تنشر دار (صفصافة للنشر)، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي سينطلق في 27 من يناير الجاري، كتاب (الشرق يبدأ في القاهرة) للكاتب الكولومبي إكتور آباد فاسيولينسي، ترجمة محمد الفولي. الكاتب الكولومبي يقدم للقارئ تجربة جديدة في عالم أدب الرحلات المكتوب عن أرض الكنانة، وتحديدًا عاصمتها، يأخذنا فيه في رحلة عبر المكان، وأيضًا عبر نهر الزمان، ليُحدثنا فيه عن ماضيها وحاضرها، وتجربته الشخصية فيها التي كانت ثرية للغاية. يقول مترجم الكتاب في مقدمته، إن أول ما جذبه للعمل هو "كيف ترانا عينا أحد أهم أدباء كولومبياوأمريكا اللاتينية المعاصرين؟، إذ لا يأتي هذا الأمر من فراغ، خاصة أن فاسيولينسي يعد بالفعل أحد أهم من يكتبون بلغة ميجل دي ثربانتس في الوقت الحالي. ويضيف المترجم: "كثيرة هي كُتب الرحالة التي تناولت مصر الماضي والحاضر، وأغلبها- سواء تُرجمت للعربية أم لا- كانت بأقلام أوروبية، تعاملت في أغلب الأحوال بنظرة الرجل الأبيض المتعالية لما يراه من غرائبيات الشرق، لكن الكتاب الموجود مع القارئ الآن له ميزة مختلفة، وهو أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها إلى يديه عمل من هذه الفئة صِيغ بقلم أحد أبناء أمريكا الجنوبية؛ ذلك المكان الذي رغمًا عن بعده يحمل داخل مجتمعه خصائص مشتركة كثيرة مع نظيره المصري". ينقسم الكتاب إلى عدد من الفصول، يحدثنا فيها فاسيولينسي عن رحلته إلى العاصمة المصرية التي قام بها منذ نحو 17 عامًا، وهي فترة ليست بالبعيدة في نهر الزمان. لم يكن الكاتب الكولومبي أثناء رحلته مسافرًا عاديًا، حيث تجرأ على خوض بعض التجارب غير التقليدية، التي ربما لا تخطر على بال القاهريين أنفسهم، وطوال مغامرته ظل يقارن بين "قاهرة الكتب" و"قاهرة أرض الواقع"، وليس فقط عبر الأمكنة واختلافها، فقد قدم في كل واحد من فصول الكتاب تحليلًا لأغلب العناصر المجتمعية والتاريخية التي تشكل المجتمع المصري والقاهري وفقًا لرؤيته. ومن أهم ما قاله الكاتب الكولومبي في حب القاهرة بالكتاب: "مدينة القاهرة الحبيبة، كنت أحب وجهك أكثر قبل أن أراه. عن جسدك، لا يمكنني التفوه بشيء حتى الآن، لأن رداء سميكًا وقاتمًا من الغبار يخفيك من قمة رأسك حتى أخمص قدميك، لكن ما زلتُ أرغب في الوصول والنظر إلى عينيك ونزع أحجبتك وتمرير يدي الفضولية فوق ظهرك الذهبي، والتحدث عنك أو معك. أفضل العودة للماضي، وتذوق قضمة أخرى من زمن الليالي التي تسبق العيد، فتلك أفضل من يوم العيد نفسه، فرهبة الاشتياق أكثر لذة من الاحتفال ذاته. مدينة القاهرة الحبيبة، دعيني أنزع أحجبتك واحدًا تلو الآخر". فاسيولينسي كاتب وروائي وصحفي كولومبي، من مواليد مدينة ميديين عام 1958، ومن أشهر أعماله (النسيان) حول حياة ومقتل والده إكتور آباد جوميز. حصل على عدة جوائز أدبية، من ضمنها جائزة الصين لأفضل رواية أجنبية في العام 2005 عن رواية (أنجوستا)، وجائزة بيت أمريكا في البرتغال عن رواية (النسيان)، والجائزة الوطنية الكولومبية للقصة، وقررت إسبانيا منحه جنسيتها في العام 2017، لكونه "أحد أفضل المؤلفين باللغة الإسبانية". جدير بالذكر، أن (الشرق يبدأ في القاهرة) هو أول كتاب من ترجمة محمد الفولي، الذي حصل على درجة الليسانس في اللغة الإسبانية وأدبها من جامعة القاهرة بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ويعمل حاليًا محررًا بالقسم العربي بوكالة الأنباء الإسبانية منذ العام 2008، وينصبُّ اهتمامه الأساسي على المزج بين الترجمة والأدب والكتابة الرياضية. الكاتب الكولومبي إكتور فاسيولينسي