حيثيات «الإدارية العليا» لإلغاء الانتخابات بدائرة الدقي    وزيرتا التنمية المحلية والتضامن ومحافظ الغربية يتفقدون محطة طنطا لإنتاج البيض    تعرف على مشروع تطوير منظومة الصرف الصحي بمدينة دهب بتكلفة 400 مليون جنيه    نائب محافظ الجيزة وسكرتير عام المحافظة يتابعان تنفيذ الخطة الاستثمارية وملف تقنين أراضي الدولة    إما الاستسلام أو الاعتقال.. حماس تكشف سبب رفضها لمقترحات الاحتلال حول التعامل مع عناصر المقاومة في أنفاق رفح    الجامعة العربية تحتفى باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى    شبكة بي بي سي: هل بدأ ليفربول حياة جديدة بدون محمد صلاح؟    إبراهيم حسن يكشف برنامج إعداد منتخب مصر لأمم أفريقيا 2025    وادى دجلة يواجه الطلائع ومودرن سبورت وديا خلال التوقف الدولى    الأهلي أمام اختبار صعب.. تفاصيل مصير أليو ديانج قبل الانتقالات الشتوية    أحمد موسى: حماية الطفل المصري يحمي مستقبل مصر    حكم قضائي يلزم محافظة الجيزة بالموافقة على استكمال مشروع سكني بالدقي    خطوات تسجيل البيانات في استمارة الصف الثالث الإعدادي والأوراق المطلوبة    الثقافة تُكرم خالد جلال في احتفالية بالمسرح القومي بحضور نجوم الفن.. الأربعاء    مبادرة تستحق الاهتمام    مدير وحدة الدراسات بالمتحدة: إلغاء انتخابات النواب في 30 دائرة سابقة تاريخية    انطلاق فعاليات «المواجهة والتجوال» في الشرقية وكفر الشيخ والغربية غدًا    جامعة دمنهور تطلق مبادرة "جيل بلا تبغ" لتعزيز الوعي الصحي ومكافحة التدخين    أسباب زيادة دهون البطن أسرع من باقى الجسم    مصطفى محمد بديلا في تشكيل نانت لمواجهة ليون في الدوري الفرنسي    رئيس الوزراء يبحث مع "أنجلوجولد أشانتي" خطط زيادة إنتاج منجم السكري ودعم قطاع الذهب    هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب    "وزير الصحة" يرفض بشكل قاطع فرض رسوم كشف على مرضى نفقة الدولة والتأمين بمستشفى جوستاف روسي مصر    محافظ جنوب سيناء يشيد بنجاح بطولة أفريقيا المفتوحة للبليارد الصيني    أمينة الفتوى: الوظيفة التي تشترط خلع الحجاب ليست باب رزق    وزير العدل يعتمد حركة ترقيات كُبرى    «بيت جن» المقاومة عنوان الوطنية    بعد تجارب التشغيل التجريبي.. موعد تشغيل مونوريل العاصمة الإدارية    عبد المعز: الإيمان الحقّ حين يتحوّل من أُمنيات إلى أفعال    استعدادًا لمواجهة أخرى مع إسرائيل.. إيران تتجه لشراء مقاتلات وصواريخ متطورة    دور الجامعات في القضاء على العنف الرقمي.. ندوة بكلية علوم الرياضة بالمنصورة    الإحصاء: 3.1% زيادة في عدد حالات الطلاق عام 2024    الصحة العالمية: تطعيم الأنفلونزا يمنع شدة المرض ودخول المستشفى    الرئيس السيسي يوجه بالعمل على زيادة الاستثمارات الخاصة لدفع النمو والتنمية    وزير التعليم يفاجئ مدارس دمياط ويشيد بانضباطها    من أول يناير 2026.. رفع الحدين الأدنى والأقصى لأجر الاشتراك التأميني | إنفوجراف    وزير الخارجية يسلم رسالة خطية من الرئيس السيسي إلى نظيره الباكستاني    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لتطوير المناطق المحيطة بهضبة الأهرامات    إعلان الكشوف الأولية لمرشحي نقابة