أسبوع ملىء بوقائع كارثية، فلا يكاد يمر يوما حتى تكتب شهادة وفاة للبعض بطريقة إجرامية، فيفارقوا الحياة دون سابق إنذار وتنتهي حياتهم إما بطعنة سكين، أو ضربة فأس أو يموت مسمومًا، أو بطرق أخرى قد تكون أشد فظاعة وقسوة. وما يلفت الانتباه أن هذه الجرائم باتت تُرتكب بدم بارد بين الأهل والجيران؛ لأسباب تافهة يصورها الشيطان حينها ببراكين غضب تفجر صاحبه فيتخلص ممن أمامه لحظة انفعاله. وشهد الأسبوع الأخير، عامل قتل شقيقه بسبب خلاف مالي بسيط ببولاق الدكرور، أو ما حدث مع فلاح لقى مصرعه ولفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرًا بإصابته على يد خاله لخلافات على حائط فاصل بين منزلهما بالشرقية، أو ما كان أشد سوءًا عندما قتل عامل جاره بمساعدة ابنه بقليوب، بسبب معاتبه لهم على إلقاء القمامة أمام منزله، أما في المنوفية فبسبب خلافات الجيرة، تجرد عامل من مشاعره الإنسانية فسدد ضربة بمطواة صوب طالب يسكن في منطقته أودت بحياته في الحال. بسكين بارد مات الأب وهلك الولد كوارث الإنترنت وهوس البشر حول فضول التجربة دفعت شاب بإمبابة لبدء دوامة لعبة "الحوت الأزرق"، حتى عثر أهله على "مشنقة" معلقة داخل غرفته، فادعى الشاب أنها تحد من ضمن تحديات تلك اللعبة، فتطور الأمر إلى حديثه المستمر عن الثواب والعقاب، ثم أخبرهما أنه رسول مبعوث من عند الله ويرغب في تغيير الوضع من حوله بسبب الحرمانية التي تشوب حياته هو وأهله. ولم يمر الأمر مرور الكرام حتى نشبت مشادة كلامية بينه وبين والده، ثم تطورت إلى مشاجرة، فأسرع ذلك الشاب إلى المطبخ، وأحضر سكينًا وطعن والده 10 طعنات، وتركه غارقًا في دمائه، وسط صراخ وعويل من والدته المسنة التي استيقظت فور سماعها أنين زوجها لحظة تلقيه طعنات الغدر من ابنه. مراهق يقتل أم صديقه بعد حملها منه شياطين البشر تغزو بقاع الأرض، فتدمر النفس الإنسانية وتقتل سمات الإخلاص، كحال شاب عشريني بالمرج أقدم على قتل والدة صديقه الأربعينية، بعد حدوث علاقة غير شرعية بينهما، وكان دائم التردد على مسكنها بسبب وجود تلك العلاقة الآثمة التي تربط بينهما. وهددته بفضح أمره أمام ابنها وأهله إذا لم يتزوجها رسميًا، ولكونها حاملا منه فيجب الزواج منها وإلا ستخبر نجلها، فكان القتل مصيرها. الخال يأخذ بالثأر من الأب المتحرش أب بالصف خلع ثوب الرحمة والإنسانية فدفعه شيطانه للتحرش بابنته، فلم تستطع الأم كتمان الأمر أو التغاضي عنه، فلم تجد أحد تلجأ إليه وتستنجد له سوى شقيقها فقصدته لمساعدتها في إيقاف زوجها عند حده وترك ابنته المسكينة في حالها. لم يستطع الأخ السيطرة على أعصابه عند سماع كلمات الأم، فتوجه إلى ذلك الرجل غير السّوي وسريعًا ما نشب بينهما شجار حتى قتل الأخ زوج أخته. أم تخنق رضيعها تحت رعاية المرض النفسى استقبلت مستشفى البدرشين سيدة في منتصف العقد الثالث من عمرها تعاني من آلام الوضع وتم إدخالها لغرفة العمليات، وبعد عدة ساعات، أجريت لها عملية ولادة، ثم تركوها بصحبة رضيعها، لتقوم بعد ذلك بخنقه والتخلص منه، وبسؤالها على ما فعلته، أشارت بأنه كان يبكي كثيرًا فوضعته في سريره حتى يهدأ، وتم التحفظ عليها لعرضها على الطبيب النفسي وبيان عما إذا كانت تعاني من اضطراب نفسي أو أنه مجرد إدعاء لاتخاذ قرار بشأنها. الانتحار يدق الباب من جديد الانتحار فاجعة كبرى، عصية على الفهم، ودائمًا ما كان الدين والأخلاق حاجزًا وسدًا منيعًا أمام الرغبة في الانتحار، ورغم ذلك تظهر لنا الإحصاءات هذا الأسبوع بأن نسبة الانتحار في تزايد مستمر بشكل بشع. قد تدفع العاطفة إلى الانتحار، فعلى سبيل المثال شاب بالمنوفية يُلقي بنفسه من الطابق الرابع بسبب مشاكل نشبت بينه وبين محبوبته، أو انتحار فتاة بمصر القديمة رفض أهلها تزويجها من حبيبها، أو من عنفتها والدتها والتي نهرتها تتحدث مع شاب في التليفون فنشب بينهما الخلاف حتى أقدمت على الانتحار، أو لأسباب أخرى لم تكن دافعًا يستحق لأن يكتب إنسان شهادة وفاته بيده، كطالب بالمنيا يشنق نفسه بسبب رفض والده للتقديم له في جامعة خاصة، أو من عانى من المرض النفسي بسوهاج فلم يجد سوى عجلات القطار ليلقي نفسه أسفها.