مائل للبروده....تعرف على حالة الطقس المتوقعه اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 فى المنيا    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    ألبانيا أول منتخب أوروبي يحجز مقعده في ملحق مونديال 2026    إنشاء وحدات صحية ومدارس وتحسين خدمة المياه.. محطات مهمة ل حياة كريمة بالجيزة    حملة مكبرة لإزالة الإشغالات والتعديات بالشوارع والالتزام بإعلان الأسعار في مرسى علم    رئيس هيئة المتحف الكبير: لا صحة لشائعات منع المصريين.. والزيارة بنظام التوقيتات للجميع    تركيا تعلن رفع العقوبات الأمريكية عن أنقرة المفروضة بسبب شراء "إس-400" الروسية    هالة فاخر تشعل تريند جوجل بعد ظهورها الصريح مع ياسمين عز وحديثها عن كواليس مشوارها الفني    رئيس البورصة: تحديد 5% حد أدنى للاستثمار في الصناديق المفتوحة يزيد من السيولة    أمين اتحاد الغرف التجارية: الوفرة والمنافسة تدفعان لاستقرار الأسعار.. وتوقعات بالانخفاض    أسعار الدواجن والبيض في الأسواق اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025    فيلم شكوى 713317 معالجة درامية هادئة حول تعقيدات العلاقات الإنسانية    استشهاد شاب برصاص الاحتلال فى مخيم عسكر بالضفة الغربية    حبس المتهم بسرقة المتاجر في النزهة    رئيس هيئة قصور الثقافة يزور الطلاب المصابين في حادث طريق إسنا بمستشفى طيبة (صور)    رئيس قصور الثقافة يتابع حالة طلاب أسوان المصابين في حادث طريق إسنا    وزير الصحة ينفي شائعات نقص الأنسولين: لدينا 3 مصانع واحتياطي استراتيجي يكفي 4 أشهر    رئيس قناة السويس: ارتفاع العائدات 20%.. وتوقعات بقفزة 50% في 2026    "دولة التلاوة".. برنامج قرآني يتصدر الترند ويُحيي أصالة الصوت المصري    حامد حمدان يفضل الأهلي على الزمالك والراتب يحسم وجهته    وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية تستضيف وفدًا من قيادات مجموعة ستاندرد بنك    خالد عبد الغفار: مصر تحقق نجاحات كبيرة جدًا على المستوى الدولي    وزير الصحة: متوسط عمر المصريين زاد 20 عاما منذ الستينيات.. وكل دولار ننفقه على الوقاية يوفر من 3 ل 7 دولارات    الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد لمحاكمة إمام الأقصى بتهمة التحريض على الإرهاب    مدحت عبد الهادي عن "نعش" محمد صبري: كان خفيف ومتعبش حد فينا    دعاية يتبناها الأذرع: "أوبزرفر" و"بي بي سي" و"فورين بوليسي" نماذج لإعلام "إخواني" يهاجم تدخل الإمارات في السودان!    