أعرب الرئيس الايراني أحمدي نجاد عن أمله في زيارة مصر، وأنه ينتظر كرئيس دولة توجيه الدعوة الرسمية ليأتي إلى القاهرة. وقال نجاد في لقاء مع وفد من الصحفيين المصريين :" أتحين الفرصة لزيارة مصر والالتقاء بشعبها، فالعلاقات بين الشعبين يربطها التاريخ والحضارة المشتركة، وأنه لا يمكن لأي أحد أن يقف أمام تطوير هذه العلاقات لأن هذا إلزام تاريخي بين البلدين اللذين يسعيان للحرية والعدالة والسلام. وأضاف:" نحن كإيرانيين نحب الشعب المصري، وعزته عزة لنا، فالشعوب الحرة ستصل لبعضها البعض عند نقطة ما من أجل تحقيق الأهداف السامية". وأكد استعداد الشعب الإيراني لمساعدة مصر بدون مقابل، في حين أن الولاياتالمتحدة تضع شروطا سياسية مجحفة بحق مصر عندما تتحدث عن تقديم مساعدات للقاهرة. وقال نجاد:"أنا شخصيا كمهندس قبل أن أكون رئيساً لإيران مستعد للذهاب إلى مصر للمساعدة في بناء السدود وتطوير الصناعة المصرية ". وحمل الرئيس الإيراني الوفد الإعلامي المصري سلاما خاصا للشعب المصري مؤكدا أنه سيزور مصر عندما تتحين الفرصة لزيارتها. وقال نجاد :"إن ما قام به المصريون من ثورة عظيمة دليل على أنهم يتوقون إلى وضع أفضل، وحذر من هيمنة الحدود المصطنعة على تفكيرنا، فمثل هذه الأمور يصنعها الحكام الفاسدون والطغاة والمستكبرون لتسخير الشعوب لخدمة مصالحهم بدون تحقيق تطور أو تنمية وهذا ما أدي إلي قيام الثورات العربية وعلى رأسها الثورة المصرية". وطالب الرئيس الإيراني باستغلال الصحوة لدي الشعوب العربية للسعي إلى إزالة الحدود المصطنعة والعمل على التقارب لتحقيق المتطلبات والآمال المرجوة. وقال:"على مصر وإيران بحكم ما يجمعها من تاريخ مسئولية العمل معا من أجل رفعة شعبيهما وشعوب المنطقة بأسرها". وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أشار نجاد إلى أن هذا الملف يمثل إحدى الذرائع الأمريكيةوالغربية ضد إيران، فهم يحاولون الوقوف كعائق ضد تحقيق أهدافنا وتطوير إمكاناتنا، وإذا ما انتهي ملف، يختلقون قضية جدلية أخرى. وقال :" إننا نسخر من تهديداتهم لنا، فنحن ماضون فيما نصبو إليه لخدمة بلدنا، وعلى الجميع أن يعلم أن إصرارنا منبعه هو تنفيذ برنامجنا النووي السلمي لأن البترول سينضب يوما ما، ومن هنا يريدون عرقلتنا الآن حتى يتحكموا في شعوب المنطقة فيما بعد لشراء الطاقة منهم بالأسعار التي يفرضونها في هذا التوقيت، ولذلك نحن نحاول من الآن خدمة مصلحة شعبنا لكيلا يعيدون هيمنتهم علينا مرة أخرى". وحول الموقف الإيراني المؤيد للثورات العربية فيما اختلف موقف طهران من أحداث سوريا.. قال نجاد:" إننا نقف مع اتجاه الشعوب لتحقيق الحرية والعدالة لأن هذا حق أصيل في الحكم الشعبي، ولذلك نرفض تدخل الحلف الأطلنطي في قضايا المنطقة، لأننا نرى أن شعوبها قادرة على حل الخلافات فيما بينها بدون مساعدة من أحد، فالغرب عدو للشعوب ولكنه صديق للحكام". وحذر نجاد من تدخل الغرب لأنه سيزرع الفتنة حتي داخل الشعب الواحد، ولهذا نرفض بشدة تدخل الغرب فيما يجري في سوريا، لأنه يسعى إلى تقسيم سوريا لمصلحة إسرائيل. أما فيما يخص بالعلاقات مع السعودية والخليج.. تساءل الرئيس الإيراني : "هل ديانة هذه المنطقة واحدة أم متعددة؟، وهل أنتم – الوفد الصحفي – متفقون معي في هذه الرؤية؟". ثم يرد نجاد على تساؤلاته بعدما أجاب الوفد بأن الدين واحد وهو الإسلام، قائلا إن الغرب يسعي دائما للتفريق بين العرب وإيران، حيث يدعي أنه هذا عربي وذاك إيراني، وهذا سني، وذاك شيعي، وعندما تحدث التفرقة وتبدأ الصراعات يأتي الغرب تحت مظلة عملية التسوية وحل المشكلة في حين أن غرضه هو تقسيم دولها والسيطرة على شعوبها. وأكد الرئيس الايراني أن دول المنطقة تتصارع فيما بينها علي واحد من ألف من تعاليم الدين الإسلامي وأوامر الرسول عليه الصلاة والسلام، وبالتالي لابد من أن نقف متحدين، فالشعب الإيراني لا يريد أن يفرض نفسه على أحد ولا تتدخل إيران في شئون أية دولة بالمنطقة. وفيما يخص إجراء حوار عربي – إيراني على غرار مفاوضات (5+1) بين إيران والدول الغربية .. قال نجاد إن هذه المفاوضات تختلف عن الحوار العربي – الإيراني، لأن مفاوضات ( 5+1) هى بين إيران ودول غربية، في حين أنه لا يجب أن نتحدث عن حوار عربي –إيراني، لأن الصداقة هى ما تجمع دول المنطقة، وإيران تمد يدها لكل الإخوة، ونحن على أتم الاستعداد لإجراء حوار مع أي دولة إذا طلب منا ذلك. وكان الرئيس الإيراني قد بدأ حواره مع الوفد الصحفي بأنه حرص على لقاء الصحفيين بدون الترتيب مع المراسم لما تمثله مصر وشعبها من أهمية له ولإيران، فهي فى القلب، بدليل أن الثقافة والحضارة والتاريخ نبعوا من البلدين. وحمل نجاد "مندوب الأهرام" سلاماً خاصة للأستاذين محمد حسنين هيكل وفهمي هويدي.