جناة أم مجنى عليهن.. علاقة معقدة من قديم الأزل بين بعض الزوجات والحموات، معارك لا تنتهى وتصل إلى الطلاق، وفى بعض الأحيان القتل، "التحرير".. تستعرض جرائم قيدت ضد الحموات وزوجات أبنائهن. "ذبحت حماتها بسكين" فى محافظة الدقهلية، وقعت جريمة ذبح هزت المصريين، حيث قامت طبيبة بذبح حماتها بسبب الخلافات الأسرية. تلقى اللواء مصطفى النمر، مساعد وزير الداخلية لأمن الدقهلية، بعثور الأهالى على "عايدة .ع"، 60 سنة، ربة منزل، مقتولة ذبحا داخل شقتها بالقرية. كشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة نجل المجنى عليها، وتدعى "دعاء .ح"، 33 سنة، طبيبة بشرية بالوحدة الصحية بقرية كفر الطويلة، ومقيمة بقرية ميت عنتر، وتقوم بإعداد رسالة الماجستير فى تخصصها الطبى. وأضافت التحريات أن خلافات شديدة نشبت بين الطبيبة وزوجها ووالدته، مما اضطرها لمغادرة مسكن الزوجية وانتقالها للإقامة فى منزل والدها، وبعد أيام عادت الزوجة لمنزل الزوجية للحصول على بعض متعلقاتها فاكتشفت تغيير مفتاح باب الشقة، فنزلت إلى الطابق الأسفل حيث تسكن حماتها، وطلبت منها مساعدتها فى دخول شقتها، إلا أن حماتها رفضت وطالبتها بعدم العودة مرة أخرى، لذا نشبت مشادة بينهما انتهت بقيام الطبيبة بالاعتداء على حماتها وذبحها بسكين كانت تحتفظ به فى حقيبتها. "لعنة الحموات" واقعة أخرى شهدتها منطقة شبرا الخيمة، حيث أقدم عامل على قتل زوجته بمساعدة والدته، حيث اعترف الزوج أثناء تحقيقات النيابة: "زوجتى مهملة ولم أقصد قتلها، وأمى كانت تحاول تعليمها تربية الأولاد إلا أن زوجتى كانت لا تتقبل أى نصيحة من أمى، وكانت دائما ما تنشب بينهما المشاكل بسبب البيت وشغل المنزل". وقال المتهم فى اعترافاته التفصيلية، إن الخلافات بدأت تدب بينه وبين زوجته منذ العام الأول للزواج، وكذا بين أمه وزوجته بعد أن أنجبت طفلها الأول، حيث بدأت المشاكل تزيد بين والدته وزوجته بسبب شغل البيت، وعدم رعايتها للأولاد وإهمالها، فزادت المشاكل وأكثر من مرة أتدخل وأصلح بينهما، إلا أن زوجته كانت تتعامل بشكل غير مقبول، بل وأحيانا كانت الأم تقوم بضرب زوجة ابنها، حتى وجد زوجته تحاول ضرب والدته. ويستطرد: "يوم الحادث وقعت مشاجرة بينهما ووجدت زوجتى تشتم أمى فلم أتمالك نفسى، فانهلت عليها ضربا حتى سقطت على الأرض فاقدة للوعى، ونقلتها إلى مستشفى ناصر بشبرا الخيمة، ومنها إلى مستشفى الدمرداش بالقاهرة لخطورة حالتها وهناك وضعت طفلتها ولفظت أنفاسها. "العشاء الأخير" "لم تر أختى يوما حلوا مع زوجها بسبب حماتها، وكانت تعيش فى عذاب، وضرب مستمر من زوجها بسبب افتراءات حماتها، فقررت التخلص منها، فعزمت أختى وزوجها بمنزلي على الغداء، وتركتهم وتوجهت إلى منزل حماة أختى وقتلتها". بهذه الكلمات أقر "مصطفى .ق" خلال اعترافاته أمام ضباط شرطة قسم ثان أسيوط بعد إلقاء القبض عليه. وقال المتهم خلال التحقيقات، إن حماة شقيقتى دائما ما تتعمد إهانتها، واختلاق المشكلات، والكذب على زوجها بمواقف لم تحدث حتى يصل زوجها لدرجة أن يقوم بضربها وإهانتها، وكانت دائما ما توصى ابنها ألا يترك لها أى أموال. وأضاف المتهم، أن شقيقته جلست تشكو همها طوال ليلة الجريمة مع حماتها، والمشاكل التى تتعرض لها يوميا بسبب مضايقاتها وسط بكاء مستمر، متابعًا: "لم أتمالك نفسي مع بكائها فطلبت من شقيقتى أن تأتى وزوجها صباحا إلى منزلنا لأننى سأعزمهما على العشاء دون أن أوضح لها نيتى، وبالفعل جاءوا إلى مساكن الأربعين، حيث أسكن وتركتهم، وتوجهت إلى منزل شقيقتى حيث تسكن حماتها". وأكمل