أسفرت عن إصابة 4 أشخاص.. حبس طرفي مشاجرة في كرداسة    بدون إصابات.. السيطرة على حريق في برج سكني بفيصل    أهلي جدة يبدأ خطوات الحفاظ على ميندي وتجديد العقد    فيران توريس بعد دخوله نادي العظماء: الطموح لا يتوقف مع الماتادور    آسر محمد صبري: والدي جعلني أعشق الزمالك.. وشيكابالا مثلي الأعلى    "ضد الإبادة".. ظهور حمدان والنبريص والدباغ في خسارة فلسطين أمام الباسك    الدفاع الروسية: إسقاط 36 طائرة مسيرة أوكرانية فوق عدة مناطق    عمرو أديب بعد حادث أحمد سعد: واخد عين.. حوادثنا قاتلة رغم الطفرة غير الطبيعية في الطرق    المستشار ضياء الغمرى يحتفل بحفل زفاف نجله محمد علي الدكتورة ندى    العرض العربي الأول لفيلم "كان ياما كان في غزة" فى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي    البنك الأهلي المصري يقود تحالفاً مصرفياً لتمويل «مشارق للاستثمار العقاري» بمليار جنيه    قائمة أكبر المتاجر المشاركة في البلاك فرايداي وأسعار لا تُفوَّت    إيران تحذر من تداعيات التحركات العسكرية الأمريكية في منطقة الكاريبي    الداخلية تضبط المتهمين بسرقة أبواب حديدية بإحدى المقابر بالشرقية    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. إسرائيل: لا إعادة إعمار لقطاع غزة قبل نزع سلاح حماس.. قتلى وجرحى فى انزلاق أرضى فى جاوة الوسطى بإندونيسيا.. الجيش السودانى يسيطر على منطقتين فى شمال كردفان    تريزيجيه: اتخذت قرار العودة للأهلي في قمة مستواي    رئيس الوزراء المجرى: على أوروبا أن تقترح نظاما أمنيا جديدا على روسيا    تساقط أمطار خفيفة وانتشار السحب المنخفضة بمنطقة كرموز في الإسكندرية    اختتام المؤتمر العالمي للسكان.. وزير الصحة يعلن التوصيات ويحدد موعد النسخة الرابعة    هل تشفي سورة الفاتحة من الأمراض؟.. داعية توضح| فيديو    مؤتمر السكان والتنمية.. وزير الصحة يشهد إطلاق الأدلة الإرشادية لمنظومة الترصد المبني على الحدث    (كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا) موضوع خطبة الجمعة المقبلة    مؤتمر جماهيري حاشد ل"الجبهة الوطنية " غدا بستاد القاهرة لدعم مرشحيه بانتخابات النواب    حبس والدى طفلة الإشارة بالإسماعيلية 4 أيام على ذمة التحقيقات    جامعة قناة السويس تنظم ندوة حوارية بعنوان «مائة عام من الحرب إلى السلام»    أسماء مرشحي القائمة الوطنية لانتخابات النواب عن قطاع القاهرة وجنوب ووسط الدلتا    دعت لضرورة تنوع مصادر التمويل، دراسة تكشف تكاليف تشغيل الجامعات التكنولوجية    فرص عمل جديدة بالأردن برواتب تصل إلى 500 دينار عبر وزارة العمل    مواقيت الصلاه اليوم السبت 15نوفمبر 2025 فى المنيا    الإفتاء: لا يجوز العدول عن الوعد بالبيع    دعاء الفجر| اللهم ارزق كل مهموم بالفرج وافتح لي أبواب رزقك    اشتباكات دعاية انتخابية بالبحيرة والفيوم.. الداخلية تكشف حقيقة الهتافات المتداولة وتضبط المحرضين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالحى للأهرام : لن نتخلى عن البرنامج النووى
