أعرب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد عن امله في زيارة مصر, ولكنه كرئيس دولة لابد من توجيه دعوة اليه. وقال نجاد في لقاء مع وفد من الصحفيين المصريين :' اتحين الفرصة لزيارة مصر والالتقاء بشعبها, فالعلاقات بين الشعبين يربطها التاريخ والحضارة المشتركة, وانه لا يمكن لاي احد ان يقف امام تطوير هذه العلاقات لان هذا الزام تاريخي بين البلدين اللذين يسعيان للحرية والعدالة والسلام. واضاف:' نحن كايرانيين نحب الشعب المصري وعزته عزة لنا, فالشعوب الحرة ستصل لبعضها البعض عند نقطة ما من اجل تحقيق الاهداف السامية'. وفيما يتعلق بالملف النووي الايراني, اشار نجاد الي ان هذا الملف يمثل احد الذرائع الامريكيةوالغربية ضد ايران, فهم يحاولون الوقوف كعائق ضد تحقيق اهدافنا وتطوير امكاناتنا, واذا ما انتهي ملفا يختلقون قضية جدلية اخري. وقال:' اننا نسخر من تهديداتهم لنا, فنحن ماضون فيما نصبو اليه لخدمة بلدنا, وعلي الجميع ان يعلم ان اصرارنا منبعه هو تنفيذ برنامجنا النووي السلمي لان البترول سينضب يوما ما, ومن هنا يريدون عرقلتنا الان حتي يتحكموا في شعوب المنطقة فيما بعد لشراء الطاقة منهم بالاسعار التي يفرضونها في هذا التوقيت, ولذلك فنحن نحاول من الان خدمة مصلحة شعبنا لكي لا يعيدوا هيمنتهم علينا مرة اخري'. الثورات العربية وحول الموقف الايراني المؤيد للثورات العربية فيما اختلف موقف طهران من احداث سوريا.. قال نجاد:' اننا نقف مع اتجاه الشعوب لتحقيق الحرية والعدالة لان هذا حق اصيل في الحكم الشعبي, ولذلك نرفض تدخل حلف الاطلنطي في قضايا المنطقة, لاننا نري ان شعوبها قادرة علي حل الخلافات فيما بينها بدون مساعدة من احد, فالغرب عدو للشعوب ولكنه صديق للحكام'. وحذر نجاد من تدخل الغرب لانه سيزرع الفتنة حتي داخل الشعب الواحد, ولهذا نرفض بشدة تدخل الغرب فيما يجري في سوريا, لانه يسعي الي تقسيم سوريا لمصلحة اسرائيل. اما فيما يخص بالعلاقات مع السعودية والخليج.. فتساءل الرئيس الايراني:' هل ديانة هذه المنطقة واحدة ام متعددة؟.. وهل انتم الوفد الصحفي متفقون معي في هذه الرؤية؟'. ثم يرد نجاد علي تساؤلاته بعدما اجاب الوفد بان الدين واحد وهو الاسلام, قائلا ان الغرب يسعي دائما للتفريق بين العرب وايران, حيث يدعي ان هذا عربي وذاك ايراني, وهذا سني, وذاك شيعي, وعندما تحدث التفرقة تبدأ الصراعات يأتي الغرب تحت مظلة عملية التسوية وحل المشكلة في حين غرضه هو تقسيم دولها والسيطرة علي شعوبها. واكد الرئيس الايراني ان دول المنطقة تتصارع فيما بينها علي واحد من الف من تعاليم الدين الاسلامي واوامر الرسول عليه الصلاة والسلام, وبالتالي لابد من ان نقف متحدين, فالشعب الايراني لا يريد ان يفرض نفسه علي احد ولا تتدخل ايران في شئون اية دولة بالمنطقة. حوار عربي- إيراني وفيما يخص اجراء حوار عربي ايراني علي غرار مفاوضات(5+1) بين ايران والدول الغربية.. قال نجاد ان هذه المفاوضات تختلف عن الحوار العربي الايراني, لان مفاوضات(5+1) هي بين ايران ودول غربية, في حين انه لا يجب ان نتحدث عن حوار عربي ايراني, لان الصداقة هي ما يجمع دول المنطقة, وايران تمد يدها لكل الاخوة, ونحن علي اتم الاستعداد لاجراء حوار مع اي دولة اذا طلب منا ذلك. وقال:' يوجد بالمنطقة ثروات وخيرات وموارد بشرية قلما توجد في اي منطقة اخري بالعالم, والمهم ان نلتقي معا لوضع استراتيجية محددة لخدمة اهداف ومستقبل شعوب المنطقة, فلدينا علماء وخبراء وكوادر وجامعات, ومعظم ما يقوم عليه نتاج وتقدم الغرب هو نتاج عقول المنطقة, بدليل العلماء المصريين الكثيرين المنتشرين في الغرب'. ودعا الي وضع كل الامكانات تحت تصرف العلماء لخدمة الدول الاسلامية, ومن هنا لن نكون في حاجة الي مساعدة الغرب, وموقفنا هذا يغضب الغرب الذي يبيع لنا سلعه ومنتجاته ويتحكم في اموالنا. وطالب الرئيس الايراني بضرورة اعمار البلاد الاسلامية ووضع ايدينا معا لمتابعة تقدم شعوبها, فنحن كشعب ايراني علي سبيل المثال مستعدون لمساعدة مصر بدون مقابل, في حين ان الولاياتالمتحدة عندما تتحدث عن تقديم مساعدات لمصر تضع شروطا سياسية مجحفة بحق مصر. وقال نجاد:' انا شخصيا كمهندس قبل ان اكون رئيسا لايران مستعد للذهاب الي مصر للمساعدة في بناء السدود وتطوير الصناعة المصرية'.. وهنا حمل الرئيس الايراني الوفد الاعلامي المصري سلاما خاصا للشعب المصري مؤكدا انه سيزور مصر عندما تتحين الفرصة لزيارتها. وكان الرئيس الايراني قد بدأ حواره مع الوفد الصحفي بانه حرص علي لقاء الصحفيين بدون الترتيب مع المراسم لما تمثله مصر وشعبها من اهمية له ولايران, فهي في القلب, بدليل ان الثقافة والحضارة والتاريخ نبعت من البلدين. وقال نجاد إن ما قام به المصريون من ثورة عظيمة دليل علي انهم يتوقون الي وضع افضل. وحذر من هيمنة الحدود المصطنعة علي تفكيرنا, فمثل هذه الامور يصنعها الحكام الفاسدون والطغاة والمستكبرون لتسخير الشعوب لخدمة مصالحهم بدون تحقيق تطور او تنمية وهذا ما ادي الي قيام الثورات العربية وعلي رأسها الثورة المصرية. وطالب الرئيس الايراني باستغلال الصحوة لدي الشعوب العربية بالسعي الي ازالة الحدود المصطنعة والعمل علي التقارب لتحقيق المتطلبات والامال المرجوة. وقال:' علي مصر وايران بحكم ما يجمعهما من تاريخ ومسئولية العمل معا من اجل رفعة شعبيهما وشعوب المنطقة بأسرها'.