عمل نظام البريد في القرن التاسع عشر على أن يدفع المستلم رسوم البريد عند التسليم اعتمادا على الرسالة والمسافة المقطوعة؛ مما يجعل عملية المراسلة عملية مُعقدة، حينها أصدر اللورد رولاند هيل في فبراير 1837م كُتيب "إصلاح مكتب البريد: أهميته وإمكانية التطبيق"، وانتقد فيه العمليات البريدية المعقدة للغاية، واقترح سعراً موحدًا منخفضًا لطوابع البريدية لاصقة تعتمد على الوزن والدفع المسبق، وذلك على عكس التسعير المعتمد على المسافة وعدد الأوراق في الخطاب، يدفعها المستلم هذا غير الكثير من الرسائل المجانية، وقد وقف هيل أمام البرلمان بعد نشره كُتيبه بمدة قصيرة يجيب عن تساؤلات النواب عن ما كتبه من اقتراحات. وجذبت خطة هيل اهتمام الجمهور الذي بدأ حملة كبيرة لإجبار الحكومة على التحرك، ومع ذلك فقد استغرق الأمر أكثر من عامين قبل قبول مقترحاته، فشكل البرلمان لجنة تحت قيادة النائب روبرت والاس الناشط الكبير لإصلاح البريد، وأوصى بسعر منخفض موحد للبريد، و في النهاية صدر قانون بهذا في أغسطس 1839م. عُين رولاند هيل في وزارة الخزانة لوضع القانون موضع التنفيذ، ونُظمت مسابقة لاقتراح أفضل خطة للدفع المسبق للطوابع البريدية، وتم إرسال حوالي 2600 اقتراح أرفق بعضها أمثلة فعلية، كما تم الاتفاق على ضرورة وجود أمن كاعتبار أساسي لتجنب الاحتيال على مكتب البريد للإيرادات، وكرر جيمس تشالمرز من دندي فكرة هيل عن الملصقات التي يمكن إلغاؤها للإشارة إلى أن الدفع تم، واقترح البعض مظاريف الرقائق أو الملصقات. ونتيجة لهذه الاقتراحات أصبحت المغلفات شائعة لأول مرة في بريطانيا، وكان من بين الفائزين في المسابقة هنري كول وتشارلز وايتنج، اللذين شاركا منذ عام 1830م في طباعة العديد من الاقتراحات السابقة وقاما بالعديد من الدعاية الصحيفة للجنة التجار، وبعد مسابقة الخزانة اتفق على أنه سيكون هناك أربع طرق للدفع المسبق للطوابع البريدية: الملصقات اللاصقة، وأوراق الحروف المختومة والأظرف، والورق المقدم من الجمهور المنقوش مع طلب طابع، واتفق على ثلاثة فقط لأوراق الحروف والأظرف بقيمة 1d و 2d، وكُلف جون طومسون بتصميم أول طابع، طبعه ويليام كلوز على ورق آمن صنعه جون ديكنسون من خيوط الحرير، ووصف "بالشاعرية" وحمل صورة الأمبراطورة في وسط بريطانيا وتحت قدميها أسد، إلا أنه لم يلق الترحيب المتوقع وسخر منه الجمهور وصدر عدد من الرسوم الكاريكاتيرية تنتقده، فسُحب على الفور. اعتمد تصميم الطوابع اللاصقة على رأس الملكة فيكتوريا الذي نحته ويليام ويون بميدالية المدينة احتفالًا بزيارة الملكة فيكتوريا إلى مدينة لندن في نوفمبر 1837م وكان عمرها 15 عاماً آنذاك، حيث رسم هنري كوربولد الرأس على قالب للطباعة بالنقش الخطي، للأمان كانت الخلفية عبارة عن نقش آلي بالخط الأبيض كما هو مستخدم على الأوراق النقدية، بالإضافة إلى حروف متغيرة على كل طابع، وحملت الورقة 240 صورة قيمة الواحد