نشر في الأهرام اليومي يوم 13 - 05 - 2010

على أكبر صالحى رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية يجيب على العديد من التسأولات حول الملف النووى الإيرانى والذى أكد للأهرام أن إيران لن تتخلى عن برنامجها النووى وأنه إذا ضربت امريكا إيران بوكس فسترد طهران ب صفعة . لا يكاد يعقد اجتماع أوقمة دولية إلا وتكون إيران الغائب الحاضر فيها بسبب طموحاتها النووية التي تثير قلق القوي الإقليمية والعالمية‏,‏ اللافت أن طهران تصر علي القيام بدور المشاغب والمشاكس دائما ، علي الرغم من الكم الهائل من المناشدات الذي توجه إليها من قبل الهيئات والمنظمات الدولية كل يوم‏ ، اللافت أيضا أن سلوك العناد والمجابهة استحوذ علي عقل وفكر الرئيس الايراني أحمدي نجاد‏,‏ لذلك كان لابد من معرفة الأسرار الكامنة خلف المشاكسات الإيرانية المتواصلة وما إذا كان الجانب الايراني فعليا يستطيع الوقوف في وجه الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين في وقت تتزايد فيه التكهنات حول احتمال توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وما هوحال المجتمع الايراني الذي يعاني من التداعيات الكثيرة التالية لإعادة انتخاب نجاد رئيسا للبلاد وتصاعد حجم المعارضة لنظامه؟ هذه التساؤلات وغيرها يحاول الأهرام الوصول لأجوبة منطقية منصفة لها بعيدا عن أي مواقف مسبقة ضد إيران وذلك من خلال سلسة الأهرام في قلب إيران‏.‏
مفاعل بوشهر النووى الإيرانى
بات الملف النووي الإيراني هو ساحة الصراع الرئيسية بين إيران من جانب‏,‏ والمجتمع الدولي من جانب آخر‏,‏ وباتت المواقف تتغير وتتبدل ضيقا واتساعا حسب معطيات اللحظة‏,‏ وأضحت وتيرة الصراع تتسع وتضيق حسب ما يطلبه المجتمع الدولي من إيران ودرجة استجابتها للمطلوب منها من قبل الأسرة الدولية والقوي الإقليمية الفاعلة‏..‏
وفى أثناء حواره مع مندوبة الأهرام
وانتهجت إيران استراتيجية استهلاك الوقت‏,‏ أو ما يعرف بأسلوب حياكة السجاد والذي يتصف بالنفس الطويل‏,‏ للوصول الي أسرع معدل زمني في إنتاج دورة الوقود النووي‏,‏ وتثبيت الحقائق علي أرض الواقع‏,‏ ولعب الغرب وحلفاؤه لعبة الحرب النفسية والتضييق السياسي والاقتصادي وفي الطريق تراشقات لفظية وغير لفظية‏..‏ أدناها كلمات الغزل المخلوط بالتحذيرات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأركان ادارته‏,‏ ثم بلغ الأمر الذروة بدق واشنطن وحليفتها إسرائيل طبول الحرب‏,‏ ونظرا لأن هذه القضية أصبحت الشغل الشاغل علي الساحتين الإيرانية والإقليمية لحين التوصل الي تفاهمات بين إيران وأمريكا‏,‏ اتجهت الأهرام الي أكبر مسئول إيراني عن الملف النووي للوقوف علي تفاصيل كثيرة مرتبطة بهذا الملف الدقيق والحساس‏,‏ ومبررات ايران في الاستمساك بمواقف متصلبة ومتشددة وكيف تنظر وتتعامل الحكومة الإيرانية مع الحلول المطروحة لتسوية الأزمة النووية الإيرانية‏.‏
