رأى عدد من الأدباء المحامون في تقييمهم للجلسة الأولى من محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك وبعض أعوانه، أن محاميي المجني عليهم بدو ضعافًا إلى حد كبير ولم يشغلهم من الجلسة غير الظهور على الشاشة الفضية. لكنهم أجمعوا على قوة ممثل النيابة، وكذلك تفوق محامو المتهمين الواضح على محاميي المجني عليهم، حيث أكد الكاتب والمحام أحمد صبري أبو الفتوح أن دفاع المتهمين أقوى من دفاع المجنى عليهم، فيما بدا تمثيل النيابة مشرفًا، لكن أداء المحامين من الطرفين اتسم في مجمله بالمظهرية والرغبة فى الظهور. لافتًا إلى اعتقاده بأن الدائرة الدائرة الخاصة بنظر القضية ليست على مستواها، وأن القضية أكبر منها، على حد وصفه، إضافة إلى أن اللغة العربية وقواعدها ضائعة تماما، وهذا أمر محزن". وأكد أن القضية وتقدمها ومجرى أحداثها يرتبط بالمناخ العام "يسخن تسخن، يبرد تبرد" بحسب قوله، متمنيًا أن يظل الوضع في الشارع "جادًا" حتى لا تكتنف مجريات القضية حالة من الميوعة. فيما اختلف معه الأديب والمحام ثروت الخرباوي في تقييمه لرئيس المحكمة قائلًا: حضرت عشرات من القضايا أما المستشار أحمد رفعت، وهو من الناحية القانون نزيه جدًا ولم يعرف عنه قط خضوعًا لأي ضغوط خارجية، ومن الناحية الحرفية، فهو يملك خبرة القاضي الجنائي المحترف مع الفراسة والقدرة على استنباط الأدلة، وإذا ما اقتنع بالإدانة فإن أحكامه ستكون شديدة، وسيحكم بالحد الأقصى للعقوبة، ولن يحكم بالظروف المخففة لأنه ينظر إلى مدى الضرر الذي سببه هذا المتهم للمجتمع. مرجعًا الأخطاء اللغوية الكثيرة التي وقع فيها القاضي إلى ارتباكه من كون الجلسة تذاع على الهواء وأن العالم كله يراقبها. أما بالنسبة لمحاميي المجني عليهم، فيقول الخرباوي أن معظمهم ليسوا من المشهود لهم بالبراعة في القضاء الجنائي، إضافة إلى غياب التنسيق فيما بينهم وضعف المطالب التي تقدموا بها إلى المحكمة والتي قد ترفض هيئة المحكمة الكثير منها. مضيفًا أن المحامين جميعهم من الطرفين وقعوا في فخ الرغبة في الظهور الإعلامي باستثناء بعض من محامي المتهمين الذي تحلوا بذكاء الجلسة، وعلى رأسهم فريد الديب. ولفت الخرباوي إلى أن ممثل النيابة كان الأفضل حالا إذا بدت لغته رصينة وواثقًا من نفسه. أما الروائي والمحام أحمد زغلول الشيطي، فاعتبر أن مبارك أهدر فرصة ذهبية بأن يقدم شهادة للتاريخ بما اقترفت يداه من جرائم ثابتة وموثقة حين أنكر التهم الموجهة إليه، وفضل أن يتحصن بالإنكار مثله كمثل أي مجرم أو تاجر مخدرات عادي. وأكد الشيطي أن تلك المحاكمة هي ثمرة من ثمار الثمن الذي دفعه الشهداء بدمائهم ومن اعتصم وتظاهر في ميادين مصر تحت ظروف معيشية سيئة وضغوط ومطاردات من البلطجية وعناصر الشرطة والمجلس العسكري أيضاً. ومن ناحية أخري انتقد الشيطي غياب أسماء لامعة في عالم المحاماة تشدقت كثيراً بالشهداء وبدمائهم وتخلفت ساعة المحاكمة عن الحضور ومنهم المفكر محمد سليم العوا، وقال الشيطي إن من حضروا مشكورون بالطبع، ولكن جرحي وشهداء مصر يحتاجون إلي محامين يستطيعون أن يقدموا ما هو أفضل من ذلك وهم كثر. وأضاف الشيطي أنه يتمني أن يتم تدعيم هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني بمن هم أكثر خبرة وتمرساً بعد أن أظهرت المحاكمة أن محاميي المتهمين أكثر تمرسًا وخبرة. من جانبه دعا الشاعر عبد المنعم رمضان جميع المحامين الكبار إلى ضرورة التطوع للمرافعة عن المجني عليهم في القضية،وكل المحامين الشباب الذين شاركوا اليوم في المرافعة بالتركيز في القضية والابتعاد عن الرغبة في الظهور لأن القضية التي هم بصددها أسمى بكثير من ذلك. وعبر رمضان عن استيائه مما اسماه بالفيلم المبتذل الذي مثله الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه علاء وجمال مبارك، حيث دخل النجلان القفص وفي حوزة كل منهما مصحف فيما رقد والدهما "يلعب في منخاره" ليستدر عطف المصريين، وكان الأكرم له أن يقف متماسكًا كما وقف الديكتاتور صدام حسين لحظة محاكمته وإعدام، فموقف صدام رغم أننا ضد سياسته كان شجاعًا بينما أثبت لنا المخلوع مدى ضعفه وصغر حجمه.