بنس واحد ليكون قيمة الورقة 240 بنس أي جنيه استرليني واحد تم الانتهاء من الطباعة في أبريل 1840م، وطرح طابع "بيني بلاك" (إشارة للونه الأسود وقيمته) للبيع في 1 مايو،ووضع علامة يتم استخدامها باللون الأحمر لمنع إعادة الأستخدم، إلا أنه ثبت فشلها وتغير لون الطابع إلى الأحمر البني بعد عام من طرحه. وأدخل النظام الجديد بالتدريج، ففي 5 ديسمبر 1839م خفضت رسوم البريد إلى4d (عملة فضية) وتحميلها بالوزن، ثبت نجاح هذا لدرجة أنه في 10 يناير 1840 تم تخفيض الأسعار إلى 1d لنصف أونصة وتم إلغاء جميع الامتيازات المجانية، حتى الملكة لم تعد قادرة على إرسال بريدها مجانًا. مصر ثالث دولة في العالم تستخدم الطوابع آمن الخديوي إسماعيل بأهمية البريد في توثق صلة مصر بدول أوروبا، ليُدخل الطوابع البريدية لمصر لتصبح ثالث دولة في العالم تستخدمها بعد بريطانيا وسويسرا، اعتمدت الخدمات البريدية الحديثة في مصر على الخدمات التي أنشأتها شركة خاصة إيطالية، بدأت مع خدمة بريد دولية، ثم حصلت الشركة لاحقا على امتياز للبريد المحلي، استولت الحكومة المصرية على هذه الخدمة في عام 1865م، وصدرت الطوابع الأولى في عام 1866م وطُبعت في جنوة بإيطاليا، حملت الطوابع تصميم زخرفي وعليه اسم الدولة والقيمة الإسمية عن طريق الطباعة المتراكبة باللغة العربية، بقيمة خمسة وعشرة و20 بارة عثماني وقرش وقرشان وخمسة قروش، ثم إصدار طوابع بتصميم يظهر الأهرامات وأبو الهول في عام 1867م مكتوب عليها بالخط العربي فقط، استخدمت هذه الصور بشكل فريد حتى عام 1914م، حيث صدرت مجموعة تضم العديد من الآثار المصرية. ظهر التأثير الإيطالي في إصدارات الطوابع الأولى في عام 1872م حيث كُتب باللغة الإيطالية "Poste Khedive Egiziane"، بينما الإصدارات من عام 1879م باللغة الفرنسية، وصدرت الطوابع الأولى للمملكة المستقلة في عام 1922م هي طبعات لإحياء ذكرى إعلان المملكة، تحمل المجموعة الأولى منها صورة الملك فؤاد الأول. قامت مصر بتشغيل 21 مكتب بريد بين عامي 1865 و 1881م، وقدمت خدمات بريدية لدول جنوب إفريقيا في القرن التاسع عشر، فافتُتح 27 مكتبًا في السودان منذ عام 1867م، وكذلك الصومال البريطاني وأريتريا الإيطالية، ومكتب في هراري بإثيوبيا بين عامي 1866 و 1880م. صدرت العديد من الطوابع المميزة بعد قيام ثورة يوليو 1952م ،ومنذ عام 1958 حتى عام 1971م أصدرت مصر طوابع باسم الجمهورية العربية المتحدة - طوابع مكتوب عليها "UAR Egypt" أو "UAR" فقط. خلال الفترة من 1958 إلى 1961م عندما كانت الجمهورية العربية المتحدة تضم كل من مصر وسوريا، أصدر كلا البلدين طوابع - معظمها من التصاميم المختلفة، وبعضها من نفس التصميم، يمكن تمييز الطوابع من هذه الفترة من نفس التصميم في أن الطوابع في مصر تصدر بالملليم، وتلك الموجودة في سوريا بالقرش. وأصدرت مصر طوابع بريدية تتناول موضوعات تهم المصلحة الوطنية بشكل حصري تقريبًا.