والأهم‏..‏ هل تملك إيران القدرات العسكرية والنووية التي تتناسب مع نبرة التحدي العالية في مواجهة الغرب‏..‏ أم أنه كلام في الهواء لا يوجد ما يعززه عمليا من قوة عسكرية واقتصادية؟ حملنا هذه الأسئلة وغيرها الي علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية‏,‏ الذي طلبت لقاءه فلبي طلبي سريعا‏..‏
وفي طريقي لهيئة الطاقة الذرية بمنطقة أمير آباد بالعاصمة طهران للالتقاء برئيسها‏,‏ تزاحمت في ذهني الكثير من التساؤلات عن شكل هذا المكان‏,‏ الذي يعد محط أنظار العالم كله والاحتياطات الأمنية التي يمكن أن يتخذها المسئولون معي‏,‏ وطبيعة شخصية المفاوض الشرس صالحي‏,‏ ومرت الدقائق في طرق تضيق وتتسع في قلب العاصمة طهران‏..‏
وفجأة فتحت الأبواب العملاقة لتهبط السيارة التي أقلتني والمترجم الإيراني الي ما تحت الأرض‏,‏ ودون تفتيش‏,‏ وبعد اتصال هاتفي من الحرس‏,‏ دخلنا المصعد‏,‏ الذي لم يتحرك إلا بعد أن صدرت له أوامر الكترونية‏,‏ بواسطة كارت ممغنط لتشغيله‏,‏ وأغلق الباب فإذا بأصوات الموسيقي الهادئة تتسرب بنعومة الي أذني‏,‏ وكانت باقة جميلة من الورد حولها منضدة صغيرة مستديرة للاجتماعات في استقبالي‏,‏ فضلا عن ابتسامة مريحة قابلني بها السيد علي أكبر صالحي‏..‏ وسألته أن يشرح بصورة مبسطة يفهمها القاريء غير المتخصص‏,‏ أبعاد أزمة تخصيب اليورانيوم وصلتها بالملف النووي الإيراني‏.‏
رد صالحي‏:‏ في منتصف السبعينيات من القرن الماضي بدأت إيران في الاهتمام بالمشروع النووي‏,‏ وحالت ظروف قيام الثورة الإسلامية وإسقاط نظام الشاه في‏1979‏ دون استكماله‏,‏ وتوقف البرنامج‏,‏ ولكن طهران استطاعت قبل‏20‏ عاما المضي قدما في تنفيذ البرنامج النووي‏,‏ وتم إنشاء مفاعل نووي‏,‏ وكانت نسبة التخصيب المتاحة من خلاله‏93%,‏ ورأي المجتمع الدولي أن البرنامج النووي بهذه النسبة يمكن أن يتحول الي الاستخدام غير السلمي برغم أن هذا الفرض من الناحية العلمية غير ممكن‏,‏ لأن الكمية كانت‏4‏ كيلوجرامات وتصنيع القنبلة الذرية يحتاج علي الأقل الي‏20‏ كيلوجراما من اليورانيوم المخصب‏,‏ ولذلك أخذوا قرارا بتخفيض النسبة الي‏20%,‏ والتزمت إيران بهذا الخفض‏.‏
وكانت أول كمية وقود استلمناها من‏(‏ الأرجنتين‏)‏ قبل‏20‏ عاما‏,‏ حيث خاطبنا الوكالة الدولية للطاقة الذرية برغبتنا في إنتاج وقود نووي‏,‏ وقبل‏8‏ أشهر تقدمنا بطلب آخر بنفس المحتوي الي الوكالة الدولية لأن الوقود كان قيد الانتهاء‏,‏ وأعلنت أمريكا وروسيا الموافقة لكن بشرط أن نرسل اليورانيوم المخصب بنسبة‏3,5%,‏ وبرغم أن هذا شرط مجحف إلا أن إيران وافقت‏,‏ فجاء الشرط الثاني بأن نرسل اليورانيوم المخصب بنسبة‏3,5%‏ وبعد عام يتم إرسال الوقود‏..‏ وكانت هذه نقطة الخلاف‏..‏ فماذا لو أرسلنا ما لدينا ولم يرسل لنا الغرب ما نريده‏..‏؟
