كان مشهدا إنسانيا مؤثرا هذا الذى جمع بين الرئيس السيسي وتلك السيدة العجوز التى التقاها ، أثناء قيامه بجولة فى شرق القاهرة يوم الجمعة الماضى. فالسيدة تمثل نموذجا حيا من أمهاتنا وجداتنا بفطرتهن، اللائى تحملن أصعب الصعاب، بصبر وكأنه قدر محتوم عليهن. الوجه الآخر من المشهد هو ردة فعل الرئيس وتعامله برفق طبيعى مع امرأة فى هذا العمر، بتلك الحالة، وذلك الصبر، وهذه الفطرة والطيبة، جابرا لخاطر سيدة عجوز مريضة بالكبد والقلب وابنها بالسرطان، وتحمل أوراق حالتها المرضية بين يديها ولاتعرف لمن تذهب!. الغريب فى الأمر هو أن هذه السيدة لولم يقابلها الرئيس ما كان أحد سيعرف عنها شيئًا وربما بقيت دون علاج. والسؤال: كم فى مصر من هذه النوعية من النساء، اللاتى تحتجن إلى جبر الخاطر والاهتمام بهن؟! والسؤال الأهم: كم مسئولا سيهتم بهن فى أى مكان يلجأن له، بنفس درجة اهتمامه بحالة السيدة بعد أن التقى بها الرئيس؟! إن مثل هذه النوعية من السيدات هن فى رأينا أصل وأغلبية سيدات هذا البلد، يعشن فيه ويعشقنه ويرتبطن بأرضه، أكثر من غيرهن برغم كل الصعاب التى يواجهنها، وعشن عشرات السنين دون كلل، يربين أبناءهن ببساطة فطرتهن. أما وإن كنا نتحدث ليل نهار عن حقوق المرأة ، فإن أدنى حقوق من فى مثل حالة هذه السيدة، هو أن يتعلم كل مسئول فى مكانه أن يجبر بخاطرهن كما فعل الرئيس، وأن يقوم كل مسئول بواجبه وهو أكثر رفقا وإنسانية، وأن يبحث عليهن بأجهزته بدلا من أن يبحثن هن عن المسئولين!! إننا بحق نحتاج فى زماننا هذا إلى وزارة لجبر الخواطر، وهو أمر لو نعلم لعظيم! * نقلًا عن صحيفة الأهرام