثاث أثرية وتحف فنية قيّمة منها السجاجيد وبلورات الكريستال والخزف على الشركات المالكة للفندق وهي النيل وشهرزاد وعمر الخيام، وبيع ما تبقى من مقتنيات الفندق في مزاد علني، كما أضحت بعض القطع ملكًا خاصًا لهواة جمع المقتنيات الأثرية، فقد تملكت لمياء المفرج – التي أقامت في الفندق لمدة عشر سنوات- أثاث غرفة نوم كاملة من الغرفة التي كانت مخصصة لها.