إن أمريكا والغرب يريدون فقط القضاء علي البرنامج النووي الإيراني‏.‏
‏*‏ وما الأسباب الداعية للتخلص من برنامج طهران النووي في نظرك؟
‏{‏ إيران مستهدفة سياسيا‏,‏ فأمريكا تريد من إيران الدوران في فلكها‏,‏ ولو حدث هذا فوقتها ستقول لنا خذوا القنبلة النووية‏,‏ أما مسألة الملف النووي‏,‏ فهي وهم لا وجود له‏,‏ فهم يؤكدون سعينا لتطوير صواريخ من الممكن في المستقبل أن تحمل قنبلة ذرية‏,‏ وهذا شيء غريب‏,‏ حقا لأنه يؤسس لأمر مبني علي النيات وليس علي الواقع كما أن جزءا من الأزمة مرتبط بموقفنا من القضية الفلسطينية‏!‏
ونحن لا ننكر أننا نقف بجوار الفلسطينيين‏,‏ وهذه المواقف نابعة من الدستور الإيراني والقناعة الدينية بنصرة المظلوم‏,‏ وهذا سبب آخر لاستهدافنا وعموما‏,‏ نحن مقتنعون بأننا يجب أن ندفع ثمن مواقفنا‏,‏ وملتزمون بكل التعهدات ومصرون علي المضي في برنامجنا النووي السلمي‏.‏
‏*‏ ترددون دوما أن البرنامج النووي للاستخدام السلمي فقط‏,‏ والبعض يسأل ما الضمانة الحقيقية لعدم تحوله لاستغلاله لأغراض عسكرية‏.‏
‏{‏ لدينا قناعة دينية تمنعنا من محاولة امتلاك القنبلة الذرية‏,‏ فلقد حرم المرشد الأعلي للثورة الإسلامية علي خامنئي إنتاج القنبلة النووية أو تخزينها أو الاستفادة بها بأي شكل من الأشكال‏,‏ ولايمكن أن يصدر خامنئي فتوي ولا نلتزم بها‏,‏ ولايمكن من الأساس أن يصدر المرشد الأعلي تعليمات أو فتاوي بعيدة عن السياسة العامة للدولة أو تتعارض معها‏.‏
‏*‏ عرضت عليكم أمريكا حلولا للأزمة‏..‏ منها مبادلة اليورانيوم في أي دولة خارج إيران‏,‏ ورفضتم‏,‏ وقدمت تركيا عرضا بأن يتم التبادل علي أراضيها ورفضتم برغم العلاقات الطيبة بأنقرة‏..‏ فلماذا هذا الرفض الذي رآه البعض غير مبرر؟
‏{‏ نحن قدمنا عرضا آخر بأن يتم التبادل علي الأراضي الإيرانية وتحديدا في جزيرة كيش‏,‏ القريبة من الحدود الإيرانية التركية‏,‏ ونحن علي استعداد أن نضع ال‏3,5%‏ تحت رقابة الوكالة الدولية ويظلوا موجودين سنة في إيران يراقبون الموقف‏,‏ وبعد إنتاج الوقود واستلامه يأخذون اليورانيوم‏,‏ ولكنهم رفضوا‏,‏ أما رفضنا العرض التركي‏,‏ برغم علاقتنا الطيبة بالأتراك وهم اخواننا ونثق بهم وبنيتهم الصادقة لحل الأزمة‏,‏ فلأننا نخشي من تحويل دفة الأزمة مع الغرب الي محاولة أمريكية لإيجاد مشكلة مع تركيا‏,‏ والدخول معها في مواجهة‏,‏ وهذا ما لا نريده‏.‏
‏*‏ إذن ما البدائل المطروحة؟
‏{‏ اذا وصلنا الي طريق مسدود‏,‏ فسنقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة‏20%,‏ ولدينا القدرة علي ذلك‏,‏ وقد بدأنا‏,‏ إلا أننا نفضل الاستيراد من الخارج لأن انتاجه داخليا مكلف لنا‏,‏ ونؤكد أنهم اذا وفروا لنا الوقود سنوقف التخصيب‏.‏