المحامين بشمال القليوبية    موعد شهر رمضان 2026 فلكيًا.. 80 يومًا تفصلنا عن أول أيامه    وزير الثقافة يهنئ الكاتبة سلوى بكر لحصولها على جائزة البريكس الأدبية    رئيس جامعة القاهرة يستقبل وفد جودة التعليم لاعتماد المعهد القومي للأورام    الإسماعيلية تستضيف بطولة الرماية للجامعات    وزير الإسكان يتابع تجهيزات واستعدادات فصل الشتاء والتعامل مع الأمطار بالمدن الجديدة    دانيلو: عمتي توفت ليلة نهائي كوبا ليبرتادوريس.. وكنت ألعب بمساعدة من الله    ضبط 846 مخالفة مرورية بأسوان خلال حملات أسبوع    تيسير للمواطنين كبار السن والمرضى.. الجوازات والهجرة تسرع إنهاء الإجراءات    مصطفى غريب: كنت بسرق القصب وابن الأبلة شهرتى فى المدرسة    شرارة الحرب فى الكاريبى.. أمريكا اللاتينية بين مطرقة واشنطن وسندان فنزويلا    صندوق التنمية الحضرية : جراج متعدد الطوابق لخدمة زوار القاهرة التاريخية    وزير الخارجية يلتقي أعضاء الجالية المصرية بإسلام آباد    صراع الصدارة يشتعل.. روما يختبر قوته أمام نابولي بالدوري الإيطالي    إطلاق قافلة زاد العزة ال83 إلى غزة بنحو 10 آلاف و500 طن مساعدات إنسانية    اتحاد الأطباء العرب يكشف تفاصيل دعم الأطفال ذوي الإعاقة    تعليم القاهرة تعلن خطة شاملة لحماية الطلاب من فيروسات الشتاء.. وتشدد على إجراءات وقائية صارمة    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للتدريب المشترك « ميدوزا - 14»    مركز المناخ يعلن بدء الشتاء.. الليلة الماضية تسجل أدنى حرارة منذ الموسم الماضى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المبعوث الأمريكي إلى سوريا يكشف ل"بوابة الأهرام" سيناريوهات واشنطن لمستقبل دمشق ودور مصر المحوري| صور
نشر في بوابة الأهرام يوم 01 - 11 - 2018

تواجد القوات الأمريكية في سوريا مرهون فقط بالهزيمة الكاملة لداعش.
الاتهامات الروسية لنا بنقل إرهابيين من سوريا لإقامة دولة كردية سخيفة وتنتمي لعصر الحرب الباردة.
نتمنى انعقاد لجنة الدستور في نوفمبر بجنيف لبدء وضع الدستور.
مغادرة كل القوات الإيرانية من سوريا أمر ليس سهلا ولكنه ليس مستحيلا.
إستراتيجيتنا تقوم على هزيمة داعش وانسحاب إيران وإرساء عملية سياسية في سوريا.
أكد جويل رايبيرن، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى والمبعوث الخاص لسوريا في حديثه مع بوابة الأهرام، أن وجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا مشروط فقط باستكمال الهزيمة الكاملة لداعش.
ووصف رايبيرن - الذي تم تعيينه في يوليو الماضي، وعمل سابقًا كمدير لإدارة إيران والعراق وسوريا ولبنان في مجلس الأمن القومي الأمريكي وقبلها كضابط بالجيش الأمريكي اتهام وزير خارجية روسيا لأمريكا بأنها تنقل الإرهابيين من سوريا إلى العراق وأفغانستان لإقامة دولة كردستان بأنها سخيفة وتتبع نهج الحرب الباردة.
وأوضح لدى زيارته الأولى لمصر الأسبوع الماضي، أن بلاده ترى أن أي ترتيبات تتخذ بشأن المستقبل السياسي لسوريا يجب أن تتم تحت رعاية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، معربا عن أمله في أن تنعقد اللجنة الدستورية في جنيف في نوفمبر لوضع دستور لسوريا بأسرع ما يمكن.
