عملية تطوير فندق كتراكت أسوان تمت بنجاح كبير.. وإشادة دولية بالجمع بين الأصالة والمعاصرة!ما أروع أن تعيش لحظات من التاريخ.. تسرح بخيالك.. تستدعي الزمان في نفس المكان.. يسيطر عليك شعور بالفخر والزهو وأنت تحط بقدميك علي نفس الأرض ونفس المكان.. وتعلق ناظريك علي جدران وأشياء وأسماء صنعت جزءا أو لحظات من تاريخ العالم.. تستعيد عبق الماضي وذكريات الزمن الجميل سواء عشته أو قرأت عنه.. أو حتي سمعت عنه.. إنها لحظات لا يمكن أن تنساها. هذه بالضبط كانت مشاعري وأنا أتطلع إلي هذا المبني العريق من قبل أن أدلف بقدمي من الباب الرئيسي لفندق كتراكت أسوان القديم الرابض فوق صخور أسوان الجرانيتية الحمراء في قلب النيل منذ نحو112 عاما بالتمام والكمال.. وذلك بعد أن وصلت إليه مع نخبة من رجال السياحة في مصر والعالم جاءوا إلي أسوان لحضور احتفال منظمة السياحة العالمية بيوم السياحة العالمي(27 سبتمبر) وبدء التشغيل التجريبي للفندق بعد انتهائه وتطويره. كنت أخشي أن يكون قد حدث بالفندق أو بهذا المكان أو المبني التاريخي ما ينزع مني هذه المشاعر بعد أن تم إغلاق الفندق علي مدي أكثر من عامين للتطوير والتجديد بعد أن تهالكت بفعل الزمن جدرانه وأبوابه ومفروشاته بل شاخت خدماته! لكن للحقيقة والتاريخ ومنذ لحظة أن وقعت عيناي علي بهو ذلك الفندق التاريخي زال من داخلي الخوف.. طردته فورا كل آيات الجمال المنثورة علي الأرض وعلي الجدران.. من ألوان ومفروشات ونجف وسجاد وستائر وأخشاب ونقاط اضاءة ساحرة تأخذك الي تراس الفندق لتطل علي نيل أسوان الساحر والماء ينساب بين الصخور حاملا الخير إلي كل بر مصر وسط منظر رباني بديع وضع فيه الانسان لمساته بالإضاءة واللون الأخضر وحمام السباحة الذي يجاور مياه النيل ليزيد الجمال جمالا. تعود الي الداخل من جديد وتتفقد غرف الفندق وأجنحته وتتمشي في طرقاته أو تركب اسانسيره الملكي, كما يسمونه, لتعرف أن هذا الفندق العريق استقبل كثيرا من المشاهير والملوك والرؤساء من تشرشل الي ميتران ومن أجاثا كريستي الي عمر الشريف وغيرهم.. وغيرهم الكثير.. وحسنا فعل القائمون علي أمر تطوير الفندق عندما وضعوا لوحات وصورا لهؤلاء المشاهير أو سموا الأجنحة بأسمائهم في طرقات الفندق. يا لهذه الروعة.. ما كل هذا الجمال.. لقد نجحوا في الجمع بين الاصالة والمعاصرة.. نجحوا في الحفاظ علي روح الفندق القديم وعلي تاريخه... وزودوه بالخدمات الحديثة. لقد نجحوا في الحفاظ علي التراث.. فهذا الفندق الذي تم تسجيله كمبني أثري دفع خبراء التطوير من18 دولة عربية وإسلامية ان يمنحوه جائزة أفضل مشروع تطوير فندقي وهو ما أكده من منحوا هذه الجائزة العالمية في احتفال كبير في أبوظبي. وليس هذا من عندي فقد كان ذلك أيضا كلام نفر غير قليل من خبراء السياحة والفنادق والشخصيات العامة والسفراء الذين جاءوا من مصر ومن كل الدنيا مع منظمة السياحة العالمية ليشاركوا في الاحتفال بيوم السياحة العالمي وكانت اقامتهم بذلك الفندق التاريخي احتفالا بإعادة تشغيله وكانت تلك الإقامة تقديرا لهم قبل أن تتم إعادة افتتاح الفندق رسميا يوم19 نوفمبر المقبل وذلك طبقا للموعد الرسمي المتفق عليه بين شركة آكور الفرنسية العالمية لإدارة الفنادق التي تدير كتراكت تحت علامة سوفيتيل الشهيرة وبين شركة ايجوث الشركة المالكة للفندق وكل فنادق مصر التاريخية وهي احدي شركات السياحة القابضة للسياحة والفنادق والسينما. والجميل أن الاشادة بتطوير فندق كتراكت أسوان القديم شملت أيضا ذلك الفندق المكمل له والذي يسمي نيو كراكت والذي شهد مشروعا آخر للتطوير لا يقل روعة عن الفندق القديم فقد تغير النيو بشكل رائع وتحول إلي أجنحة وليس إلي غرف مزودة بأحدث ما وصل اليه العلم الحديث في عالم التكنولوجيا والخدمات بالفنادق, ولتكتمل بذلك تحفة اسوان الفندقية كتراكت القديم وكتراكت الجديد في إضافة رائعة لمدينة أسوان وللسياحة المصرية وقبل ذلك كله الحفاظ علي تراث وأصول وممتلكات الدولة للأجيال المقبلة. هذا الرجل... نبيل سليم من العيب ألا نعطي هذا الرجل حقه.. انه اللواء المحاسب نبيل سليم رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المصرية العامة للفنادق تلك الشركة الكبيرة الشهيرة باسم شركة ايجوث والتي تعهد اليها الدولة بملكية كل فنادق مصر التاريخية.. لقد كان هذا الرجل علي مستوي المسئولية وعلي قدر كبير من الكفاءة والاحترام في الحفاظ علي المال العام.. لقد بذل جهودا مضنية من أجل أن يخرج مشروع تطوير كتراكت الي العالم بهذه الصورة الرائعة.. لقد كان يواصل العمل ليل نهار ما بين القاهر وأسوان اسبوعيا لانجاز هذا المشروع ويقود فريق عمل بالشركة من أبناء الشركة الأكفاء الذين يعملون في إطار منظومة عمل جماعي رائعة.. ليست بفندق كتراكت فقط.. بل في كل مشروعات تطوير فنادق مصر التاريخية. تحية وتقدير واحترام لهذا الرجل.. الذي عرفت فيه نموذجا للأمانة والاحترام والجدية والاخلاص في العمل.. جزاه الله خيرا. وهذا الرجل.. علي عبد العزيز لا يمكن ان ننهي هذا الحديث عن تطوير كتراكت وفنادق مصر التاريخية دون أن نعطي ايضا لصاحب الرؤية الاستراتيجية لتطوير هذه الفنادق حقه.. انه الخبير الفندقي علي عبد العزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والفنادق والسينما الذي جاء من القطاع الخاص كمدير اقليمي في احدي شركات الإدارة الفندقية العالمية الكبري ليضيف الكثير لمشروع تطوير وانقاذ فنادق مصر في منظومة عمل رائعة تجري وقائعها الآن في كل فنادق مصر التاريخية مثل ماريوت وفلسطين وونتر بالاس الاقصر وهيلتون النيل سابقا الريتز كارلتون حاليا وما حدث في كتراكت خير دليل يستحق عليه التحية والتقدير.