‏*‏ من وجهة نظرك‏,‏ وأنتم علي رأس هذه المؤسسة الضخمة‏,‏ هل تري أن الغرب سيرضخ أم أن إيران سوف تتنازل أم أنه سيحدث تفاهم‏,‏ ولماذا تتشكك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في برنامجكم؟
‏{‏ اذا كان الغرب متعقلا سيقبل الاقتراحات وتنتهي المشكلة‏,‏ أما نحن فلن نتنازل عن برنامجنا النووي‏,‏ ثم إن الإعلام الغربي قادر علي اختلاق الأكاذيب والترويج لها وعادة ما يروج لذلك‏,‏ مثلما حدث مع العراق التي احتلوها بدعوي وجود أسلحة دمار شامل فيها‏,‏ ثم قالوا بعد ذلك عفوا‏.‏
إننا نؤكد مرارا وتكرارا أن منشآتنا النووية مفتوحة دوما أمام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية‏,‏ وهم بالفعل يقومون بالتفتيش المفاجيء‏,‏ ويؤكدون عدم وجود أسلحة نووية واذا ما صدر من الوكالة تصريح عكس ذلك فهو نتيجة الضغوط الغربية بعد أن تم تسييس الأزمة‏.‏
‏*‏ ألم تستفز إيران الغرب بمواقف كثيرة برفضها التجاوب مع مطالب المجتمع الدولي وكذلك إخفاء منشأة قم النووية‏,‏ ثم رفع نسبة التخصيب وغيرها من المواقف المتشددة؟
‏{‏ ليس استفزازا‏,‏ كل الدول يمكن أن تقع في أخطاء‏,‏ وتصدر الوكالة تقريرا سنويا لمعالجة هذه الأخطاء‏,‏ وقد وقعت إيران في خطأ واعترفت به‏,‏ عندما أنتجنا أول جهاز طرد مركزي‏,‏ وأردنا الضخ دون وجود المفتشين الدوليين لعدم معرفة المهندسين بهذا القرار‏,‏ واعترفنا‏,‏ وعلي كل فإن الكمية كانت قليلة‏(‏ بضعة ميكروجرامات‏),‏ وهذا كان بهدف التجريب فقط‏,‏ وهذا هو الخطأ الوحيد الذي ارتكبناه واعترفنا به أما بقية الأشياء التي ذكرتها فنحن لم نخرج فيها عن الالتزامات القانونية والدولية‏.‏
وايران لا تفعل شيئا سريا‏,‏ فهناك محطة نووية بين طهران وأصفهان علي مساحة‏300‏ هكتار ومعروفة‏,‏ حتي أن سائقي الاتوبيسات العامة ينادي هنا المحطة النووية‏!‏
لكن توجد مشكلة أخري‏,‏ فهناك نوعان من قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للإعلان عن المنشآت النووية‏..‏ قرار قديم يحتم علي الدول الإعلان عن منشآتها النووية قبل التشغيل بستة أشهر‏,‏ وقرار آخر حديث يطالب بالإعلان المسبق عن إنشاء الموقع‏,‏ ونحن اتبعنا البروتوكول القديم وخاصة في إنشاء محطة نووية بقم‏.‏
‏*‏ إذن خالفتم المعاهدات الدولية بهذا الخصوص؟
‏{‏ لا‏,‏ فعقب إثارة المشكلات الأخيرة نفذت إيران البروتوكول الجديد طواعية‏!!‏
‏*‏ أعلنت‏15‏ جهة استخباراتية في أمريكا أن إيران أوقفت الجانب العسكري في برنامجها النووي عام‏2003‏ للدخول في تفاهمات حول المنطقة ثم تراجعوا وأعلنوا أن إيران استأنفت العمل في الشق العسكري فهل حدث هذا بسبب عدم التفاهم أم أنهم يملكون معلومات دقيقة عن طبيعة أنشطتكم؟