- ما هو الهدف من زيارتك لمصر؟
هى أول زيارة لى لمصر، والهدف هو التشاور لأن الفريق الأمريكى العامل فى سوريا يعمل على مقربة من نظيره المصرى، ومن المهم جدا أن نعمل معا من أجل التوصل إلى حل فى سوريا، نحن نؤمن - مع مصر وشركائنا في منطقة الخليج - بأن هناك حاجة إلى حل قوي في سوريا ومن الأهمية بمكان بالنسبة لبقية العالم العربي أن يتشاركوا فى المساعدة على تخفيف معاناة السوريين والوصول إلى نهاية سلمية للأزمة، كما أن كلا من مصر والولايات المتحدة عضوان في المجموعة المصغرة لسوريا التي تضم الولايات المتحدة، ومصر، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة العربية السعودية والأردن، ولقد عملنا بشكل وثيق معا من أجل أن نعيد تنشيط العملية السياسية للتوصل إلى حل للأزمة، ولهذا فإن زيارتى تأتى فى هذا الإطار، حيث التقيت مع نظرائى من المسئولين المصريين وكذلك من الجامعة العربية لإيجاد طرق للعمل معاً لإعطاء دفعة زخم للعملية السياسية.
ما هى الإستراتيجية الأمريكية تجاه سوريا خاصة؟
هى إستراتيجية واضحة جداً بالنسبة لنا، ولدينا توجيهات واضحة من الرئيس ترامب ووزير الخارجية بومبيو وغيره من الزعماء الأمريكيين بأن تعمل إستراتيجية الولايات المتحدة نحو تعزيز متبادل لثلاثة أهداف وهى، أولا: هزيمة مشتركة ل" داعش"، بمعنى استكمال الحملة ضد داعش لتنحيتهم من الأراضى السورية، ثم القيام بالأنشطة التي تضمن عدم قدرتهم على الوصول والعودة إلى المناطق التي تم تحريرها من قبل التحالف وشركائه، وثانيا: وكما أكدت الولايات المتحدة بوضوح أننا نرى أنه من الضروري أن يتم سحب جميع القوات الإيرانية من جميع الأراضي السورية بسبب الدور الذي لعبوه في سوريا وفي أماكن أخرى، وهو دور يسعى لزعزعة الاستقرار ويؤدى للكثير من العنف وتأجيج الصراع، ولهذا فإنه يجب على القوات الإيرانية مغادرة سوريا من أجل أن نرى استقرارا للوضع السوري، ثالثا: للإستراتيجية الأمريكية هو أننا نحتاج إلى رؤية تسوية سياسية للنزاع فى سوريا تحت رعاية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وإطار مؤتمر جنيف، وتلك هي المحاور الرئيسية لإستراتيجيتنا فى سوريا، وأيضا هناك عناصر أخرى مهمة، على سبيل المثال فإن الولايات المتحدة وأطراف أخرى ترى أنه من المهم جدا منع انتشار الأسلحة الكيميائية وأسلحة الدمار الشامل.
هل هناك جدول زمنى لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟
لا يوجد جدول زمنى والأمر مشروط بهزيمة داعش، فوجود القوات العسكرية الأمريكية في سوريا مرتبط بالحملة ضد داعش، وبالتالي فإن شرط مغادرة القوات الأمريكية هو استكمال الهزيمة الكاملة لداعش، لذلك ستبقى القوات الأمريكية في سوريا حتى تحقيق ذلك، كما أن هناك نهجا أمريكيا أكثر عمومية، فنحن نركز أيضا على استخدام أدواتنا لإخراج القوات الإيرانية والتوصل إلى حل سياسي، لكن مهمة القوات العسكرية الأمريكية تركز على داعش.
هل سيكون للولايات المتحدة دورا فى إعادة إعمار سوريا؟
موقف الولايات المتحدة هو ضرورة تحقيق تقدم فى العملية السياسية، وبالتالى لن تكون هناك مساعدات أمريكية لإعادة الإعمار، ولن تدعم الولايات المتحدة مساعدات من أى جهة أخرى لإعادة الإعمار إلى أن يتم تحقيق تقدم لا رجعة فيه في العملية السياسية لحل النزاع بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2254، ولكن هذا أمر يختلف عن تمويل الاستقرار، على سبيل المثال هناك إيعاز من الرئيس ترامب إلينا بمراجعة تمويل تحقيق الاستقرار، وهو التمويل الذي يستخدم لتثبيت الاستقرار في الأراضي التي تم تحريرها من داعش أو التي تحتاج إلى تعزيزات ضد داعش، والنقطة هي أن المراجعة كانت للتأكد من أن هناك مساهمة من بقية دول المنطقة والمجتمع الدولي لتلك المهمة، لأن الولايات المتحدة لديها دور عسكري كبير كجزء من التحالف الدولى في العراق وسوريا، وبالتالي أرادت القيادة أن ترى المساهمة الكاملة من الشركاء والحلفاء الآخرين، ونريد أن نرى ذلك، ولدينا مشاريع مع شركائنا وحلفائنا تتجاوز في الواقع مقدار تمويل الاستقرار الذي توقعت الولايات المتحدة الحاجة إليه، وتختلف مشاريع تثبيت الاستقرار عن إعادة البناء، مثلا نحن بصدد إزالة الألغام التي وضعتها داعش فى مناطق مثل مدينة الرقة، والتي تعتبر واحدة من أكثر الأماكن المزروعة بالألغام التي رأيناها على الإطلاق، وقد وضعها داعش لمنع المدينة من العودة للحياة، وكذلك فإن تثبيت الاستقرار يعني أيضا إزالة العراقيل من الشوارع حتى يتمكن الناس من التحرك، ومحاولة استعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصرف الصحي، هذا يختلف عن إعادة الإعمار.
