تباينت ردود أفعال النقاد والصحفيين حول فيلم "كف القمر" خلال الندوة التى أقيمت اليوم الخميس، على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى 27، وحضر الندوة خالد يوسف مخرج العمل، والفنانون خالد صالح وجومانا مراد وحسن الرداد وصبرى فواز، ومدير التصوير رمسيس مرزوق، وأدارها الناقد مجدى الطيب. أشاد الحضور بإدارة خالد يوسف العمل بشكل رائع، واستخدام كل النجوم لصالح الفيلم، بالإضافة إلى أن الفيلم أثار العديد من المشاكل وفجر قضايا وأفكارا كثيرة، إلا أن صناع العمل واجهوا العديد من الانتقادات التى تتمثل فى عدم الوضوح وإيقاع العمل الذى قد يصيب المشاهد بالملل. ورفض خالد يوسف -الذى وجهت إليه أغلب الأسئلة- الرد على سؤال حول رسالة الفيلم، مشيرا إلى أن هذا دور الناقد والمشاهد أن يستوعب العمل، وأن الفيلم يستطيع أن يستقبله المشاهد بأكثر من رؤية، مشيرا إلى أن الملل الذى أصاب بعض المشاهدين فى عرض الأمس، تعنى المشاهد فقط لأنها مسألة نسبية من مشاهد لآخر. وقال إنه بنى الأحداث على إيقاع معين استخدم فيها طريقة (فلاش باك)، خاصة أن الفيلم يتناول 10 قصص مختلفة، وهى طريقة متبعة فى السينما الأمريكية، لبناء الأحداث دون أن يشعر المشاهد بالملل. مضيفا أن الرقابة لم تشاهد الفيلم حتى الآن، وأنه نجح في تخطى عقبة الرقابة قبل ثورة 25 يناير، وأن فيلم "كف القمر" لا يوجد به ما يمكن أن تم حذفه. وأشار يوسف إلى أنه من غير المقبول أن يفهم الناقد أو المشاهد أن تقديم دور الفقيرة على أنها عاهرة بأحكام مطلقة على طبقة أو فئة بعينها، مضيفا أن اختياره لوفاء عامر لدور الأم جاء لمتطلبات العمل الذى يجسد ثلاث مراحل عمرية مختلفة، ولا يمكن أن تجسد هذا الدور فنانة متقدمة فى العمر، لأنه من الصعب أن تعود إلى مرحلة الشباب، حيث يفتقد صناع السينما فى مصر دور الماكياج فى تجسيد رؤية المخرج. فيما أوضح يوسف أنه فى حاجة إلى النجوم الكبار فى أعماله، لأن السينما تحتاج إلى جمهور هؤلاء النجوم للارتقاء بالعمل وزيادة إيرادات شباك التذاكر. فيما قالت الفنانة السورية جومانا مراد إن المقصود بتجسيد دور الفقيرة فى العمل هو الرجعية والتخلف الذى يسيطر على مجتمعاتنا العربية. وأكد الفنان حسن الرداد سعادته بالدور الذى قدمه، خاصة وأنه دور مختلف عما قدمه فى السينما والتليفزيون من قبل، مشيرا إلى أن دور الصعيدى كان مخاطرة بالنسبة له لأن ملامحه بعيدة عن هذا الطابع. وأضاف الفنان خالد صالح أنه سعيد بإقامة المهرجان بعد أحداث الثورة فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد، وأنه لأول مرة يشاهد العمل ولم يكن يتخيل ظهوره بهذا الشكل، وتجسيده للشخصية كما كتبها ناصر عبد الرحمن، خاصة أنهم واجهوا ظروفا قاسية أثناء التصوير. وأوضح أنه شاهد الفيلم برؤية فنية بعيدة كل البعد عن الإسقاطات السياسية، مؤكدا أن كل فترة يظهر مخرج يعبر عن جيل، وخالد يوسف كان فى ميدان التحرير، وفى تصوير الفيلم، الأمر الذى انعكس بالإيجاب على روح الفيلم. وأشار الفنان صبرى فواز إلى أن عمله مع خالد يوسف إضافة له دائماً، وأن أفلام يوسف دائماً ما تخرج منه طاقات بداخله، بالإضافة إلى أنه مخرج يعرف عمله جيدا، الأمر الذى يبعث الطمأنينة فى قلب أى فنان، لأنه يدرك تماماً كيف سيظهر العمل بشكل احترافى أمام الجمهور. فيما أوضح رمسيس مرزوق، مدير التصوير، أنه شاهد الفيلم فى خياله قبل أن يبدأ التصوير، الأمر الذى ترجم الصورة بالشكل الذى أراده مخرج العمل، حيث لامس الفيلم فترة ما قبل الثورة وشعور أى مصرى بالحالة التى وصلت إليها بلدنا. أهدى خالد يوسف العمل إلى الراحل حامد حمدان مهندس الديكور، الذى واجه العديد من الصعوبات أثناء تنفيذه له، بالإضافة إلى الحريق الذى نال من الديكور فتم بناؤه مرة أخرى بأقل التكاليف. وأشار إلى أن العمل كان من المفروض عرضه قبل أحداث الثورة، إلا أنه تم تأجيله حداداً على أرواح أحداث كنيسة القديسين، فجاءت أحداث الثورة. أما الناقد السينمائى نادر عدلى فأشاد بصناع العمل ومساندته للمهرجان بعرضه لأول مرة وظهوره بشكل جيد، خاصة وأن المخرج خالد يوسف لم تشغله أية مهرجانات أخرى بقدر أهمية عرضه في أول مهرجان سينمائى مصرى بعد الثورة قبل عرضه جماهيرياً، فى الوقت الذى يسعى فيه العديد من المخرجين إلى عرض أفلامهم فى أكثر من مهرجان بالخارج. غاب عن ندوة الفيلم بطلتا العمل وفاء عامر وغادة عبد الرازق، ولكن الملفت غياب الأخيرة خاصة وأنها حضرت عرض الفيلم أمس، إلا أن البعض أرجع السبب للحرب الكلامية التى دارت خلال الفترة الأخيرة بينها وبين مخرج العمل خالد يوسف حول أحداث الثورة والاتهامات المتبادلة بينهما، واتضح ذلك أثناء صعودها على المسرح فى حفل الافتتاح، فلم تقم بالسلام على أى من صناع العمل، لتتفادى إلقاء التحية على خالد يوسف. يذكر أن فيلم "كف القمر" تم عرضه مساء أمس عقب افتتاح المهرجان، وحضره أبطال العمل والنقاد والإعلاميون.