مسجد النور أحد معالم القاهرة الحضارية، وواحد من أجمل مساجد القاهرة الحديثة، كان مصدر إزعاج للنظام السابق، وكان إحدي نقاط انطلاق المظاهرات خلال ثورة 25 يناير، وبعدها أصبح نقطة انطلاق أخرى، للمظاهرات والمليونيات التي شهدتها القاهرة. بداية نشأة المسجد ترجع إلى الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس حيث إنه مؤسس جمعية الهداية الإسلامية وهو من قام بجمع تبرعات من أجل بناء هذا المسجد في منطقة العباسية في سبعينيات القرن الماضي أيام الرئيس الراحل السادات، وظل المسجد تابعًا لجمعية الهداية الإسلامية حتى منتصف الثمانينيات عندما توترت العلاقات بين الشيخ حافظ سلامة وبين الرئيس مبارك بسبب دعوته لعمل مسيرات خضراء معارضة كان يعتزم تنظيمها في اتجاه قصر القبة فتم ضم المسجد عام 1986إلى تبعية وزارة الأوقاف. وفي عام 2001 صدر حكم قضائي من المحكمة الإدارية العليا بتمكين الشيخ حافظ سلامة وجمعية الهداية الإسلامية من ملحقات المسجد على أن تبقى تبعية المسجد لوزارة الأوقاف، ولكن نظرًا للظروف الأمنية في هذا الوقت لم يكن من الممكن أن يتم تنفيذ الحكم. وإبان اندلاع ثورة 25 يناير كان مسجد النور نقطة انطلاق لمسيرات ضخمة تتجه نحو ميدان التحرير، وكان المسجد يعد كابوسًا مزعجًا بالنسبة لقوات الأمن، وبعد الثورة سارع الشيخ حافظ سلامة وأنصاره بالسيطرة على المسجد وإعلان تبعيته لجمعية الهداية ومنع الشيخ أحمد ترك إمام المسجد من صعود المنبر حتى استغاث وزير الأوقاف بالجيش لتمكين إمام المسجد من المنبر وانتهت الأزمة بعد تدخل من مختلف المستويات في الدولة. وعلى المستوى الأمني يعد مسجد النور مصدر إزعاج بعد الثورة، ففيه دائمًا يختبئ المتظاهرون المطاردون من قوات الشرطة العسكرية بعد يوم حافل من المظاهرات والمطاردات. ولا يمكن نسيان واقعة العباسية الشهيرة عندما نظمت حركة 6 أبريل مسيرة كبيرة نحو وزارة الدفاع واشتبكت وقتها مع أهالي العباسية ووقعت اشتباكات دامية بين الطرفين لجأ خلالها المتظاهرون إلى الاحتماء بمسجد النور الذي ظل محاصرًا من قبل الأهالي طوال الوقت وسط استغاثات من المتظاهرين بتأمين خروجهم وعودتهم مرة أخرى إلى ميدان التحرير. وعاد مسجد النور يظهر على الساحة من جديد إبان اشتباكات ميدان العباسية التي وقعت أمس بين المتظاهرين، وبين قوات الجيش وبعض الأهالي، وفض اعتصام المتظاهرين أمام وزارة الدفاع ومطاردتهم حتى ميدان العباسية. واعتقد المتظاهرون أن ميدان العباسية سيكون نهاية المطاف في مطاردة القوات لهم ولكنهم فوجئوا بمواصلة مطاردتهم فارتبكوا ولم يجدوا أمامهم سوى مسجد النور للاحتماء به، خاصة الفتيات اللائي لم يتمكن من مواصلة الركض ودخلن المسجد، ولكن قوات الجيش اقتحمت المسجد وقبضت على كل من فيه وأحالتهم للنيابة العسكرية بمدينة نصر وتم تحويل الفتيات منهن إلى سجن القناطر للنساء.