‏{‏ يجب أن تسأليهم هم‏,‏ ولست أنا‏,‏ نحن لا نعترف أساسا بوجود الشق العسكري لبرنامجنا النووي‏,‏ لكنه ملف مفبرك من الغرب‏,‏ واذا لم يكن هذا الملف موجودا فكانوا سيخترعون ملفا آخر‏..‏ عن حقوق الإنسان أو الديمقراطية‏..‏ أو أي شيء آخر‏..‏ كما أوضحت لك‏,‏ وفي الحقيقة أنا كنت متفائلا بوجود الرئيس الأمريكي باراك أوباما‏,‏ لأنه إنسان عاقل يريد أن يغير‏,‏ لكن الظروف في أمريكا لا تسمح له بأن يحقق ما وعد به‏,‏ وهو وغيره يدركون تماما أن إيران بلد عريق ومفتاح الشرق الأوسط‏.‏
‏*‏ أعلن علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الإيراني أن التقنية النووية في إيران هي ملك لدول العالم الإسلامي هل أنتم جادون في ذلك أم أنه رد علي الموقف الداعم لكم من مصر‏,‏ وكيف تنظرون لموقفها تجاه إيران؟
‏{‏ رئيس هيئة الطاقة الذرية‏:‏ نحن علي استعداد تام أن نحول وعود لاريجاني الي واقع ملموس‏,‏ وندرب المهندسين من جميع الدول‏,‏ وأشكر مصر علي موقفها معنا لأنها تقف دوما خلف الحق‏,‏ وهي سياسة أصيلة من جهة مصر‏,‏ وتأخذ بعين الاعتبار المواثيق الدولية‏.‏
ولاحظي أن التصدي لما يحدث مع إيران شكل من أشكال الدعم الذاتي لكل دولة‏..‏ فالدولة التي ستفكر في إنتاج الوقود سينالها ما ينال إيران حاليا‏,‏ فإن توقفت إيران عن مشروعها بسبب الضغوط الدولية وهذا مجرد فرض لأننا لن نتنازل عنه سيطبق هذا علي جميع الدول فيما بعد‏.‏
‏*‏ لماذا لم تف روسيا بالتزاماتها تجاه مفاعل بوشهر‏..‏ هل هذا يعكس القلق الروسي من إيران‏..‏ أم أنه نوع من أنواع التفاهمات مع الغرب؟
‏{‏ المحطة النووية في بوشهر في مراحلها النهائية والوقود الروسي وصل فعلا‏..‏ والتجارب انتهت‏.‏
‏*‏ ولكن لماذا تأخرت روسيا في تسليم الوقود اللازم لتشغيله؟
‏{‏ روسيا تأخرت قليلا‏,‏ لكن أسباب التأخير من جهة إيران‏..(‏ بدون أن يوضحها بشكل جلي‏).‏
‏*‏ قلت لصالحي‏:‏ دول الجوار تخشي من مهاجمة مفاعل بوشهر من قبل أمريكا أو إسرائيل‏,‏ وليس ما حدث مع مفاعل تشرنوبيل قبل‏20‏ عاما ببعيد عن الأذهان‏,‏ بل الجميع يشعر بقدر كبير من القلق إزاء اللجوء للخيار العسكري؟
‏{‏ مجرد الاستفسار عن الموقف الحالي من الوكالة الدولية للطاقة‏,‏ سيطمئن جميع الأطراف‏,‏ فالوكالة تراقب كل وسائل الأمان‏,‏ ولقد حرصنا علي الالتزام بالمعايير الدولية‏,‏ ومحطة بوشهر كما يعرف الجميع تصميم ألماني‏,‏ ولو اصطدمت طائرة بها فلن يحدث شيئا‏,‏ ولا يعني هذا أيضا أن درجة الأمان ترتفع الي‏100%,‏ ولكن التحصين التقني والتكنولوجي وصل لأعلي درجة ممكنة‏,‏ ثم ان تشرنوبيل كان من الطراز القديم جدا ولا علاقة له بهذا المفاعل وليس هناك أي داع للقلق‏.‏
عموما لن يستطيع أحد مهاجمة بوشهر‏.‏
‏*‏ وماذا لو حدث؟
