في إطار سياسة الشد والجذب المتواصلة بين طهران والغرب, وبعد يوم واحد من إعلان الجمهورية الإسلامية تسريع أنشطة تخصيب اليورانيوم في تحد لكل التحذيرات الدولية من عواقب مثل هذه الخطوة. أكد فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المجتمع الدولي مستعد لبحث تزويد إيران بنظائرطبية كبديل عن عمليات تخصيب اليورانيوم. وقال- خلال مؤتمره الصحفي اليومي-' لقد عبرنا عن نيتنا للتعاون مع الإيرانيين لاستيراد نظائر طبية, اذا كان هذا الأمر يقلقهم فعلا'. وأضاف أنه سيتم توفير بدائل واضحة لإيران إذاما كانت قلقة فعلا حيال القدرة علي مواصلة استخدام مفاعل الأبحاث في طهران, بهدف إنتاج بدائل طبية ثمينة للشعب الإيراني, و التي تستخدم في رصد الأمراض السرطانية. وفي الوقت نفسه بدا الموقف الإيراني أكثر تساهلا فيما يتعلق باتفاق فيينا لتبادل اليورانيوم, فقد أكد علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن اتفاق تبادل اليورانيوم بين إيران والغرب مازال مطروحا علي مائدة المفاوضات, إلا أنه شدد مجددا علي ضرورة إتمام عملية التبادل داخل الأراضي الإيرانية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد صالحي أن بلاده ستوقف إنتاج02% من اليورانيوم في حالة التوصل لاتفاق مرض مع الغرب. وأكد المسئول الإيراني تمسك بلاده بتشغيل مفاعلها النووي في طهران والذي يضمن تشغيل أجهزة طبية ضرورية لإنعاش أكثر من058 ألف مريض إيراني. وفي رد فعل فوري علي النشاط النووي الإيراني, دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو إلي فرض عقوبات قاسية تصيب إيران بالشلل التام وبشكل فوري, وأكد, في لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي في القدس, ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل سريع وحاسم للتصدي لطموحات طهران النووية. وأوضح أن هذا لا يعني عقوبات معتدلة أو مخففة وإنما في غاية القسوة بحيث تصيب إيران بالشلل التام. كما دعا وزير التعاون الدولي الإسرائيلي سلفان شالوم إلي فرض عقوبات مؤلمة علي إيران حتي بدون موافقة الصين وروسيا. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الجانب الإسرائيلي من مغبة ارتكاب أي خطأ لا يمكن توقع تباعاته تجاه إيران. يأتي ذلك بعد يوم واحد من تأكيد الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن المجتمع الدولي يتحرك بخطي سريعة لفرض عقوبات جديدة علي إيران مع توسيع الجمهورية الإسلامية لبرنامجها النووي. وقال أوباما أن رفض إيران قبول اتفاق لتوريد الوقود النووي توسطت فيه الأممالمتحدة يشير إلي أنها عازمة علي محاولة إنتاج أسلحة نووية رغم تأكيدها أن برنامجها سلمي ويهدف إلي توليد الكهرباء. ومن ناحيته, حذر وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم الغرب من مغبة فرض عقوبات دولية جديدة علي إيران ردا علي قرارها الأخير بتخصيب اليورانيوم, مؤكدا أن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمة النووية الإيرانية. وعلي الصعيد المحلي, كشفت مواقع إلكترونية إيرانية عن حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد نجحت في تمرير مشروع قانون يمنح الحرس الثوري الإيراني صوتا سياسيا, وهو ما اعتبرته المعارضة خطوة من قبل الحكومة لمكافأة الجناح العسكري الذي استخدم قوته في الحفاظ علي سلطاتها. وعلي صعيد آخر, عزلت ماليزيا سفيرها لدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأقالته من منصبه كرئيس للوكالة المحلية بسبب تصويته ضد قرار يوبخ إيران في اجتماع سابق للوكالة أواخر العام الماضي. وقال محمد أرشد منذور حسين- وهو دبلوماسي مخضرم خدم لمدة53 عاما في السلك الدبلوماسي- إن حكومته عزلته بعد أن استدعته إلي كوالالمبور عقب التصويت الذي جري في27 من نوفمبر الماضي وبعد مشاورات استمرت لعدة أسابيع.