ما هو ردكم على اتهامات سيرجى لافروف وزير خارحية بخصوص نقل الإرهابيين من سوريا إلى العراق وأفغانستان؟
كل تلك الاتهامات خاطئة، بل أن الاتهام الأول سخيف، والولايات المتحدة لم تفعل هذه الأشياء، فهى تشن حملة ضد الإرهابيين في سوريا والعراق وأفغانستان، ومن المثير للدهشة تماما أن يكون هناك مثل هذا النوع من الادعاء، وهناك أسلوب لوضع الكثير من المعلومات المضللة، وهو من النموذج السوفييتي، من الحرب الباردة، عن طريق نشر المعلومات المضللة طوال الوقت، وهناك تراجع مستمر في هذا النوع من الدعاية، بالنسبة للقضية الكردية، أود فقط أن أقول إن موقف الولايات المتحدة هو أننا ندعم فكرة سوريا موحدة، ونؤيد سلامة أراضي سوريا، ونحن لا نحاول إنشاء دولتين منفصلتين داخل سوريا، ونعتقد أنه يجب ضمان الحقوق المدنية وحقوق الإنسان لجميع السوريين، ولكن هذا لا يعني أننا ندعم الانفصال لأي مجموعة داخل سوريا.
كيف تنظر إلى القمة الرباعية بين تركيا وروسيا وألمانيا؟
الولايات المتحدة لم تكن طرفا فى هذه القمة، وموقفنا أن العملية السلمية الصحيحة هى عملية جنيف ونحن نؤيد المسار السياسي التابع للأمم المتحدة، وبالتالى فإن أى إجراءات تتم فى إطار العملية السياسية للملف السورى يجب أن تتم تحت غطاء قرار مجلس الأمن رقم 2254 وخريطة الطريق التى وضعتها الأمم المتحدة.
كيف تنظر الولايات المتحدة للمطامع التركية في سوريا؟
تركيا دولة حليفة لنا فى حلف الناتو ونريد أن نرى استيفاء لمخاوفها الأمنية المشروعة، وعلى المدى البعيد فإن الولايات المتحدة تريد رؤية جميع القوات الأجنبية خارج سوريا بما في ذلك القوات الأمريكية، لذلك نحن لا ندعم احتلالاً عسكرياً لأي أرض في سوريا، نحن لسنا موجودين هناك بصفة دائمة، بل نحن متواجدون لمهمة عسكرية محددة، ونؤمن أنه إذا ما تحققت الأهداف النهائية وهى التوصل لتسوية سياسية ورحيل القوات الإيرانية وهزيمة لداعش فيجب وقتها أن ترحل كل القوى الأجنبية عن الأراضى السورية وأن يكون هناك عودة لمقدار المشاركة الأجنبية فى سوريا قبل عام 2011.