‏{‏ أؤكد لك‏..‏ لن يحدث هذا‏.‏
‏*‏ لماذا‏..‏ الافتراض قائم؟
‏{‏ ستتعرض إسرائيل للخطر‏,‏ قبل المنطقة‏,‏ واذا ضربوا بوشهر ستكون المشكلة للطرفين‏.‏
‏*‏ هل ستهاجم إيران مفاعل ديمونة كما سبق أن هددت؟
‏{‏ لا أريد الدخول في هذه التفاصيل‏!!‏
‏*‏ هناك تهديدات جادة بضرب إيران‏..‏ هل أنتم مستعدون لها؟
‏{‏ إيران مستعدة تماما‏,‏ ونعتبر أن التهديدات يمكن أن تتحقق‏,‏ نحن لسنا نائمين‏,‏ والشعب الواعي هو الذي يستعد دوما‏..‏ لكن أؤكد لك أن العواقب ليست سهلة ولا معلومة‏..‏ اذا قامت أمريكا بأي هجوم سيكون هو آخر هجوم تقوم به في تاريخها‏,‏ وقدرة إيران العسكرية ضخمة‏,‏ لكن لا تتقارب مع أمريكا‏..‏ لكن اذا ضربت أمريكا إيران بوكس‏,‏ ممكن تضربها طهران صفعة‏,‏ وتكون الصفعة أقوي من البوكس‏!!‏
‏*‏ معروف أن السلاح النووي للردع‏,‏ ولم يحدث أن تم استخدامه إلا في نجازاكي وهيروشيما‏..‏ أنتم تدعون أن لديكم أسلحة ردع أخري فماذا تقصدون؟
‏{‏ الشعب هو أكبر سلاح ردع‏,‏ خاصة اذا كان مع الحكومة‏,‏ لا تستطيع أي قوة في العالم أن تخضعه‏,‏ وليست فيتنام ببعيدة عنا‏,‏ ولدينا تجربة الحرب مع العراق‏,‏ وكانت الثورة في بدايتها‏,‏ وإيران في أضعف حالاتها‏,‏ بعد تفكيك الجيش‏,‏ والعالم كله يقف مع العراق‏,‏ ومع هذا انتصرنا‏,‏ والآن تبدل الحال ووصلت إلي ما وصلت إليه الجمهورية الإسلامية من تقدم‏,‏ ولدينا الملايين مستعدون للتضحية بأنفسهم‏.‏
‏*‏ هناك تقارير غربية تحدثت عن مشكلات في وجود اليورانيوم في إيران‏..‏ ما صحة هذه المعلومات‏,‏ وكيف تواصل إيران العمل خاصة بعد إعلان عزمها إنشاء‏10‏ مفاعلات نووية جديدة؟
‏{‏ لسنا أغنياء في اليورانيوم مثل النفط‏,‏ لكننا نقوم حاليا بمسح ثلثي إيران بحثا عنه ولدينا أمل في اكتشاف مناجم أخري‏,‏ ولقد اكتشفنا منجما لليورانيوم سيعلن عنه الرئيس أحمدي نجاد قريبا‏,‏ وأنا متفائل جدا‏.‏
‏*‏ هل تدق أمريكا طبول الحرب فعلا‏..‏ أم أن ما يحدث هو حرب نفسية تأخذ شكل تراشق لفظي فقط سوف يفضي الي تفاهم غربي إيراني؟
‏{‏ الغرب حتما سيتفاهم مع إيران لأنها دولة قوية‏,‏ ونحن الآن أقوي من ذي قبل‏,‏ ولدينا قناعة واطمئنان بذلك‏,‏ ولا يوجد أي حلول غير التفاهم‏.‏
‏*‏ البعض يقول إن هناك تفاهما ما‏,‏ يجري أو جري تحت الطاولة؟
‏{‏ صالحي يرد هروبا من الاجابة ومبتسما‏:‏ لم أكن تحت الطاولة‏!!‏
وفي نهاية الحوار‏,‏ حملني السيد علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية بإيران‏,‏ التحيات لمصر حكومة وشعبا‏,.‏ مؤكدا أن مصر في طليعة البلدان الإسلامية الرائدة‏,‏ مشددا علي أن المصريين شعب رائد وصاحب حضارة عريقة‏..‏
الإثنين المقبل‏:‏ لقاءان مع خاتمي ومستشار نجاد

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.