قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء إنه يمضي قدمًا في خطة لبناء نحو 3500 منزل لمستوطنين يهود على مشارف القدس في مشروع كان مجمدًا بعد أن قوبل بانتقادات دولية. وحذر المعارضون الفلسطينيون والأجانب لخطة البناء في المنطقة أي-1 في الضفة الغربية من أن البناء الإسرائيلي في التلال القاحلة قد يقسم الضفة الغربية ويعزل الفلسطينيين عن القدس ويزيد من تبديد آمالهم في إقامة دولة متصلة الأراضي. وقال نتنياهو في كلمة "أصدرت توجيهات .. بشأن خطة بناء 3500 وحدة سكنية في المنطقة إي-1" مشيرًا إلى المرحلة الأولية من الخطة وأضاف "لقد تأخر هذا لمدة ست أو سبع سنوات". وجاءت كلمة نتنياهو قبل ستة أيام من الانتخابات التي يسعى فيها زعيم حزب ليكود اليميني إلى الحصول على دعم من المستوطنين وأنصارهم. ومن شأن هذه الخطة إي-1 أن توسع مستوطنة معاليه أدوميم اليهودية الكبيرة وتربطها فعليا ب القدس لتصبح على بعد حوالي 15 دقيقة بالسيارة. وقال نبيل أبو ردينة وهو متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إعلان نتنياهو "تجاوز جميع الخطوط الحمراء" ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء. ويرى الفلسطينيون ومعظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، غير قانونية بموجب القانون الدولي. وترفض إسرائيل ذلك، وغيرت الولاياتالمتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب سياستها لرفع الاعتراضات السابقة. وقال أبو ردينة عن الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية "هذه سياسة خطيرة ونحن نعتبرها عملاً لتدمير عملية السلام". وتعهد نتنياهو مشيرًا إلى "فرصة تاريخية" توفرها خطة سلام كشف عنها ترامب الشهر الماضي، بتطبيق القانون الإسرائيلي على المستوطنات وغور الأردن في الضفة الغربية بعد الانتخابات وهي خطوة تعتبر ضما بحكم الأمر الواقع. ومن شأن الاقتراح الأمريكي الذي كشف عنه ترامب الذي أيده نتنياهو وقاطعه الفلسطينيون، أن يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مناطق المستوطنات، ويتصور قيام دولة فلسطينية، لكن مع سيطرة محدودة على الأمن ويجردها من أراض استراتيجية، يقول الفلسطينيون إنها ليس لديها مقومات البقاء. ويكافح نتنياهو وهو أطول زعماء إسرائيل بقاء في منصبه للاحتفاظ بالسلطة في ثالث تصويت بعد فشله في الحصول على الأغلبية في انتخابات غير حاسمة في العام الماضي. كما يواجه اتهامات جنائية بالفساد. وكان منافسه الرئيسي بيني جانتس الذي ينتمي لتيار الوسط أكثر حذرا بشأن المدى الذي سيذهب اليه للاستفادة، من التحول في السياسة الأمريكية في عهد ترامب لزيادة توسيع السيطرة الاسرائيلية على الأراضي المحتلة وإضفاء الطابع الرسمي عليها. وفي الأسبوع الماضي، أعلن نتنياهو إحياء مشروع منفصل، والذي كان قد تم تجميده أيضًا بعد معارضة دولية، لبناء 3000 منزل جديد للمستوطنين في جفعات همتوس في الضفة الغربية على مشارف القدس . ويحظى المشروع "إي-1" بصدى رمزي لأنصار حركة الاستيطان وكان نتنياهو داعمًا مبكرًا له. وفي عام 2005 قام نتنياهو بجولة في المنطقة لتدشين حملة لقيادة حزب ليكود اليميني. وقال للصحفيين الذين رافقوه إنه إذا أصبح رئيسا للوزراء، سوف يتحدى الضغط الدولي ويبني على الموقع لإنشاء " القدس الكبرى" تحت سيطرة إسرائيلية، حسب وصفة.