هل يمكن أن يتكرر سيناريو السيطرة الإيرانية في سوريا كما حدث في العراق؟
أنا لا أوافقك على أن الإيرانيين يسيطرون على العراق، فهناك الكثير من الاستياء داخل العراق ضد التدخل الإيراني والمليشيات التي يدعمها النظام الإيراني داخل العراق، فالكثير من العراقيين تعبوا من اليد العليا لبعض هذه الجماعات، والتي تعتبر الولايات المتحدة العديد منهم جماعات إرهابية، وأعتقد أن الصورة الأكبر هي أن النظام الإيراني على نحو متزايد في السنوات القليلة الماضية، تسبب في زعزعة الاستقرار في العالم العربي، فقد شهدنا تدخلًا عسكريًا من قبل النظام الإيراني في الدول إلى مستوى لم يسبق له مثيل، وهم يشعلون الحروب الأهلية والصراعات، بما في ذلك محاولة استقطاب السكان المحليين على أسس طائفية في العديد من البلدان، ويبدو أن هذه هي إستراتيجيتهم الحالية لزعزعة استقرار هذه الدول والاستفادة من صراعاتهم الداخلية التي يساعدون على خلقها في العالم العربي لإنشاء نقاط تمركز عسكرية يمكن استخدامها لتهديد البلدان الأخرى في المنطقة، ونرى هذا النمط يكرر نفسه في اليمن ولبنان والآن في سوريا، هذا هو السبب في أن الإستراتيجية الأمريكية تركز على ضرورة مغادرة القوات والمليشيات الإيرانية من كل سوريا، وهو أمر لن يكون سهلا ولكنه ليس مستحيلا.
البعض يعتقد أن الإصرار الأمريكي على انسحاب إيران هو فقط بهدف حماية إسرائيل؟
لا ليس فقط لحماية إسرائيل، ومن الواضح أن النظام الإيرانى يحاول إيجاد قدرة عسكرية داخل سوريا لتهديد إسرائيل، ولكن نفس هذه القدرة العسكرية تهدد الأردن ولبنان وتركيا ويمكن أن تمثل تهديدا أيضا للعراق ومصر ودول الخليج، ولا أعتقد أن الطموح الإيراني يمتد فقط لإسرائيل، ورأيي الشخصي أنهم يسعون للسيطرة على المنطقة بأسرها.
هل جرت مباحثات أمريكية روسية حول إرسال موسكو لنظم صورايخ S- 3000؟
إن موقف واشنطن والرسالة التى أرسلتها لحلفائها وللأطراف الأخرى هى أن تقديم هذا النوع من المنظومة من الصواريخ لسوريا ستكون خطوة خطيرة، ولديها القدرة على إيجاد مزيد من الخلاف، ونرى أنها يمكن أن تصعد من الخلافات وتجعل الموقف أكثر سوءا ولهذا فإننا بالتأكيد قدمنا النصيحة لكل الأطراف بأنها خطوة يجب عدم اتخاذها.
كيف تنظر واشنطن لفكرة سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد على 90٪‏ من الأراضي السورية؟
لا ليس حقيقيا، فقوات النظام السورى ضعيفة نسبيا، ولكى أكون صريحا معك فإنهم يسيطرون على نصف الأراضى السورية وربما أكبر من النصف بقليل ويسيطرون على أقل من نصف السكان، والسيطرة لديهم تأتى من تواجد قوات الجيش الروسي والقوات التابعة للنظام الإيراني، وحتى مع هذا الدعم العسكري فإن الأسد يسيطر فقط على نصف أراضى الدولة تقريبا، وهذا يعنى أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع، بل يجب أن يكون هناك حل سياسي للصراع، وهذا هو السبب في أن الولايات المتحدة تؤيد تهدئة الصراع، وتجميد القتال في أماكن مثل إدلب، ونقل القضية إلى المسار السياسي، أى إيقاف القضية على المسار العسكري ونقلها إلى المسار السياسي، وهذا هو السبيل الوحيد.
وماذا عن إشكالية وضع الدستور في سوريا؟
أنا متفائل بشأن المسار السياسي، والسبب في ذلك هو أن العالم بأسره يستطيع أن يرى أن الحل العسكري لم يعد متاحًا، ولهذا السبب اجتمعت مجموعة صغيرة من وزارات الخارجية بما في ذلك مصر في نيويورك في 27 سبتمبر الماضي للدفع باتجاه الحل السياسي ونحن متفائلين، كمجموعة نرى فرصة أو نافذة أمل لأن القتال قد هدأ في معظم سوريا، ولكن لاتزال البلاد منقسمة والأسباب السياسية للحرب لم تحل، وهذا يعني أن هناك نافذة للانتقال إلى العملية السياسية، نحن نتحلى بالمرونة فيما يتعلق بالوقت، فالنقطة الآن هي لإعادة العملية السياسية وتحريكها، وبمجرد الانتهاء من ذلك، سيبتعد الناس عن ساحة المعركة ويحاولون حل قضاياهم وينتقلون إلى العملية السياسية.