المتهم اعترافاته قائلا: طرقت الباب فردت المجنى عليها وقالت عايز أيه يا مصطفى فقلت لها "أنا جاى أسلم عليكم علشان بقالى فترة مجتش" وبعد تكرار السؤال قامت بإلقاء المفتاح لى فقمت بفتح الباب ودخلت حيث تسكن وجلست معها قليلا فقالت لى "تشرب أيه؟" فلقت لها أشرب شاى فدخلت إلى المطبخ لإعداد الشاى وأثناء تجهيزها الشاى قمت بذبحها وطعنها عدة طعنات، ووجدت بعض الإكسسوارات حريمى فقمت بأخذها حتى تظهر الجريمة وكأنها سرقة. وجبة إفطار بالسم "انتقمت منها بالسُم"، هكذا تخلصت ربة منزل من حماتها بقرية سرسموس التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، بعد أن تجردت من مشاعرها، وذلك عقب قيامها بدس السم لحماتها فى وجبة الإفطار، مما أودى بحياتها بسبب خلافات عائلية بينهما. "خطة إبليس" القاتلة زوجة لم تفلح فى إنجاب طفل ذكر لزوجها الذى يعمل فى إحدى الدول العربية، وتتعلق أمانيه بإنجاب «الولد»، فبعد إنجاب الأنثى الرابعة، كان الانفصال تنفيذا لقرار حماتها التى أملته على الزوج، فما كان من المتهمة حنان إلا أن انتقمت من العائلة كلها شر انتقام عندما استدرجت ابن شقيق زوجها وخنقته، وألقت جثته فى بيارة الصرف الصحى بالمنزل، واتهمتها حماتها بأنها وراء اختفاء حفيدها بسبب الغيرة التى كانت ظاهرة عليها بسبب أنها لم تنجب ذكرا! ورغم حالة الحزن والهلع التى طالت القرية بكاملها بعد الاختفاء المريب للطفل، فإن الحماة وزوجة ابنها لم يظهر عليهما شيء مريب برغم ما دار بينهما من صراع شيطانى، فقد اشترطت الحماة على زوجة ابنها القاتلة أن تأتيها بطفل من عائلتها لتقتله ثأرا لحفيدها، وبعدها يمكن أن تسمح لها بالعودة لابنها، فما كان من الزوجة إلا أنها نفذت لها رغبتها الشيطانية، فأتت بطفل آخر وسلمته لها لتشفى غليلها منها بقتل الطفل، غير أن قتل الطفل لم يشبع رغبة الحماة، خاصة أنه ليس قريبا للزوجة القاتلة. وقد سيطرت على الزوجة القاتلة رغبة محمومة وتعطش وحشى للدماء، وفى هذه المرة كانت الضحية التى دفعت ثمن هذه الرغبات الدموية طفلة لم تكمل الرابعة من عمرها، فاستدرجت الزوجة الطفلة بالطريقة نفسها وتخلصت منها بالطريقة نفسها أيضا!. ولم تكف مجموعات من أهالى القرية عن البحث فى كل مكان عن الأطفال الثلاثة فى كل مكان فى القرية وما حولها، ولكن كل المحاولات كانت تصطدم بالخيبة والفشل مع المزيد من الرعب، وبدأت العقول تصدق ما يشاع من قصص عن عصابات بيع أعضاء الأطفال، وبدأت الشبهات تتردد حتى بدأ الناس يتهمون بعضهم. مع كل هذا الحزن والهلع، فإن الصراع بات سريا بين الحماة وزوجة ابنها، كانت الحماة ما زالت عطشى للانتقام لقتل حفيدها، وكانت الزوجة القاتلة لا تزال تهتم بأن تزرع الحزن فى قلب أى أم جديدة، وكان شرط الحماة عليها حتى تتم عودتها للمعيشة مع ابنها فى بيت العائلة، أن تختم مع الزوجة هذا المسلسل الدامى بقتل طفل لصيق القرابة بها، ومن صميم أسرتها، ولا يكفى أن يكون من العائلة، ولأن حنان صارت تتملكها شهوة التعطش للدماء الطاهرة البريئة، ولو كانت من أقرب الناس لها، اختارت طفل شقيقها الذى يسكن فى بيت أبيها، لكن عندما دوت صرخة أم محمد بإعلان اختفائه، ثارت ثائرة القرية وكان البلاغ الرابع لأجهزة الأمن. اتخذ فريق البحث المكون من ضباط مباحث مديرية أمن سوهاج ومركز دار السلام، طريقه إلى القرية، حيث تم نشر عدة ارتكازات أمنية مدعمة بمدرعات الشرطة فى القرية، حيث تابع اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن العام الجهود للوصول إلى حل لتلك الألغاز المرعبة. أثناء وجود فريق