هل تعتقد أن اتفاق إدلب بين روسيا وتركيا يمكن أن يساعد في الحد من تأثير الجماعات الإرهابية في سوريا؟
هناك عدد صغير من الإرهابيين داخل إدلب وهذا من منظور الولايات المتحدة وآخرين في المنطقة، فحزب الله منظمة إرهابية، الفاطميون، لواء زينبيون، وهي أيضا منظمات إرهابية، إذا إدلب ليست المكان الوحيد الذي توجد فيه مشكلة إرهابية، بما في ذلك في الشمال الشرقي، لانزال نواجه مشكلة مزرية نحاول حلها، نعتقد أن الاتفاق الذي أبرمته روسيا مع تركيا في يوم 17 سبتمبر، حول وقف إطلاق النار في أدلب هو خطوة إيجابية، لقد كنا متفائلين بحذر حيال ذلك، وقد مر أكثر من شهر على الاتفاق، وانخفض مستوى العنف بالفعل، وهذا يعني أن هناك فرصة للتحول إلى العملية السياسية، ومازلنا نشعر بالقلق من أن هناك مجموعات ستحاول إخماد اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب ويشمل ذلك قوات نظام الأسد، ولا نثق بهم أو بالنظام الإيراني فى أنهم سيحاولون إفساد الاتفاقية، ونأمل أن يتم اتخاذ خطوات لضمان أن تكون حالة إطلاق النار هذه دائمة.
هل هناك جدول زمني لبدء مسار سياسي حقيقي؟
أعتقد أنه ينبغي عقد اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف في نوفمبر، ويجب أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، كان لدينا أمل في أن يتم هذا حتى قبل ذلك الموعد، لا نرى أي سبب لعدم تمكن اللجنة الدستورية من الاجتماع في المستقبل القريب جداً، لقد حان الوقت للمضي قدماً ودعوة المندوبين إلى جنيف وبدء وضع الدستور.
هل استقالة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا مؤخرا لها دلالة على أي شيء؟
أسبابه الرئيسية للاستقالة كانت شخصية، أنا أعرف دى ميستورا منذ وقت طويل، ولديّ قدر كبير من الثقة به، لقد رأيته يعمل في العراق وأفغانستان وسوريا، وهو يقوم بعمله في سوريا منذ حوالى أربع سنوات ونصف، ويجب أن نركز انتباهنا على نافذة الأمل وفرصة الحل التي ساعد هو نفسه في خلقها، فنحن الآن، نمتلك بالفعل فرصة لإنشاء لجنة دستور في المستقبل القريب جداً في جنيف ويمكن أن تبدأ في العمل من خلال عناصر الدستور الذي يحتاج إلى إعادة صياغته أو تنقيحه لتغيير ترتيبات الحكومة في سوريا.
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر؟
أولاً، المشكلة السورية هي مشكلة تؤثر على المنطقة بأكملها، إذا لم يتم إيقاف القتال فسيشتعل الموقف ولن يكون هناك سبب لعدم انتشاره ليصبح خطراً على بقية المنطقة، ولهذا السبب فإن جيران سوريا لديهم مهمة حيوية في محاولة مساعدة السوريين على حل النزاع، ومصر بالتأكيد لديها دورا تلعبه، فهناك مشكلة من التواجد العسكرى لقوات النظام الإيراني ومشكلة اللاجئين ومشكلة الإرهابيين، بالإضافة إلى خطر الصراع بين دول المنطقة، وهذه كلها مشاكل خطيرة بالنسبة للدول المحيطة بسوريا بما في ذلك مصر، وهو أمر يجب علينا حله معا.
كيف ترى العلاقة المصرية الأمريكية في المرحلة الحالية؟
العلاقات المصرية الأمريكية بمفهومها الواسع تتعدى اختصاصاتي، ولكن ما أستطيع قوله هو أن علاقتنا قوية جدا بالنسية لقضية سوريا، فنحن نتشارك الأهداف معاً، وكان من المفيد جداً لنا أن يتم التشاور مع نظرائنا المصريين لأنهم دبلوماسيون ماهرون جداً، وكانت نصائحهم مفيدة لنا، ولديهم القدرة على تجميع المجموعات الصغيرة في برنامج مشترك والدفع باتجاه العملية السياسية.
جويل رايبيرن المبعوث الامريكى لسوريا خلال حواره لبوابة الاهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.