البحث الجنائى، فى منزل أسرة الطفل المختفى، لاحظ أحد الضباط ارتباك سيدة عند هبوطها من أعلى سطح المنزل، وهذه السيدة لم تكن سوى عمة الطفل، والتى بدت عليها علامات تثير الريبة وهى تهبط على السلم، ولكن عندما صعد الضباط إلى السطح، حيث توجد على السطح الأفران البلدية التقليدية المنتشرة فى بيوت قرى الصعيد، كانت النيران قد اشتعلت فى الفرن وفيما حوله فأسرع الضباط والأهالى بإخماد الحريق، ولم يكن أحد يتصور أن هذا الحريق هو الحلقة الأخيرة فى مسلسل الرعب، حيث عثر الضباط على جثة الطفل التى لم تكن قد تفحمت من جراء الحريق بشكل كامل وكان من اليسير أن يتم التعرف على الطفل. كانت المتهمة قد استدرجته إلى السطح وقامت بقتله وأخفته فى الفرن، ريثما تدبر أمر إخفاء جثته كما حدث مع من سبقه، ولكن عندما فوجئت بحضور المباحث، دفنته فى رماد الفرن ثم أشعلت النيران على جثة الطفل. وقد ألقت المباحث القبض على المتهمة التى أدلت بكل تفاصيل جرائمها السابقة، كما كشفت عن دور حماتها التى كانت قد أخذت منها يوسف الطفل الثانى ولم يظهر له أثر بعدها. "انتحار" أقدم فراش على الانتحار بسبب مروره بحالة اكتئاب، بعد نشوب خلافات بين زوجته ووالدته داخل شقته؛ حيث هددته والدته بالتبرؤ منه طوال حياتها، وتركت زوجته المنزل بسبب عدم تحملها الحياة مع والدته، فأصيب بحالة من الاكتئاب فقرر الانتحار. كان بلاغ ورد لغرفة النجدة بانتحار شخص شنقًا داخل شقته بعزبة العسيلى بكرداسة، وتبين من فحص المباحث أن المتوفى فراش بمكتب محاسب قانونى، وعثر على جثته معلقة بسلك دش فى جنش حديدى بسقف غرفة النوم. وأوضحت التحقيقات أن الخلافات تفاقمت بين زوجته ووالدته، وتركت زوجته المنزل منذ شهر وعادت لأسرتها بأسوان، واشترطت توفير مسكن خاص لها بعيدًا عن والدته، فاستجاب لها الزوج وأثناء قيامه بنقل المنقولات لشقة أخرى هددته والدته بالتبرؤ منه طوال حياتها ما دفعه للمكوث بشقته، وأصيب بحالة من الاكتئاب على أثرها قرر الانتحار والخلاص من حياته. "كانت عايزة تدفنها حية" واقعة أخرى شهدتها منطقة المريوطية بمحافظة الجيزة، بعد إلحاح الأم على ابنها بأن يتزوج بأخرى لتنجب له الولد، بسبب إنجاب هذه السيدة للإناث وعدم إنجاب الذكور، قامت الزوجة بتخدير حماتها والتخطيط لدفنها بالمنزل مستغلة سفر الزوج ومحاولة إجبار طفلتيها على مساعدتها، لكن الحفيدتين أنقذتا الجدة، حيث اتصلت إحدى الطفلتين بوالدها فى الكويت، وأخبرته أن والدتها خدرت جدتها، وأنها ستدفنها حية بمنزلهم، وتريد إجبارها على مشاركتها وشقيقتها فى الجريمة، ما جعله على الفور يتصل بشقيقه ويخبر قسم الشرطة ليقتحم المنزل قبل إتمام جريمتها. "هلاووس سمعية" من جانبه يرى الدكتور حسين جاويش أستاذ الطب النفسي: أن وصول الصراع إلى حد ارتكاب جرائم القتل بين زوجات الابن والحموات يحتاج إلى وقفة، خاصة أن هذه القضية لم تحظ بالدراسة الاجتماعية فى أى من جوانبها أو تقديم حلول لها . يتابع أستاذ الطب النفسى: الاحتكاك اليومى المستمر يولد خلافات خاصة بين الحموات والأزواج والزوجات مع فارق السن بينهم، ومنه تنشأ مفارقات وهذا يحدث داخل ما يسمى ب"بيت العيلة"، لذلك الاستقلال فى المعيشة هو الحل الأقرب للتقليل من الصراعات الأسرية، حتى لو كانت البداية بسيطة ومتواضعة، ولا داع لأن تعيش الزوجة مع حماتها فى بيت واحد وكلتاهما لا تطيق الأخرى. وأضاف أن حالات الاكتئاب واليأس، توهم الشخص بأن القتل هو الحل الأنسب، ويكون الوهم والهلاوس السمعية التى تغذى الإنسان بأفكار القتل على مدى اليوم مصاحبة لعقله.